دور الملاحظات وتحديد الأهداف عند أداء المهام


بقلم: إيناس عيسى

 

يعد تحديد الأهداف عاملاً مهمًا في إتمام المهام وإنجاز العمل؛ ومع ذلك، هل هو العامل الوحيد في أداء المهام؟ أم أن هناك عاملًا مهمًا آخر يُبقي المؤدي أكثر تفاعلًا وتركيزًا على المهمة ويزيد من مدى الانتباه، أو مقدار الوقت الذي يقضيه الفرد في التركيز على مهمة ما قبل أن يُشتت انتباهه؟

سلطت دراسة جديدة من جامعة تكساس الضوء على أنه إلى جانب أهمية تحديد الأهداف في الحفاظ على انتباه الأفراد في مهمة ما على مدى فترة طويلة، فإن تلقي التعليقات ينتج عنه تأثير أقوى بكثير.

 

     
  يقول ماثيو روبسون، أستاذ علم النفس المساعد في جامعة تكساس أرلينغتون والمؤلف الأول للدراسة: «من المعروف أن الحفاظ على انتباه المرء أمر صعب؛ فكلما طالت مدة أداء الفرد لمهمة ما، كلما كان أداؤه أسوأ». ويضيف: «إذا كنت ترغب في تشجيع الأشخاص على الحفاظ على التركيز على مهمة ما، سواء كانت متعلقة بالتعلم أو تتعلق بالوظيفة، أو إذا كنت تصمم شيئًا تريد أن يتفاعل معه الأشخاص، فإن تقديم ملاحظات حول أدائهم يعد حافزًا قويًا للغاية ».  
     

 

تقييم قدرة الإنسان على أداء المهام بمرور الوقت

من خلال أربع تجارب، فحص الباحثون آثار تحديد الأهداف، وردود الفعل، وتحفيز التلاعب على الاهتمام المستمر من خلال إعطاء الأفراد مهمة بسيطة ولكنها تتطلب الانتباه عن قصد. فطلبوا من المشاركين أداء المهمة لمدة 30 دقيقة وقاسوا فعالية تحديد الأهداف وردود الفعل والتلاعب التحفيزي على قدرة المشاركين على الحفاظ على انتباههم. قدم الباحثون أيضًا للمشاركين تعليقًا حول مستويات التحفيز واليقظة لديهم، وكشفوا عن حالة انتباههم في المهمة، أو الشرود، أو الغياب.

في التجربة الأولى، قارن الباحثون ظرفين محددين للهدف، أحدهما صعب والآخر سهل، مع مجموعة قياسية من التعليمات. وقد أشارت نتائج تلك التجربة إلى أن تحديد هدف محدد أدى إلى تحسين الانتباه المستمر، ولكنه لم يؤثر في المشاركة في المهام (دافع أعلى وعدد أقل من الأفكار غير المتعلقة بالمهمة).

في التجربة الثانية، قسموا وقت الأداء إلى فترات زمنية وقدموا تعليقات في نهاية كل منها. فقدمت البيانات دليلًا قويًّا على أن الجمع بين هدف محدد وردود الفعل كان له تأثيرات قوية في كل من أداء المهمة والانخراط فيها. بالإضافة إلى ذلك، أدت التعليقات –تلقائيًّا– إلى زيادة الانخراط في المهام، وعملت كمنظم مثير للإعجاب بغض النظر عما إذا كانت مقترنة بهدف معين أم لا.

في التجربة الثالثة، فحص الباحثون تأثير اقتران الأهداف بالمكافأة. فأبلغ المشاركون في حالة الحوافز المستندة إلى الوقت عن حافز أعلى لكنهم لم يظهروا أداءً أفضل للمهمة. وبالتالي، أشارت النتائج إلى قلة الأدلة على أن الحوافز تزيد من الانخراط في المهام، مقارنةً بتأثيرات الأهداف و/ أو التعليقات.

أخيرًا، في جميع التجارب، شهد الباحثون انخفاضًا في الأداء بمرور الوقت؛ حيث أفاد المشاركون أنهم شعروا بحافز أقل وبدأت عقولهم في الشرود.

 

 

دفع الدماغ البشري إلى ما هو أبعد من حدوده

قال المؤلف الأول للدراسة: «حتى في الظروف التي يشعر فيها الناس بالدوافع والمشاركة، من الصعب الحفاظ على الأداء الأمثل، خاصة إذا كانت المهمة تتطلب الانتباه بشكل متعمد».

تسلط هذه النتائج الضوء على أهمية معرفة حدود النظام المعرفي البشري لأداء المهام الرتيبة على مدى فترات طويلة. فقد تدفع هذه المهام انتباه الفرد إلى ما هو أبعد من حدوده، خاصة وأن مدى انتباه الإنسان قد انخفض إلى 8 ثوانٍ، وفقًا لدراسة أجرتها شركة مايكروسوفت Microsoft.

قال روبيسون: «نحتاج إلى أن نكون مدركين لمستوى الصعوبة الذي ينطوي عليه الحفاظ على الانتباه عندما نطلب من الآخرين أداء مهام يكونوا منتبهين خلالها لفترات طويلة من الوقت». وختم قائلًا إنه: «من الممكن أن نضع أنفسنا في طريق الأذى من خلال الاعتماد المفرط على نظام الانتباه البشري لتحقيق مآثر قد لا تكون قابلة للتحقيق».

 

 

مراجع

psycnet.apa.org

sciencedaily.com

wyzowl.com

link.springer.com