عندما نقول: كفى فحسب


بقلم: إيناس عيسى

على الرغم من أن الميل إلى تغذية الأطفال بالمعلومات يبدو مغريًا لبعض الآباء والمعلمين، فقد اتضح أنه ليس الدافع الصحيح لفضول الطفل تجاه تعلم أشياء أو موضوعات جديدة.

بحثت دراسة جديدة من جامعة روتجرز بالولايات المتحدة الأمريكية عن كيفية تأثير التغييرات في معرفة المتعلمين في البحث عن المعلومات. فاكتشفت الدراسة أن الأطفال يصبحون أشدَّ فضولًا لمعرفة مزيدٍ عن الموضوع عند تعرضهم لمعلومات قليلة فقط، في حين أن كثيرًا من المعلومات يجعل الأمر مملًا.

تلك النتائج، جنبًا إلى جنب مع مجموعة سابقة من الأبحاث، دحضت اعتقادًا زائفًا قديمًا منتشرًا على نطاق واسع بأن الأطفال متعلمون سلبيون يستوعبون أي معلومات تقدم لهم، وتسلط الضوء على كيف يكون الأطفال متعلمين نشطين ومحركين لتطورهم المعرفي.

 

 

الأطفال فضوليون بالفطرة، ولكن...

على الرغم من أن الأطفال فضوليون بطبيعتهم، إلا أن هذا لا يعني أنهم يبحثون عن معلومات حول كل شيء. فيجب إثارة فضولهم وتسخيره من خلال فجوة بين مستوى المعرفة التي يحصلون عليها وما ينبغي عليهم السعي إلى تعلمه.

هنا، تتغير زاوية السؤال من كون الأطفال متعلمين نشطين أو غير فاعلين إلى: من بين عدد لا حصر له من فرص التعلم، كيف يختارون ما يتعلمونه؟

اقترحت عديد من العوامل والإمكانيات التي تفسر تفضيل الأطفال في البحث عن المعلومات، مثل:

  • إنها عشوائية بشكل أساسي وتقيم جميع فرص التعلم باحتمالية متساوية؛
  • يمكن أن تستند إلى حداثة المعلومات وعندما يكون الدليل مفاجئًا أو غامضًا فيما يتعلق بمعتقداتهم؛
  • يتعلق الأمر بالفضول للبحث عن معلومات تقلل من عدم اليقين الناجم عن قلة المعلومات المقدمة.

 

بدءًا من هذه النقطة، اقترح الباحثون في الدراسة الجديدة عدم اليقين في النظريات البديهية للمتعلمين كعامل مهم يحدد الخيارات المعلوماتية. وركزت الدراسة على مستوى المعرفة الذي يجد فيه الأطفال المعلومات مثيرة للاهتمام.

فصمم الباحثون سلسلة من التجارب لقياس مدى معرفة أطفال ما قبل المدرسة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات بمجالات المعرفة المختلفة، وسألوا كيف يتوقع مستوى المعرفة الحالي للأطفال اهتمامهم بمعرفة مزيد عنها.

 

دور عدم اليقين في البحث عن المعلومات

قالت جيني وانج، مؤلفة الدراسة الرئيسية، والأستاذ المساعد في علم النفس المعرفي في جامعة روتجرز: «حدسيًّا، يبدو أن الفضول ينتمي إلى أولئك الذين يعرفون أكثر، مثل العلماء، وأولئك الذين يعرفون أقل القليل، مثل الأطفال». «لكن ما وجدناه هنا مثير للدهشة تمامًا: كان الأطفال في الوسط هم الذين أبدوا اهتمامًا أكبر بتعلم مزيدٍ، مقارنة بالأطفال الذين يعرفون القليل جدًّا أو أكثر من اللازم».

وجدت الدراسة الأخيرة أن الأطفال الذين لم يتعرضوا لمعلومات كثيرة لديهم اهتمام أكبر بالبحث عن معلومات ذات صلة بالمجال لحل حالة عدم اليقين التي يواجهونها بمثل تلك المعلومات القليلة، مقارنةً بأولئك الذين زوِّدوا بمعلومات كثيرة وتوصلوا إلى فهم أكبر لكل مجال ممثل. علاوة على ذلك، يتنبأ هذا بأن الأطفال الذين لديهم فهم غير مؤكد في كل مجال من مجالات المعرفة سيفضلون ليس فقط المعلومات ذات الصلة بالمجال ولكن أيضًا المعلومات ذات الصلة بالمجال بشكل عام.

«في النهاية، ستساعد مثل تلك النتائج الآباء والمعلمين على دعم الأطفال بشكل أفضل عندما يستكشفون العالم بنشاط ويتعلمون عنه» قالت وانج.

 

 

المراجع

journals.sagepub.com

neurosciencenews.com/learning-motivation