السمك المتكلم أكثر من خيال فحسب!


بقلم: إيناس عيسى

كما اتضح، فإن فيلم «البحث عن نيمو» وغيره من الأعمال التي تتضمن أسماكًا متكلمة ليست خيالية تمامًا. توصلت دراسة جديدة من جامعة كورنيل إلى أن الأسماك يمكنها التواصل بالصوت، وهو ما كنا نظنه وهمًا.

يقول الباحثون في الدراسة الجديدة، التي نُشرت مؤخرًا في «دورية علم الأسماك وعلم الزواحف» Journal Ichthyology & Herpetology، إن الأسماك تتواصل بالصوت منذ 155 مليون سنة على الأقل. 

من خلال دراستهم أراد المؤلفون معرفة ما إذا كان هناك نمط واحد أو نمط أوسع للتواصل الصوتي في الأسماك. فأجروا أبحاثهم على فرع من الأسماك يُدعى الأسماك ذات الزعانف الشعاعية، التي لها عمود فقري (فقاريات) موجود في ما يقرب من 99٪ من أنواع الأسماك المعروفة في العالم.

ملايين السنين من التطور

سلطت نتائج الدراسة الضوء على 175 فصيلة تحتوي ثلثي أنواع الأسماك التي تتواصل بالصوت أو من المرجح أنها تفعل ذلك. أشار الباحثون إلى أن الصوت كان مهمًّا جدًّا في الاتصال وأنه تطور 33 مرة منفصلة على الأقل على مدى ملايين السنين.

قال المؤلف الرئيسي آرون رايس، الباحث في مركز ك. ليزا يانج لحفظ الصوتيات الحيوية بمختبر كورنيل لعلم الطيور: «لقد عرفنا منذ زمن طويل أن للأسماك أصوات». ويضيف ويليام إي. بينيس، المؤلف المشارك للدراسة: «بفضل عقود من البحث الأساسي حول العلاقات التطورية للأسماك، يمكننا الآن استكشاف عديد من الأسئلة حول كيفية تطور الوظائف والسلوكيات المختلفة في ما يقرب من 35.000 نوع معروف من الأسماك».

 

إغفال الأسماك!

من خلال الدراسة طبق الباحثون مصادر مختلفة للمعلومات: 

1- التسجيلات والأوراق العلمية الموجودة بالفعل التي تصف أصوات الأسماك؛

2- التشريح المعروف للأسماك –ما إذا كان لديها الأدوات المناسبة لإصدار الأصوات، مثل: عظام معينة، ومثانة هوائية، وعضلات خاصة بالأصوات؛

3- مراجع في أدبيات القرن التاسع عشر قبل اختراع الميكروفونات تحت الماء.

من الغريب أنه تم التغاضي عن دراسة الاتصالات الصوتية في الأسماك لسنوات، على الرغم من أنها تشكل أكثر من نصف جميع أنواع الفقاريات الحية، وفقًا للعلماء. «ربما تم التغاضي عنها لأن الأسماك لا يمكن سماعها أو رؤيتها بسهولة، وقد ركز علم الاتصالات الصوتية تحت الماء بشكل أساسي على الحيتان والدلافين. إلا أن الأسماك لها أصوات أيضًا!» هكذا قال آندرو باس، المؤلف الرئيسي المشارك وأستاذ هوراس وايت لعلم الأعصاب والسلوك في كلية الفنون والعلوم.

 

إذًا، ما الذي تتحدث عنه الأسماك؟

فيما يتعلق بالموضوعات التي تتحدث عنها الأسماك، يقول باحثو الدراسة الجديدة إنها إلى حد ما الأشياء نفسها التي يتحدث عنها البشر: الدفاع عن مصدر غذاء أو منطقة من أجل البقاء، أو محاولة جذب رفيق، أو السماح للآخرين بمعرفة مكانها. يضيف المؤلف الرئيسي رايس أن بعض الأسماء الشائعة للأسماك تستند إلى الأصوات التي تصدرها، مثل: السمك الناخر، وسمك الكروكر، وسمك الخنزير، وأسماك السلور ذات الصرير، والأسماك عازفة البوق، وأكثر من ذلك.

هذا البحث حلقة في مشروع رايس الذي بدأه قبل عشرين عامًا؛ ويعتزم الاستمرار في تتبع اكتشاف الصوت في أنواع الأسماك وإضافتها إلى قاعدة بياناته المتنامية. كذلك، يمكن أن تساعد في إعطاء الباحثين نظرة ثاقبة لمحركات الاتصال الصوتي وكيف يستمر في التطور على مدى ملايين السنين.

قال رايس: «هذا يقدم الاتصال الصوتي إلى مجموعات أكثر بكثير مما كنا نعتقد. إن السمك يفعل كل شيء؛ فهو يتنفس الهواء ويطير ويأكل أي شيء وكل شيء –في هذه المرحلة، لا شيء يفاجئني بشأن الأسماك والأصوات التي يمكن أن تصدرها».

 

 

مراجع