نموذج، موهبة، مهمة: لأي نوع ينتمي مركزك العلمي؟


بقلم: جنيفر مارتن


نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية تحت عنوان Model, Talent, Mission: What Species Is Your Science Center? في عدد يناير-فبراير 2019 من مجلة «دايمنشنز» Dimensions التي تصدرها جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC. قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون إذن كتابي صريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC.


 

بينما نفكر في المستقبل ونفكر في انتقالنا من المتاحف ذات المجموعات إلى المراكز العلمية ذات المعارض التفاعلية، نسأل أنفسنا: ما الذي نتطور إليه بعد ذلك؟ تعمل الضغوطات البيئية والفرص الفريدة في كل مجتمع من مجتمعاتنا على تشكيل «الانتقاء الطبيعي» لمراكزنا العلمية. فهل يمكن أن نتطور إلى أنواع مختلفة تمامًا، بعيدًا عن أسلافنا المشتركين في أوائل القرن العشرين ومنتصفه؟ أعتقد أننا كذلك، وهناك ثلاثة تكيفات أساسية تشير إلى هذا: نماذجنا التشغيلية، ومواهبنا الفريدة، ومهامنا.

 

نماذج التشغيل

مع الاعتذار لأولئك الذين فعلوا كل شيء، فإننا نتجادل حول النموذج الأمثل لمراكز العلوم منذ بعض الوقت. ففي أواخر ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الماضي، عندما بدأت أنظمة التمويل ومصادره تتغير كثيرًا (وأصبحت أكثر صعوبة)، كانت «نماذج المتاحف» و«مراكز العلوم من الجيل الثالث» من موضوعات الجلسات المعتادة في المؤتمرات السنوية لجمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا في أمريكا الشمالية.

خلال تلك الفترة كان التركيز على النماذج المالية والتشغيلية، والاعتماد المتزايد على الإيرادات المكتسبة. في عدد مايو/يونية 2000 من مجلة دايمنشنز، كتبت شيلا جرينيل مقالًا بعنوان «الدخل المكتسب: أين الإمكانات؟»؛ حيث لخصت الاستجابات للتخفيضات في التمويل والمنح الحكومية. ركزنا في القيادة التنفيذية والعمليات المتحفية على استراتيجيات التسعير لبرامج الدخول والعضوية، والمعارض الرائجة، وأجهزة المحاكاة المدفوعة بشكل مستقل، وتأجير مرافقنا بعد ساعات العمل. وتضمنت التحولات الأخرى مشاركة الخدمات مثل المحاسبة وكشوف المرتبات مع المؤسسات غير الربحية الأخرى، والإسكان المشترك لمختبرات الجامعة وأستوديوهات الإنتاج الإعلامي. ستستمر النماذج التشغيلية والمالية في التكيف والتطور لتحقيق الاستقرار المالي؛ ومع ذلك، مع وصول الإيرادات المكتسبة إلى 75٪ أو أكثر، هل نعرض مهمتنا للخطر للوصول إلى التوازن المالي؟

 

«يستمع القائد الفضولي إلى الهمس ويبدأ في فهمه، ليس بالضرورة لتصديقه كله،

ولكن ليعرف أن هناك شيئًا ما وجب الانسجام معه.»

جينيفر جارفي بيرجر، مدربة تنمية شخصية ومؤلفة

 

 الأدوات الحقيقية تطور مهارات حقيقية. يساعد أحد أعضاء الفريق في ورشة عمل «الأستوديو المفتوح Open Studio»
في «تيلاس سبارك TELUS Spark» في كالجاري، ألبرتا، كندا.
تصوير تيلاس سبارك

 

من المثير للاهتمام أن الحوار حول النماذج المالية والتشغيلية قد هدأ، ربما لأنه كان علينا فقط المضي قدمًا فيه. وسنواصل الاستجابة لتغيرات الأنظمة الاقتصادية والتأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى في عملنا.

