تلهمنا قدرات أدمغتنا غير المحدودة بطريقة أفضل للتعلم


بقلم: إيناس عيسى

التعلم ليس عملية سهلة؛ فلديها عديد من الطرق المتشابكة التي اختبرت واتفق على إمكاناتها في تحقيق أفضل النتائج. وعلى الرغم من أن طرق التعلم كانت تعتمد على بعض قدرات الدماغ التي يعتقد العلماء أنها تضمن لنا فهمًا أفضل، فقد أضاف بحث جديد طريقة أخرى يمكن أن تكون مفيدة وتدعم تعلم المفردات الجديدة.

 

 

التعلم بالفعل

تعلم لغة جديدة يأخذ وقتًا ومجهودًا. بينما كانت تقنيات التعلم تعتمد بشكل أساسي على الاستماع (طريقة صوتية) ومشاهدة مقاطع الفيديو (طريقة بصرية)، فقد سلطت الدراسة الجديدة الضوء على الدور المهم لأداء الإيماءات في التعلم؛ حيث يكشف الدماغ عن إحدى آلياته غير المستكشفة.

في الدراسة الجديدة المنشورة في دورية علم الأعصاب، وجد الباحثون أن القشرة الحركية للدماغ، التي من المعروف أنها تتحكم في حركات الجسم الإرادية والوظائف الإدراكية والمعرفية الأخرى، يمكن أن تساعد في تعلم المفردات الأجنبية بسرعة أكبر من خلال ترجمة الكلمات الأجنبية إلى اللغة الأم للإنسان.

وفي هذه الدراسة، تحقق الباحثون في فرضية: هل يمكن أن يكون المحرك فعالاً في ترجمة مفردات اللغة الأجنبية؟ لاختبار ذلك، صمموا تدريبًا يتعلم فيه المشاركون في الدراسة كلمات لغة أجنبية من خلال أداء إيماءات ذات صلة لغوية على مدار أربعة أيام من التدريب. بعد التدريب، سمع المشاركون الكلمات التي تعلموها وطُلب منهم ترجمتها إلى لغتهم الأم.

لقياس النتائج وكيفية عمل القشرة الحركية في أثناء العملية، استخدم الباحثون تقنية علم الأعصاب المعروفة باسم التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة؛ حيث تحفز النبضات المغناطيسية مناطق معينة من الدماغ. على الرغم من عدم وجود تغيير كبير في عملية الترجمة في المجموعة الضابطة التي لم يكن فيها أي تداخل مع معالجة القشرة الحركية (الإثراء الحسي)، وجد الباحثون أن هذا التداخل أبطأ ترجمة الكلمات المكتسبة بالإيماءات (الإثراء الحسي الحركي).

«من المثير للاهتمام أن التأثير حدث لكل من الكلمات التي تشير إلى أشياء ملموسة، مثل الكمان، والكلمات التي تشير إلى معاني مجردة، مثل الديمقراطية.» ويشرح المؤلف الأول بريان ماتياس أنه «تشير النتائج مجتمعة إلى أن ذاكرتنا للكلمات الأجنبية التي تعلمناها مؤخرًا تعتمد على السياق الحسي الذي اختبرت الكلمات فيه في أثناء التعلم».

 

النظام الحركي وتعلم المفردات

سلطت نتائج الدراسة الضوء على كيفية مساهمة القشرة الحركية في ترجمة مفردات اللغة الأجنبية بعد فترة وجيزة من التدريب القائم على الإيماءات. كذلك تقترح أن تقنيات التعلم التي تتضمن أداء الإيماءات بدلاً من المعلومات الصوتية أو المرئية البسيطة يمكن أن تفيد المتعلمين أكثر ويمكن أن تكون أداة قيمة لتعلم كلمات جديدة بلغة أجنبية بسرعة أكبر.

«تعتمد عديد من طرق التدريس المستخدمة غالبًا لتعلم مفردات لغة أجنبية جديدة على المعلومات الصوتية أو المرئية فقط، مثل دراسة قوائم الكلمات المكتوبة». ويضيف ماتياس: «تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء على سبب تفوق تقنيات التعلم التي تدمج النظام الحركي للجسم عادةً في أداء استراتيجيات التعلم الأخرى هذه».

 

المراجع

jneurosci.org

neurosciencenews.com/tms-motor-cortex-language

Motor Cortex