عودة إلى المعارض

الوقوع تحت تأثير السحر


حوارات أجرتها:

نيل ديديير
مطورة معارض وتفسير

يونيفيرسيونس
باريس، فرنسا

Email

 

  وجهات نظر  

الوقوع تحت تأثير السحر

تعرف على «نيو ماجيك (سحر جديد)» New Magic:
حركة فنية تأخذ اللغز والانغماس في اتجاهات ملهمة.

 

| الوقت المُقدَّر للقراءة: 17 دقيقة

 

هذه المقالة منشورة في مجموعة مقالات سبوكس Spokes
بعنوان «التصميم والمعارض» Design and exhibitions

 

بصفتنا متخصصين في توصيل العلوم، يرغب كثير منَّا في استكشاف أشكال غير متوقعة من سرد وبيئات المتاحف التي قد تذهل الزائرين وتلهمهم.

في هذه المقالة، يُعَرِّفنا أربعة فنانين على «نيو ماجيك (سحر جديد)» Magie nouvelle، وهي حركة فنية تأسست في فرنسا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، يمكن أن تكون إنتاجاتها وعملياتها الإبداعية مصدرًا حقيقيًّا للإلهام بالنسبة إلى المتاحف.

على خشبة المسرح أو من خلال المعارض، يمزج فنانو نيو ماجيك العمليات الميكانيكية والبصرية والرقمية لغمر الجمهور في عوالم مختلفة. فيجمع مصممو المسرح والميكانيكيون ومهندسو الإلكترونيات ومصممو الإضاءة والموسيقيون مهاراتهم مع مهارات فناني الفيديو وعلماء الكمبيوتر لتخيل تأثيرات مزعزعة للاستقرا؛ حيث لا يكون الساحر مرئيًا بالضرورة. على سبيل المثال، لا تفاجأ إذا صادفت كتبًا تتنفس أو غيوم تطفو تحت جرس زجاجي.

يتخطى عملهم عديدًا من التخصصات الفنية – الرقص والمسرح والسيرك والأوبرا والفنون الرقمية والأدب والطبخ والأزياء – ويجتهد للاعتراف بنوع جديد من السحر. وتستكشف الحركة المبادئ الأساسية للسحر (الظهور والاختفاء أو التحليق على سبيل المثال) وتطور بعده الجمالي والفني.

يتساءل السحر الجديد عن علاقتنا بالأشياء وتصوراتنا عن الجسد في الفضاء. وليجد الفنانون الحلول التقنية التي تمكنهم من إعطاء الحياة لأفكارهم المجنونة، فإنهم يضاعفون عدد النماذج الأولية والوقت الذي يقضونه في العمل معًا.

نحن مقتنعون بأن نهجهم القائم على فكرة إعادة الاتصال بقوة الألغاز والتعجب له قاسم مشترك مع الفضول العلمي والتساؤل. ألا نرغب – مثل هؤلاء الفنانين – في سماع زوارنا وهم يهمسون لأنفسهم «كيف يكون هذا ممكنًا؟» فتسعى الحوارات التالية لاستكشاف عملهم وعمليتهم الإبداعية، ونأمل أن يلهم ذلك التعاون والتجريب المستقبلي.

 


رافايل نافارو
مؤسس مشارك، 14:20

فرنسا
Vimeo Website

 

رافايل، لقد أسست مع كليمونت ديبايول وفالنتين لوسو شركة 14:20 في عام 2001، وكان ذلك في بداية الحركة الفنية «سحر جديد». فما هو «السحر الجديد»؟

«سحر جديد» هو نهج للسحر كشكل معاصر للتعبير؛ لغة في حد ذاتها. ونحن نهتم بكل أشكال السحر، سواء كان سحرًا طقسيًّا أو طبيًّا أو حديثًا. قريبًا ستمر عشرين عامًا منذ أن وضعنا النظريات ودرسنا هذا الشكل من أشكال التعبير الفني، وأنشأنا عددًا من الأعمال والشبكات حوله.

اليوم، يوجد أكثر من مائة شركة سحر جديد في فرنسا ودوليًّا (في أمريكا الجنوبية، وكندا، وإيطاليا، وإنجلترا، والسويد). ويجري التدريب في المركز الوطني لفنون السيرك: نصف طلابه الحاليين يأتون عمومًا من خارج فرنسا.

 

نحن نعلم أنك قد عملت في مشروعات في سياق متحفي بدون فنان أو إدارة مسرح مباشرة؛ فكيف يمكنك تقديم السحر للجمهور بدون ساحر؟

أداء السحر بدون ساحر هو أحد نقاط البداية للسحر الجديد؛ فنعمل على كلٍّ من الأعمال غير المتزامنة (التي تتطور بمرور الوقت) والأعمال المتزامنة (التي لا تتطور بمرور الوقت؛ على سبيل المثال، اللوحات أو المنحوتات). وقد حاولنا في بعض الأحيان العمل على الأعمال المتزامنة في فنون الأداء وعلى الأعمال غير المتزامنة في المتاحف.

