هل يؤدي استخدام الأدوات إلى تحسين المهارات اللغوية؟


بقلم: إيناس عيسى

 

يعمل الدماغ بطريقة معقدة، والتي يستكشفها علماء الأعصاب على مدى سنوات. وقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن مناطق الدماغ التي تتحكم في وظائف اللغة، مثل معالجة معاني الكلمات، تشارك أيضًا في التحكم في المهارات الحركية الدقيقة، التي تشمل عضلات الجسم الصغيرة التي تمكنه من وظائف مثل الكتابة، وإمساك الأشياء الصغيرة، وما إلى ذلك.

هدفت الدراسة الجديدة إلى معرفة ما إذا كان استخدام الأدوات يشرك أجزاء من الدماغ مشابهة لتلك التي يتم حشدها عندما نفكر في بناء الجمل؛ فأظهرت النتائج أن هذا هو الحال بالفعل.

 

 

الموارد العصبية المشتركة

عبر سلسلة من التجارب، دعا الباحثون 244 مشاركًا لإجراء اختبارات تتكون من تدريب حركي وتمارين تتضمن بناء الجمل، أي القدرة على بناء الكلمات بشكل صحيح في جملة. من خلال التجارب، استخدم الباحثون تقنيات تصوير الدماغ fMRI لتحديد شبكات الدماغ التي تُنشًّط في أثناء كل مهمة.

في التجربة الأولى، أجرى الباحثون تدريبًا على الحركة طلبوا فيه من المشاركين إدخال أوتاد صغيرة في ثقوب مختلفة باستخدام كماشة ميكانيكية. في تمرين بناء الجملة، عُرض على المشاركين جمل مثل «العالم الذي يُعجب بالشاعر يكتب مقالًا» أو جمل مماثلة ذات بنية أكثر تعقيدًا مثل «العالم الذي يَعجب الشاعر يكتب مقالًا». بعد ذلك، كان على المشاركين الحكم على عبارات مثل «الشاعر مُعجب بالعالم» على أنها صحيحة أو خاطئة.

لاحظ الباحثون أن التدريب الحركي والتمارين النحوية تنشط مناطق مشتركة في الدماغ بطرق متشابهة. فأظهرت النتائج المنشورة في دورية «ساينس» Science أن هاتين المهارتين تشتركان في المنطقة نفسها من الدماغ، وأن التدريب الحركي باستخدام أداة حسّن القدرة على فهم بناء الجملة المعقدة والعكس صحيح.

 

 

خطوة إلى الأمام

واصل الباحثون دراستهم في محاولة لتحديد ما إذا كان من الممكن أن يؤدي التدريب في نشاط واحد أو استخدام أداة أو فهم جملة معقدة إلى تحسين الآخر.

لذلك، ففي الجزء الثاني من دراستنا، قاموا بتصميم تجربة تتطلب عينة جديدة من المشاركين لإكمال مهمة الفهم النحوي قبل وبعد 30 دقيقة من التدريب الحركي باستخدام الزردية.

فأكدت نتائج التجربة الثانية وجود تفاعل إيجابي. بعد التدريب الحركي، كان أداء المشاركين أفضل مع فهم الجمل الذي يعتبر أصعب مقارنة بما كان عليه قبل التدريب الحركي. مقارنة بمجموعات التحكم الأخرى التي لم تتلقَ أي تدريب حركي بين أنشطة النحو، أظهرت النتائج أن أيًا من هذه المجموعات لم تظهر تحسنًا ملحوظًا في المهمة اللغوية.

 

 

التطبيقات المستقبلية

قدمت الدراسة الجديدة رؤى جديدة حول كيفية تحريك اللغة لشبكات الدماغ، ليس فقط المخصصة للمعالجة اللغوية. نظرًا لأن نتائج البحث الجديدة تسلط الضوء على التحسين السلوكي ثنائي الاتجاه لاستخدام الأدوات والمهارات النحوية في اللغة، فإن الباحثين يفكرون في كيفية تطبيق ذلك سريريًّا. على سبيل المثال، في دعم تطوير المهارات اللغوية لدى بعض المرضى الذين لديهم مهارات حركية محفوظة جيدًا نسبيًّا، مثل الشباب الذين يعانون من اضطرابات في النمو اللغوي.

 

المراجع

science.org

neurosciencenews.com