بينما كنا نتجادل حول النموذج «الصحيح»، سعينا أيضًا إلى أن نصبح أكثر من وجهة سياحية فحسب. فبدأنا في الابتعاد عن تركيزنا الأصلي على توصيل المعرفة العلمية وتحسين فهم العلوم؛ لإشراك الناس في عمليات الاكتشاف والاستقصاء. بدأنا في فتح أنشطتنا الإبداعية الخاصة لتشمل زوارنا في هذه التجارب؛ من إنشاء معارض جذابة وممتعة حول العلوم لزوارنا، إلى استكشاف أفكار جديدة باستخدام أطر المعرض مع زوارنا. ربما ليس من قبيل الصدفة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان مصطلح «الابتكار» يشق طريقه إلى محادثتنا اليومية؛ وخضع هذا التحول لكثير من التكهنات والنقد في قطاعنا خلال ذلك العقد. لقد سمعت تعليقات متشككة كثيرة، مثل «الأوتاد الخشبية والأربطة المطاطية؟ أين العلم في ذلك؟»، وأحيانًا كانت تقال بصياغة أقل أدبًا.

بدأنا نفكر في زوارنا وضيوفنا بشكل تعاوني أكثر، بصفتهم مشاركين فعليين في الأعمال الداخلية للمركز العلمي. فإذا أردنا أن نكون أكثر ملاءمة على المستوى الشخصي، كان علينا تطوير طرق فريدة لإشراك جمهورنا في تجارب لن يجدوها في أي مكان آخر. بدأ بعضنا يدرك أن أكثر تجارب المركز العلمي إثارة كانت تحدث وراء الكواليس، في تصميم المعارض ومساحات النماذج الأولية: فهل يمكننا بالفعل دعوة زوارنا إلى عمليات تطوير المعرض؟ السماح لزوارنا بالمشاركة في أعمال النمذجة والبناء والتصميم والإبداع باستخدام موادنا وأدواتنا وبيئات ورش العمل الإبداعية – ليس كخطوات عملية مكتوبة بدقة يجب اتباعها، ولكن بشكل حر يعكس اهتماماتهم وأفكارهم. إلى أين يمكن أن يأخذنا هذا؟ أين يمكن أن يشتعل التفكير الإبداعي لديهم؟

في عام 2004، في أثناء قيادة مشروع تجديد رأس المال بقيمة 35 مليون دولار (47 مليون دولار كندي) المسمى «وكلاء التغيير» في مركز أونتاريو العلمي، وصف أعضاء فريق تطوير المعارض الخاص بي أحد مشروعاتنا لزملاء من متحف علمي مختلف. فأجاب قائد فريقنا على أحد أسئلة الزملاء: «نعم، لقد سمعت بشكل صحيح. نحن نصمم نموذجًا أوليًّا لمعرض حيث يصنع الناس أحذية باستخدام مواد غير عادية». أعقب الصمت الذاهل من زملائنا «أحذية؟ الزوار يصنعون أحذية؟ لماذا؟» لقد ارتاب زملاؤنا في الأمر وظنوا أننا قد انزلقنا في فخ الفنون والحرف اليدوية وفقدنا هدفنا الأساسي في التواصل العلمي. شريط لاصق ومقص على أرضية المعرض؟ ورق مقوى وسجاد داخلي وخارجي لصنع الأحذية؟ ما علاقة هذه الأشياء بالعلم؟ ضع في اعتبارك أن هذا العمل كان قيد التنفيذ قبل عام واحد من ظهور مجلة «اصنع: المجلة» Make: Magazine – وهي الآن إحدى الإصدارات الرائدة في مجال الصنع – لأول مرة في عام 2005.

 

 يعرض العمل الإبداعي للزوار في مساحة صنع الأحذية في مركز ويستون للابتكار الأسري التابع لمركز أونتاريو العلمي في تورونتو.
تصوير: مركز أونتاريو العلمي

 

بحلول عام 2006، كانت منطقة «ابنِ حذاءً» Build-a-Shoe في مركز ويستون للابتكار الأسري، وهو أحد أكثر مناطق الجذب شعبية في مركز أونتاريو العلمي. طرق الزوار إبداعاتهم من الأحذية ومسمروها ولصقوها مثل صناع الأحذية المتحمسين. بدأت التجارب المماثلة في ورش عمل التنكرة والأجزاء السائبة، والمعارض «المفتوحة النهاية» تكتسب زخمًا في جميع أنحاء مجالنا. فبدأنا نشهد تحولًا في نموذجنا. كنا نشعر بوجود حاجة في المجتمع لم تلبى بعد. فكنا نتحول في بعض الطرق الأساسية:

زائر —> مشارك

معروضة —> تجربة

خبرة —> تصميم مشترك وتعاون

حقائق علمية —> تعلم يركز على التحقيق

نطور من أجل —> نطور مع

لوضع نقطة محددة لهذه الفترة، هل تذكر عندما انتشر مفهوم البيع بالتجزئة «ابنِ دبًا» Build-a-Bear في السوق؟ كان مجتمعنا يفقد فرصًا للحرف البسيطة، والعمل بأيدينا، والإبداع، والبناء؛ فكانت أرفف وأدراج الأدوات تختفي من مرائب منازلنا. كان هذا الفراغ محسوسًا في السوق، وبالتوازي مع ذلك، كنا نشهد تفاعلًا ثنائي الأبعاد أكبر على شاشات الكمبيوتر. في الوقت نفسه، سمعنا الهمس المبكر لرد الفعل العكسي تجاه الثقافة التي تركز على السلامة، والتي كانت تمنع الأطفال من استخدام الأغراض الحادة مثل المقصات والمفكات. بدأت هذه التغيرات في بيئتنا في فتح مساحة جديدة للمراكز العلمية للمشاركة.

 

زائر يعمل على حذاء في معرض صنع الأحذية في مركز أونتاريو العلمي.
تصوير مركز أونتاريو العلمي

 

طالبتا مدرسة ثانوية تتعاونا لصنع حذاء في مركز ويستون للابتكار الأسري في مركز أونتاريو العلمي. تصوير مركز أونتاريو العلمي

                           

الآن نرى كيف أن إضافة أستوديوهات الصانع ومختبرات التصنيع وورش عمل التنكرة قد انفجرت في السنوات العشر الماضية. تعلم مخصص، وتعليم ديمقراطي، وإدراك مجال علم الأعصاب للتأثير الحاسم «للتفكير بيديك» على نمو الدماغ المرتبط بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. لقد أنشأت المراكز العلمية مكانة جديدة توفر على الأقل مساحات للمبتدئين. وهذه التأثيرات لها تأثير جذري في نموذج المراكز العلمية في جميع أنحاء العالم، وكيف يتكيف كل منا بشكل فريد محليًّا.

يعد هذا التحول في مساحة الصنع أحدث خطوة في هذا التطور. فما هي التغييرات النموذجية الأخرى التي يمكن أن نتوقعها؟ لا يزال العلم أساس هدفنا المشترك. وفي الوقت الذي غالبًا ما يخلط بين الآراء والحقائق، كيف نضع أنفسنا كمؤسسات موثوق بها ونستخدم قدراتنا الفريدة؟ ما هو نموذج مستقبلنا الذي يحافظ على تلك الثقة ويوفر الثقة في العلم الذي نوصله؟ لم يكن الاستماع إلى همس المجتمع والسعي لفهمه أكثر أهمية من أي وقت مضى.

 

«إذا اتبعت أفضل الممارسات، فمن المحتمل أن تحصل على نتائج متوسطة.»

— نشرة «اختراق المتحف» Museum Hack بتاريخ 19 أكتوبر 2018

 

