مواءمة برنامجك لتلبية احتياجات المدارس


بقلم: إيمي كينيدي


نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية تحت عنوان Aligning Your Programs to Address Schools' Needs في عدد نوفمبر-ديسمبر 2019 من مجلة «دايمنشنز» Dimensions التي تصدرها جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC. قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون إذن كتابي صريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC.


لا يوجد ما يضاهي رؤية بهجة طفل يتعلم وهو يمرح؛ استعدت تلك الخاطرة عندما رأيت صور من آخر مهرجان علوم لكوزي COSI. والمهرجان نتاج شراكة بين مركز العلوم والصناعة «كوزي» COSI في كولومبوس بولاية أوهايو، ومعهد باتيل ميموريال Battelle، وهي مؤسسة خاصة غير ربحية مقرها كولومبوس ومكرسة لتطوير العلم والتكنولوجيا. وقد جذب المهرجان 40.000 مشارك من أنحاء مدينتنا.

إلا أن استضافة مهرجان للعلوم لمدة أسبوع مهمة صعبة. هل تبحث عن طريقة أصغر نطاقًا للوصول إلى الشباب في مجتمعك؟ ارجع إلى للمدرسة.

فيمكن أن يكون العمل مع المدارس سهلًا؛ هذا إذا كان لديك النهج الصحيح. وأنا أعرف هذا لأنني سبق ومررت بنفس التجربة. فلقد بدأت مسيرتي المهنية بالعمل كمدرسة، ومن ثم أصبحت مديرة مدرسة. ولكن بصفتي مديرة لمدرسة مترو إيرلي كوليدج الثانوية، وهي مدرسة علوم وتكنولوجيا وهندسة ورياضيات في كولومبوس، قدرت قوة الشراكات حقًا. فتمكنت من رؤية الأصول الفريدة والمهمة التي يمكن أن تُقدمها المنظمات المجتمعية، مثل المتاحف، إلى المدارس.

واليوم، بصفتي النائب الأول للرئيس، والمعني بالتعليم، وتعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والمؤسسة الخيرية في باتيل، أعمل مع فريق لإنشاء تجارب تعليم ذات جودة للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لكل طفل. هدفنا هو رؤية الطلاب يشاركون في التعلم المحفز، والملهم، والداعم، والذي يساعدهم على لبلوغ كامل إمكانياتهم بغض النظر عن الرمز البريدي لمسكنهم أو مستواهم المادي.

 

يمكن لتقديم البرامج للمدارس أن يعرف الطلاب على فرصٍ قد يفوتونها لولاها. تصوير «باتيل»

 

ولكن كيف يمكنك إنجاح شراكاتك مع المدارس؟ فيما يلي بعض الممارسات التي أجدها مفيدة.

أولًا، أوجد لنفسك حليفًا. فالمدارس مؤسسات حافلة ومعقدة؛ لذا ستحتاج إلى راعٍ لفكرتك من الداخل. هذا الراعي يمكنه مساعدتك في المناورة في موقف السيارات، وفهم جدول المدرسة، وإدخال أدواتك.

بإمكانك إيجاد مناصرًا لك من خلال صلة غير رسمية؛ فهل هناك معلم يتردد كثيرًا على متحفك؟ أو يمكنك البحث بعض الشيء؛ فعادةً تنشر أدلة المدارس على شبكة الإنترنت: هل يُدرج اسم أحد أعضاء المتحف في هذه الأدلة؟ فالتواصل مع شخص يفهم وله خبرة في عملك نقطة بداية رائعة.

ثانيًا، ابدأ بالسهل. فمثلما يحدث مع أي معروضة متنقلة، فإن تقديم معرفتك إلى مدرسة ما يمثل تحديًّا. فابدأ بأبسط برامجك؛ لتنشئ تجربة رائعة، ثم توسع انطلاقًا من تلك النقطة. واحدة من التجارب المفضلة لي على طراز المتاحف أنشأها معلم بولاية تينيسي هو الدكتور بيلي هيكس. فبصفته مديرًا للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جامعة موتلو المحلية، يقوم هيكس بزيارة المدارس لتغذية اهتمام الطلاب بالفضاء الخارجي. فيحتاج إلى صالة رياضة ومنفذ كهربائي؛ هذا كل شيء. من ثم يقود قبة سماوية محمولة، ومن هناك يأخذ الطلاب في رحلة إلى النجوم.