 

  أداء السحر بدون ساحر هو أحد نقاط البداية للسحر الجديد  

 

أحدث إبداعاتنا التي نشأت خلال فترة الإغلاق هو بالتحديد عرض بدون ممثلين أو فنيين يمكن عرضه في المتاحف والمسارح؛ فجميع الممثلين عبارة عن صور ثلاثية الأبعاد. ونحن مهتمون جدًّا بمساحة المتحف؛ ففي السحر الجديد، نحاول أحيانًا تجميد الوقت؛ لإظهار الأشياء غير المتحركة أو، على عكس ذلك، الأشياء المتطورة بفضل نظام ميكانيكي و/ أو إلكتروني و/ أو كيميائي يسمح لنا بإنتاج السحر دون وجود إنسان.

 

هل سبق لك أن عملت في مشروعات تضم كل من الفنانين والعلماء؟

نحن نعمل مع علماء الأنثروبولوجيا، وعلماء الأعراق، والفلاسفة، وأيضًا مع باحثي العلوم المعرفية. فهناك حوالي عشرين طريقة رئيسية للتلاعب النفسي تسمح لنا، على سبيل المثال، بفهم المنطق في اللعب عندما يتراخى انتباه المشاهدين، أو لجعل الناس ينسون شيئًا رأوه ولكنهم لم يسجلوه، أو لتوليد ذاكرة خاطئة (شيء لم يحدث لكن الجمهور كله مقتنع بأنه شاهده). لقد دفعنا هذه الأساليب بعيدًا جدًّا في مجالنا، وعلماء الإدراك مهتمون بدراسة ما نقوم به؛ بالمقابل، نحن مهتمون بالعمل مع هؤلاء الباحثين لنعرف، على سبيل المثال، أين تنظر عيون جمهورنا عندما نؤدي خدعة سحرية.

بالإضافة إلى ذلك، نجري بحثًا عن المواد الجديدة مع جميع المهندسين من جميع التخصصات؛ كما يجري بعض الفنانين أيضًا أبحاثًا حول الجوانب الفيزيائية أو الكيميائية. لقد قال آرثر سي كلارك إنه «لا يمكن تمييز أي علم متقدم بالقدر الكافي عن السحر»؛ لنؤدي بالسحر بشكل جيد، ولتوليد شعور أو إحساس بأنك تحول الواقع، عليك أن تفهم كيف يعمل. نحن بحاجة إلى إتقان أدوات الإدراك.

 

تسعى عديد من متاحف العلوم إلى تطوير تجارب غامرة تشغل حواسًا أخرى غير البصر...

أجل، بالطبع؛ على سبيل المثال، التذوق. لقد طورنا عشاءً سحريًّا مع إيتيان ساجليو وأليكساندر جوتييه الطاهي الفرنسي الشهير؛ فقدمنا طعامًا يتغير مذاقه ومظهره في أثناء التذوق؛ كما يمكن أن يرتفع الطعام نفسه عن الطبق وتتصرف أدوات المائدة بطريقة غريبة.

نعمل أيضًا على تركيبات فنية ساحرة للأرض؛ بعضها يتعلق بالبصر، وبعض آخر باللمس، أو الشم، أو السمع.

 

هل لك أن تخبرنا عن معرض السحر الجديد «عبور المظاهر» La Traversée des Apparences وتصف لنا بعض التركيبات المعروضة؟

كنا ضيوف شرف في المؤتمر الدولي لفنون السيرك الذي أتاح لنا الفرصة لدعوة اثني عشرة فنانًا قدم كل منهم ما بين خمسة وعشر أعمال.

كان هناك التركيب الخاص بأنطوان تيريو، الذي يتضمن نباتًا. فعادة ما تتحرك النباتات وفقًا لحركات غير محسوسة لأنها بطيئة جدًّا؛ ولكن من خلال هذا التركيب يمكنك رؤيتها حية، تتنفس، وأوراقها تتحرك.

كذلك بدت اللوحة التي رسمها نيكولاس جارجيك كشاشة سوداء أحادية اللون عندما تواجهها؛ ولكن، عندما تتحرك وتراها من الجانب، تدرك أن هناك سلاح مصوب في اتجاهك.

واستحوذ التركيب الذي قدمته شركة 14:20 على الزوار في الوقت الفعلي وترك أثرهم في الفضاء يطفو حولهم في صورة ثلاثية الأبعاد.