الموهبة

من الذي سيستجيب دماغه ومهارته لهذه التغييرات القادمة؟ واحدة من المشكلات الحرجة التي نواجهها هي شيخوخة مواهب تطوير المعرض لدينا. ففي الماضي، كانت عديد من المؤسسات قادرة على تمويل فريق كبير بشكل معقول لتطوير وبناء المعروضات بالداخل، وأنتجنا عدة آلاف من الأمتار المربعة من المعارض الجديدة سنويًّا. كنت أحد مطوري المعروضات الشباب الذين تعلموا حرفتهم من خلال التجربة المتكررة، موضوعًا تلو الآخر، ومن خلال أمثلة قوية من رواد تصميم المعروضات التفاعلية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. كانت لدينا فرصة لتحمل المخاطر، مما أدى في بعض الأحيان إلى الإخفاقات، لكننا تعلمنا منها ولم يعرض ذلك الأساس المالي للمؤسسة للخطر. مع ذلك، الآن الموارد المالية شحيحة والمنافسة على الإيرادات المكتسبة شديدة؛ فنفقد قدرتنا على تحمل المخاطر، وبالتالي فإننا في خطر فقدان حرفة تطوير المعروضات داخليًّا. هذه المجموعة المتقلصة من مطوري ومصممي معروضات المركز العلمية تتقدم في السن، ولا نرى الحاجة الملحة لتوظيف عاملين أصغر سنًا يمكنهم التعلم منهم قبل تقاعدهم. وتعد الاستعانة بمصادر خارجية من شركات تصميم وبناء المعروضات عنصرًا حيويًّا في النظام الإيكولوجي للتطوير المستدام للمعروضات، ولكن عادةً ما يكون لدى أفضل الشراكات بين المراكز وهذه الشركات فريق داخلي ماهر في جوهرها. يفهم أعضاء هذا الفريق المحتوى العلمي ووسيلة التصميم وسلوك الزائر بشكل أساسي. ومع تغير نماذجنا، فإن هذه المجموعة من المصممين ذوي الخبرة معرضة لخطر أن تصبح سلالة نادرة. فكيف نستمر في تطوير المواهب في بيئات التشغيل الضيقة الهوامش والمتجنبة للمخاطر؟

عندما يتعلق الأمر بتنمية المواهب، هناك عديد من الإشارات إلى قيادة المتاحف وموضوعات مثل «التصميم السريع»، ولكن القليل عن تطوير المواهب الأساسية في فرقنا. «التالي في المتاحف» MuseumNext،منظمة تتخذ من لندن مقرًا لها وتستضيف مؤتمرات دولية تركز على مستقبل المتاحف، وتقدم مع مستشارين مستقلين برامج تساعد على إطلاق مصممي الخبرة. ولكن غالبًا ما يكون هذا تحت ستار تقليل الصوامع التنظيمية من خلال تضمين المنظمة بالكامل في العملية الإبداعية. وهذا ليس أمرًا سيئًا، إلا أن إتقان تصميم التجربة يستغرق أكثر من ورشة عمل لمدة يومين أو حضور مؤتمر فحسب. فأنا أثير الانتباه إلى أننا قد نفقد دورة تنمية المواهب مع تطور مراكزنا العلمية، وتقاعد أعضاء فريقنا ذوي الخبرة، وتشديد أسسنا المالية بشكل أكبر. يتضح هذا الفراغ في المواهب الأساسية في بعض مساحات المصنّعين الجاهزة ومختبرات التصنيع التي أنشئت في عديد من المراكز والمكتبات العلمية. فيمكن أن تكون هذه المساحات جميلة، ولكن بدون معرفة ومهارات المصممين ذوي الخبرة، يمكن أن تفشل في تحقيق إمكاناتها كاملة. إذا كان المنظمون على اتصال جيد في مجتمعاتهم، فإن هذه المساحات تجتذب في نهاية المطاف متطوعين مهرة يمكنهم توسيع البرامج إلى ما هو أبعد من إعادة إنتاج أنماط الطابعة ثلاثية الأبعاد فقط. ويعد هذا أمرًا رائعًا ويستدعي أهمية أعمق في المجتمع، ولكن حتى أفضل المتطوعين لا يمكنهم تجديد مواهب التصميم ذات الخبرة داخليًّا. إن تصميم الأنشطة للمشاركة العميقة مع الفهم الراسخ للعلوم التي تتحقق من صحتها ليس تمرينًا بسيطًا بوضع طاولات عليها مواد فضفاضة وشريط لاصق وبعض الأدوات.

إن دعوتي إلى العمل لقادة المراكز العلمية، على جميع مستويات المؤسسة، هي تقدير المصممين ذوي الخبرة العظيمة ودعمهم، وبناء خطط تعاقب حولهم. فإذا لم يكن لديك هذا النوع من المواهب في فريقك، الجأ إلى قرنائك من أجل النصيحة والدعم. لا أستطيع أن أرى كيف يمكننا أن نكون ناجحين في بيئة دائمة التطور بدون هذه الكفاءة الأساسية.

