مضاعفة سرعة مقاطع الفيديو الخاصة بالفصول التعليمية وفهمها


بقلم: إيناس عيسى

أصبحت مشاهدة المحاضرات المسجلة ومقاطع الفيديو التعليمية في أثناء جائحة كوفيد-19 وسيلة فعالة في كل مكان للتعلم بعد أن أصبحت المحاضرات والدروس وجهًا لوجه مقيدة في أحيان كثيرة. حتى قبل الجائحة، تحول بعض المعلمين إلى الفصول غير المتزامنة عبر الإنترنت لنشر المواد التعليمية. نتيجة لذلك، فإنه بالإضافة إلى المناقشات وغيرها من أنشطة الدورات التعليمية، أصبحت مشاهدة مقاطع فيديو المحاضرات عبر الإنترنت وتذكر المعلومات منها أمرًا بالغ الأهمية لأداء الدورة التعليمية والتعلم الناجح.

وعلى الرغم من أن هذا قد يوفر للطلاب المرونة في اختيار وقت وكيفية مشاهدة مقاطع الفيديو، إلا أن الدراسة ذاتية التنظيم قد تكون مشكلة لبعض الطلاب، بدون فصول دراسية وإطار زمني منظم بوضوح. فقد يتسبب هذا في صعوبة الدراسة بفاعلية وكفاءة، وصعوبة فهم المواد المقدمة لهم.

في دراسة حديثة نُشرت في دورية «علم النفس المعرفي التطبيقي» Applied Cognitive Psychology من قبل باحثين بجامعة كاليفورنيا، درس الباحثون كيف يمكن أن تؤثر مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية بسرعات مختلفة في فهم الطلاب ووصلوا إلى نتائج مثيرة للغاية.

 

 

السرعة العالية والتحميل المعرفي

أظهرت الأبحاث سابقًا نتائج مختلطة فيما يتعلق بكيفية تأثير مشاهدة مقاطع الفيديو بسرعة عالية في الفهم. في حين أشارت بعض الدراسات إلى أن زيادة سرعة مقاطع الفيديو يمكن أن تحافظ على الفهم أو تعززه، تقترح البعض الآخر أنها تعيق الفهم.

صرح الباحثون في الدراسة الجديدة أنه يمكن أن يكون ذلك بسبب قياس الفهم مباشرة بعد مشاهدة الفيديو، عوضًا عن استخدام اختبار مؤجل للتأكد من التأثير الحقيقي. كذلك، إذا شاهد الطلاب مقاطع فيديو المحاضرات بسرعة أكبر من السرعة العادية، فقد يتسبب ذلك في زيادة الحمل المعرفي، أو كمية المعلومات التي يمكن الاحتفاظ بها في الذاكرة العاملة في وقت معين.

 

مقاطع الفيديو عالية السرعة والاحتفاظ بالمعرفة

في الدراسة الحالية، حقق الباحثون في كيفية تأثير مشاهدة مقاطع فيديو المحاضرات بسرعات مختلفة في الفهم الفوري والمتأخر. فأشارت النتائج إلى أن الطلاب يحتفظون بالمعلومات جيدًا عند مشاهدة المحاضرات بمعدل يصل إلى ضعف سرعتها الفعلية، ولكن بمجرد تجاوزهم هذا الحد، تبدأ الأمور في التشوش قليلاً.

أشرك الباحثون الطلاب في سلسلة من التجارب لاختبار مدى تأثير السرعات العالية في التعلم والاحتفاظ بالمعرفة. في التجربة الأولى، قسّم الباحثون 231 مشاركًا إلى أربع مجموعات وجعلوهم يشاهدون مقطعي فيديو محاضرتين مدتهما 13–15 دقيقة دون السماح لهم بإيقاف الفيديو مؤقتًا أو تدوين الملاحظات. شاهدت إحدى المجموعات الفيديو بسرعة عادية، وشاهدت مجموعة أخرى الفيديو بسرعة 1.5 مرة السرعة العادية، وشاهدت المجموعة الثالثة بسرعة مضاعفة، بينما شاهدتها المجموعة الأخيرة بسرعة 2.5 مرة السرعة العادية.

من ثم اختُبِرَ استيعاب المجموعات لمقاطع الفيديو الفردية. بلغ متوسط استيعاب مجموعة السرعة العادية 26 إجابة صحيحة من أصل 40، وسجلت المجموعتان ذات الوقت المزدوج و1.5 السرعة الدرجات نفسها تقريبًا: 25، بينما لم توفق المجموعة ذات السرعة 2.5؛ حيث أجابت فقط عن 22 سؤالًا بشكل صحيح.

لاختبار الفهم المتأخر، طُلب من المشاركين الإجابة على أسئلة اختبارات أخرى بعد مرور أسبوع. أعطيت المجموعات نفسها اختبارات مختلفة تتعلق بمقطعي الفيديو لتقييم ما احتفظوا به. فبلغ متوسط مجموعة السرعة العادية 24 من أصل 40، وبلغ متوسط المجموعات ذات السرعة 1.5 ومجموعة السرعة المزدوجة 21، في حين بلغ متوسط طلاب السرعة 2.5 20.

قال المؤلف الرئيسي ديلون ميرفي، وهو طالب دكتوراه في علم النفس بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: «من المدهش أن سرعة الفيديو كان لها تأثير ضئيل على الفهم الفوري والمتأخر حتى تجاوز المتعلمون ضعف السرعة العادية». بعد ذلك، اختبر الباحثون توليفات مختلفة من المشاهدة السريعة والعرض بالسرعة العادية لمقطعي الفيديو، وأكدت النتائج الاكتشافات نفسها.

 

 

المواد المعقدة

قال مورفي: «يمكن لطلاب الكلية توفير الوقت والتعلم بشكل أكثر كفاءة من خلال مشاهدة المحاضرات المسجلة مسبقًا بسرعات أعلى إذا استخدموا الوقت الموفر في دراسة إضافية، ولكن يجب ألا يتجاوزوا ضعف سرعة التشغيل العادية».

هذا وأضاف: «في حين أن دراستنا لم تكشف عن عيوب كبيرة في مشاهدة مقاطع فيديو المحاضرات بمعدل ضعف السرعة العادية، فإننا نحذر من استخدام هذه الاستراتيجية لتوفير الوقت ببساطة. فيمكن للطلاب تحسين التعلم إذا أمضوا الوقت الذي يوفروه في أنشطة مثل مراجعة البطاقات التعليمية أو إجراء اختبارات الممارسة».

علق الباحثون أنه من المهم الأخذ في الاعتبار أن استراتيجية تسريع مقاطع الفيديو هذه قد لا تكون فعالة مع مواد الدورات التعليمية المعقدة أو الصعبة بشكل خاص.

 

مراجع

https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/acp.3899

https://www.sciencedaily.com/releases/2022/01/220111153637.htm؟utm_source=feedburner&utm_medium=email