 

هل يمكنك أن تخبرنا أيضًا عن تركيب «شبح بروكين» Le cercle de Brocken (The Brocken Spectre)؟

اكتشفنا أنا وفالنتين لوسو ظاهرة جوية وبصرية تسمى شبح بروكين، وهي عبارة عن قوس قزح دائري مزدوج.  هذه الظاهرة الجوية نادرًا ما تُرى؛ فوجدنا حلًا لإعادة إنشائها على المسرح. كل ما نحتاج إليه مصباح كهربائي على حامل ودخان، ولكن الطريقة التي يتم بها تشغيل وإيقاف المصباح الكهربائي تعطي انطباعًا بأن شبح بروكين يتشكل حول المصباح؛ أحيانًا خلسة، وأحيانًا يتشكل تمامًا. يتمثل أحد محاور بحثنا في العمل على أشياء ليست مستحيلة، ولكنها بعيدة الاحتمال.

 


فالنتين لوسو
مؤسسة مشاركة في 14:20، وكاتبة مسرحية، ومخرجة، وساحرة، وعالمة أنثروبولوجيا

فرنسا
Instagram | Website

 

فالنتين، أنتِ كاتبة مسرحية، ومخرجة، وساحرة، وعالمة أنثروبولوجيا. وأسست حركة السحر الجديد بالتعاون مع كليمونت ديبايول ورافايل نافارو؛ فما الذي يجعل عرض أو تركيب السحر الجديد مميزًا؟

أعتقد أن خصوصيته تكمن في علاقته بالواقع. ففي التركيبات والتصميمات المسرحية والعروض يكون السحر الجديد في بيئة مألوفة ويحاول تحويل مسار الواقع من الداخل؛ ضمن ما نعتبره مؤكدًا وغير قابل للتغيير. نحن لا نسعى لخلق أوهام، بل نجعل الحياة اليومية غريبة وغير متوقعة وتستحق الفضول. لذلك من الضروري البدء من أكثر المسرحيات براءة، أو في المتحف، من «الصندوق الأبيض» الأكثر شيوعًا؛ من هناك، سيعمل كل فنان نحو الغريب، والغامض، والعبثي، والمرح... لتطوير جمالية شخصية لهذا الانحراف عن الواقع.

 

كيف ترتبط أبحاثك في الأنثروبولوجيا بإبداعك الفني؟

إنهما لا ينفصلان. فأبحاثي حول القرى المتجولة لسحرة الشوارع في شمال الهند، وحول مجتمع المايا المعاصر الذي يعيش في الغابات الاستوائية المكسيكية، وعن ممارسات الفودو في البيئة الحضرية في هايتي، كلها غذت ممارستي الفنية. إلى جانب دراسة الممارسات السحرية، في أبعادها الطقسية والعلاجية والدينية و/أو الفنية، أظهر لي هذا البحث أن الواقع هو تجربة محلية، تتغير دائمًا وفقًا للوقت والثقافة. ما هو سحري بالنسبة لبعض ليس بالضرورة كذلك بالنسبة إلى آخرين؛ فأصمم عروضي واضعة هذا السؤال في الاعتبار: كيفية بناء الواقع في مجتمعات مختلفة.

 

هل يمكنك تحديد الشعور السحري وإعطائنا مثالًا أو مثالين على الإبداعات التي تقدم للجمهور هذا النوع من الخبرة في متحف أو على خشبة المسرح؟

يصف السحر شعورًا؛ فيمكننا أن نقول عن لحظة أو ذكرى أو تجربة ما إنها «سحر». وفي بعض أشكال الوهم، يُنسى هذا الشعور أحيانًا لصالح مشاعر أخرى: الدهشة أو الذهول أو الشعور بعدم الفهم. في السحر الجديد نحاول إعادة الاتصال بالشعور السحري بكل فروقه الدقيقة. ففي مقطوعة «الجسد» Le Corps لشركة 14:20 على سبيل المثال، تتحرك امرأة على مسرح فارغ في حالة «متضائلة» من الجاذبية، كما لو أن الأرض لم تعد لها الجاذبية ذاتها؛ فتقدم تأملًا بطيئًا لواقع يزعجه السحر. لم يعد الشعور السحري مرادفًا لعدم الفهم، بل على العكس من ذلك، مع فهم حدسي للغاية لما يمكن أن يكون عليه عالم بقوانين فيزيائية مختلفة قليلاً عن تلك التي نعرفها.