 

المهمة

ماذا عن مهماتنا للمستقبل؟ هناك تغيير يجري في بيانات المهمات الحالية مع أفعال مثل «يشعل» و«يغذي» و«يلهم» و«يكتشف»، وأسماء مثل «التعلم» و«الفضول»، وعبارات مثل «مشاركة العالم من حولنا». وقد ذهبت قاعة العلوم بنيويورك إلى أبعد من ذلك؛ حيث لخصت مهمتها على هذا النحو: «التصميم، والصنع، واللعب». وفي مسح بيانات المهمة الذي أجريته مؤخرًا، تظهر الكلمة الفعلية «علم» فقط من حين لآخر.

 بالطبع، مع بيانات المهمة، غالبًا ما يكون هناك توتر بين مهمة «ما نفعله» ومهمة «لماذا نفعله/ الغرض». لا أقترح تشريح هذه الاختلافات، فأعتقد أن أيًّا منهما يعمل، اعتمادًا على احتياجات المنظمة ورغبات الفريق. بدلاً من ذلك، أود أن أقتبس من تيم ريتشي، الرئيس والمدير التنفيذي لمتحف التكنولوجيا للابتكار، الذي سُئل في المؤتمر السنوي لجمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا في أمريكا الشمالية عام 2018: «كيف سيكون العالم مختلفًا، بطريقة إيجابية، لأننا موجودون؟»

هل ستتطور مهماتنا لما هو أكثر من جوهر تفويضات توصيل العلوم من سبعينيات إلى تسعينيات القرن الماضي؟ كيف ندرك احتياجات مجتمعنا والأشخاص الذين نخدمهم، وكيف سيتغير ذلك حتى نبقى ملائمين؟

هناك عديد من الأمثلة الرائعة لمهام المركز العلمية الفريدة التي تطورت بسبب الروابط الوثيقة مع مجتمعاتها المحلية. مهمة «المركز البري» في حديقة أديرونداك بولاية نيويورك – «إشعال شغفًا مستمرًا بأديرونداك؛ حيث يمكن للناس والطبيعة أن يزدهروا معًا وأن يكونوا قدوة للعالم» – محددة جدًّا لدورها في هذا المجتمع. والغرض من «المتحف التفاعلي للاقتصاد» MIDE، في مكسيكو سيتي هو «... متحف من القرن التاسع عشر يستخدم الحوار والمشاركة الجماعية للتفكير في المفاهيم والعمليات ذات الصلة بالاقتصاد والتمويل والتنمية المستدامة والابتكار والرفاهية». مركز «علم الشمال» في سودبوري، أونتاريو، كندا – وهي مدينة عانت وتعافت من التدهور البيئي الشديد بسبب ممارسات التعدين التاريخية – لديه تفويض لتشغيل مركز لتكنولوجيا التعدين وعلوم الأرض. تعد بيانات المهمة المختلفة هذه أمثلة على التطور الإيجابي ولكن المتباين في مجالنا.

إذًا، أي نوع هو المركز العلمي الخاص بك؟ من أجل تكييف مصطلح بيولوجي لما نختبره، أقترح أن تخضع المراكز العلمية للانتواع أو ظهور الأنواع الجديدة. فنحن نشكل أنواع جديدة ومتميزة من المراكز العلمية من خلال التغيير المجتمعي والتقني، والانتقاء الطبيعي الذي تضعه على كل من منظماتنا. وبينما نتعلم كيف نصبح أهم في مجتمعاتنا ونمارس فن التعاون الممتاز عن طريق الإفراج عن السيطرة والعمل مع الغير، سيستمر ظهور أشكال جديدة من التمييز في جميع أنحاء مجالنا.

وقد نحتاج إلى نماذج وبعثات ومواهب وفِرق وقادة مختلفين لكي ننجح في المستقبل، لا سيما إذا كنا في الواقع نعيد ترتيب أنفسنا لنكون منظمات مجتمعية تعمل في مركز علمي، وليس العكس.

 


جنيفر مارتن (jennifer.martin@pollywogs.ca) مستشارة تنفيذية مستقلة في مجال متاحف العلوم ومفكرة تقدمية مبدعة وفضولية. هي المؤسسة الرئيسية والرئيسة التنفيذية السابقة لشركة تيلاس سبارك TELUS Spark في كالجاري، ألبرتا، كندا.