لماذا يعاني الأطفال المصابون بعسر القراءة من صعوبة في القراءة؟ دراسة جديدة توضح الأمر.


بقلم: إيناس عيسى

 

يُعتقد أن الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة –وهي صعوبة تعلم شائعة يمكن أن تسبب مشكلات في القراءة والتهجئة والكتابة– لديهم حساسية منخفضة للمعلومات المرئية، مما يؤدي إلى صعوبة في القراءة. وعلى الرغم من أن الرابط بين انخفاض القدرة على القراءة وعسر القراءة معروف جيدًا، إلا أن الباحثين لم تتضح لهم بعد أي عمليات دماغية تتأثر بهذه الحالة. وزيادة فهم هذه المشكلة يمكن أن يؤدي إلى دعم أكثر فاعلية لهؤلاء الأطفال.

ألقى بحث جديد الضوء على العمليات الدماغية التي تتأثر بعُسر القراءة بما يتجاوز مجرد القدرة على القراءة؛ فاكتشف أن سرعة المعالجة البصرية لدى الأطفال المصابين بعُسر القراءة تكون منخفضة. تشير الدراسة التي نشرت في «دورية علم الأعصاب» إلى أن الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة يواجهون صعوبة في القراءة لأنهم أبطأ في معالجة المعلومات المرئية.

 

 

مراقبة معالجة الحركة المرئية

من خلال الدراسة، تحدى الباحثون مجموعة من الأطفال، خمسون منهم يعانون من عسر القراءة وخمسون آخرون لا يعانون هذه الصعوبة تتراوح أعمارهم جميعًا بين 6 أعوام و14 عامًا؛ لتحديد متوسط اتجاه الحركة لكتلة من النقاط المتحركة بأكبر قدر ممكن من الدقة والسرعة، وقاس الباحثون نشاط أدمغة الأطفال في أثناء هذه العملية. بناءً على هذه الدراسة، يهدف الباحثون إلى معرفة مراحل المعالجة التي تتأثر عند الأطفال المصابين بعُسر القراءة عند أداء مهام معالجة الحركة المرئية.

فأظهرت النتائج أن الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة يستغرقون وقتًا أطول بكثير لجمع الأدلة البصرية، وكانوا أقل دقة، مقارنة بالمشاركين الذين لا يعانون من عسر القراءة، وأن الاختلافات السلوكية تنعكس في اختلافات في نشاط الدماغ. علاوة على ذلك، تدعم الدراسة وجود صلة بين معالجة الحركة وعسر القراءة، على الرغم من عدم معرفة الأسباب بعد.

أشارت مراقبة نشاط الدماغ في أثناء الدراسة إلى أن النشاط المتزامن في مناطق معينة من الدماغ تشارك في صنع القرار قد ازداد بشكل مطرد في جميع الأطفال في أثناء المهمة حتى اتخاذ القرار. ومع ذلك، فمع الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، حدث هذا بشكل تدريجي. تظهر هذه النتائج أن الصعوبات التي يواجهها الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة لا تقتصر على القراءة والكتابة. قالت الدكتورة كاثي مانينغ، الباحثة الرئيسية في مركز التوحد في جامعة ريدينغ: «عوضًا عن ذلك، يظهر الأطفال المصابون بعُسر القراءة أيضًا كمجموعة اختلافات في كيفية معالجة المعلومات المرئية واتخاذ القرارات بشأنها».

أضافت الدكتورة مانينغ: «ستكون هناك حاجة إلى البحث في المستقبل لمعرفة ما إذا كانت هذه الاختلافات في المعالجة البصرية واتخاذ القرار يمكن تدريبها لتحسين القدرة على القراءة لدى الأطفال المتأثرين، أو تقديم أدلة حول أسباب عسر القراءة».

 

 

مراجع

jneurosci.org

neurosciencenews.com