 

غالبًا ما يبحث المعلمون عن وسائل للتواصل مع خبراء من المجتمع، بما في ذلك المتاحف. تصوير «باتيل»

 

ثالثًا، اسأل عن الأهداف. فأنت تتواصل لأن لديك هدفًا. بداية من نشر الوعي، وصولًا إلى تقديم نتائج المنح، تهدف مؤسستك إلى تحقيق شيئًا ما. كذلك المعلمون والإداريون لديهم أهداف أيضًا؛ وقد تتضمن تلك تحسين العلامات في اختبار ولاية، أو زيادة المشاركة الطلابية في مادة ما، أو ربط المحتوى الأكاديمي بفرص العمل المحلية. وفهم ما تحتاجه المدرسة، ثم مواءمته مع برنامجك لتلبية تلك الاحتياجات، يترك تأثيرًا دائمًا.

هذا مثال من فريقي في باتيل: فمع وكالة ناسا، ومهندسي المستقبل، ومبتكر تحدي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ندعم المسابقة الوطنية لتسمية مسبار المريخ التالي. فنريد تعيين الطلاب لتقديم أسماء؛ لإعطائهم فرصة ليصبحوا جزءًا من جهود لتغيير ما نعرفه عن الكون. لربما قرأت عن تلك المسابقة في النشرة الإخبارية لجمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا؛ كذلك تواصلنا مع المعلمين لنشر الخبر.

 

مع وكالة ناسا، ومهندسي المستقبل، وشركاء آخرين، ستقوم «باتيل» بدعم المعلمين لإدراج تسمية مسبار المريخ التالي في دروسهم. تصوير وكالة ناسا/ مختبر الدفع النفاث التابع لمعهد كاليفورنيا للتقنية

 

بالإضافة إلى ذلك، ولمساعدة المعلمين في الفصول الدراسية، ننشئ وننشر مصادر تعليمية عن بالفضاء الخارجي. والمعلمون متحمسون لتجربة أشياء جديدة مع طلابهم، خاصةً إذا كانت تدعم منهجهم الدراسي. ولكن، إيجاد أنشطة ذات جودة للفصول الدراسية ودعم محو الأمية تعد تحديات تواجهها عديد من المدارس. ستتضمن الموارد التي نطورها تحدي نموذج أولي مصغر للمريخ، واقتراحات لكيفية استخدام مسابقة تسمية المسبار كتمرين لمحو الأمية. هكذا، تربط أدواتنا التكميلية مسابقتنا لتسمية المسبار بالاحتياجات الوقتية الحقيقية للمدارس.

ومساعدة المدارس على التواصل مع منظمات داخل مجتمعاتها هو أمر مهم. لكل مجتمع أصوله (الأفراد، والأماكن، والمساحات) والتي يمكن الاستفادة منها لتعزيز التعلم. أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة جورج واشنطن ومعهد ستانفورد الدولي للبحوث أن الطلاب في مدارس تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الشاملة، حيث تعد الشراكات المجتمعية أمرًا مهمًا، سجلوا مكاسب مثيرة للإعجاب. فسجل هؤلاء الطلاب في دورات تدريبية أكثر تقدمًا وكانوا أكثر إقبالًا على الالتحاق بالجامعة والتخصص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أكثر من الطلاب في برامج أخرى غير برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. والمشاركة في دروس صعبة تكشف الغطاء عن احتمالات وظائف مرتبطة باهتماماتهم وشغفهم يجب أن تكون واقع لكل طفل.

يمتد هذا المنهج لما بعد مدارس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ فكل عام، نقدم منحًا لتمويل تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في وسط ولاية أوهايو. وفي احتفال توزيع الجوائز لهذا العام، كانت واحدة من متحدثينا طالبة في العاشرة من العمر اسمها عالية ف. وعرضت صورة من برنامج الروبوتات الذي أكملته، وقالت: «لقد تعلمت أنه ليس صعبًا على الإطلاق أن تكون عالمًا».

ابتسمنا وضحكنا جميعًا، ولكن في تلك الضحكات، كان يمكنك سماع الاقتناع بأن عالية، وجميع الطلاب، يجب أن يتعلموا أنهم أيضًا يمكنهم أن يصبحوا علماء بدورهم. أتمنى أن تساعدك تلك النصائح على إنجاح عملك مع المدارس. واهتمامات ومواهب جيل الشباب الحالي لا يمكن أن تكون أكثر تنوعًا. ويمكن أن تقدم كل منظمة شيئًا ذا معنى للمدارس في مجتمعاتها.

 

المراجع

“Large scale, long-term study concludes STEM schools work.” (2017, September 5). STEMx News

Retrieved from www.stemx.us/news/2017/09/largescale-long-term-study-concludes-stem-schools-work

“Motlow STEM planetarium crosses 5,000-mile mark.” (2014, March 24). Elk Valley Times

Retrieved from www.elkvalleytimes.com/living/education/motlow-stemplanetarium-crosses--mile-mark/article_42402bb0-1fae-5169-949e-a0dee6676030.html


إيمي كينيدي (kennedya@battelle.org) هي النائب الأول للرئيس والمعني بالتعليم، وتعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والأعمال الخيرية في باتيل في كولومبوس، أوهايو.