في معرض «الموكب» Le Défilé عن جون-بول جوتييه، الذي أقيم في متحف الفنون الزخرفية في باريس عام 2007، عرضت شركة 14:20 فستانًا لجوتييه في عرض مميز. فعرض الفستان على عارضة أزياء تختفى ولا يتبقَ سوى الثوب طافيًا في الهواء؛ ثم ذابت كل ألوان الفستان وتبخرت، فأصبح أسود. لقد كانت إضاءة غامضة للشكل والخط واللون، عمل عليها مصمم الأزياء، مثل مادة خام، كما لو أن الواقع قد تبخر ليترك النية الإبداعية فقط مرئية. أعتقد أن هذا التركيب في المتحف خلق شعورًا سحريًّا تجاوز التخصصات الفنية.

 

هل تعتقدين أن هناك جسور بين السحر الجديد والعلم؟

بالتأكيد! دائمًا ما كان السحرة والعلماء مهتمين بعضهم ببعض، وقد ألهمت ممارساتهم أو غذت بعضها بعضًا.

 

  دائمًا ما كان السحرة والعلماء مهتمين بعضهم ببعض  

 

لنقتبس قليلًا من مواهب العلم للسحر: في القرن التاسع عشر وجدت الكيمياء تعبيرًا مرحًا في «الفيزياء المسلية» وعلم انعكاس الضوء، في الصور المجسمة الزائفة المعروفة باسم «شبح الفلفل». وقد أدى تطوير التخدير الأثير إلى ظهور «التعليق الأثيري»، وهي خدعة رفع ابتكرها الفرنسي جي إي روبرت-هودين، ومؤخرًا استفادت ممارستنا من الأبحاث حول المواد أو الأجهزة الجديدة مثل أجهزة الاستشعار. وعلى العكس من ذلك، فإن التجارب التجريبية للسحرة قد غذت أيضًا أبحاث علماء النفس الاجتماعي أو علماء الأعصاب.

 

ما مكانة الفنون الرقمية في هذه الحركة الفنية؟

لدينا اهتمام كبير بالفن الرقمي وأعتقد أن هذا الاهتمام متبادل. وتختلف مناهجنا الفنية اختلافًا كبيرًا، ما يجعلنا مكملين: تدور الفنون الرقمية حول الافتراضية، في حين يدور السحر حول الواقع.

 


إيتيان ساجليو
ساحر، وبهلوان، وممثل

فرنسا
Website

 

إتيان، أنت ساحر، وبهلوان، وممثل، وتصمم عروضًا وتركيبات تزعزع تصوراتنا.  هل يمكن أن تخبرنا كيف ترتبط إبداعاتك بالسحر الجديد؟

أحاول من خلال عروضي إطلاق علاقة مع العالم أكثر حساسية جرَّاء تأثير السحر المزعزع للاستقرار. أريد استخدام هذه المشاعر السحرية لوصف المشاعر الأخرى ولوضع الناس في حالة من الحساسية الشديدة. بالنسبة لي، السحر أداة لزعزعة استقرار المتفرج.

كلمة «جديد» بعد كلمة «سحر» تجعل من الممكن ذكر شيء آخر وتغيير نموذجنا الاقتصادي. إنها طريقة للمطالبة بنموذج اقتصادي قريب من المشهد الثقافي، مع إقامات وتمويل وطريقة للخروج من الاقتصاد الخاص الذي أدى إلى إفقار السحر فنيًّا بشكل كبير. أريد تغيير ما يتوقعه الناس عندما يسمعون كلمة «سحر» حتى لا يتخيلوني على الفور وأنا أعذب مساعدًا على سبيل المثال.

 

كيف تجد الحلول التقنية لإحياء أفكارك؟

في البداية تكون هناك مشكلات يبدو من المستحيل حلها؛ وهذا عملنا نحن السحرة. كل هذا يستغرق وقتًا؛ فلدي فريق من الأشخاص يتمتعون بمهارات متنوعة: مهندسون، وعلماء كمبيوتر، وميكانيكيون، وبناة.

 

  تصبح الموثوقية معقدة للغاية عندما يتعلق الأمر بتجربة أشياء مجنونة  

 

هل يمكنك مشاركة مثال على تركيب صعب بشكل خاص؟

التحدي الكبير هو الموثوقية؛ فهي معقدة للغاية عندما يتعلق الأمر بتجربة أشياء مجنونة مع وجود المتطلبات الدائمة للعرض أو المعرض.

في أحد عروضي، أضع السحب المرتفعة في أجراس زجاجية. عندما فكرت في الأمر في البداية، كانت الجماليات هي ما في عقلي حقًّا – وليس كيفية فعلنا ذلك. والزجاج مادة صعبة للغاية؛ فلا يمكنك اختراقه بسهولة. قلت لنفسي «لن أستسلم»؛ إنها القيود التي تجعل ما اخترعه مثيرًا للاهتمام.

 

هل لك أن تخبرنا مزيدًا عن مشروع معرضك «صمت العالم»؟

إنه معرض أنشأته في عام 2011؛ فكانت الفكرة مزج التأمل بالسحر. غالبًا ما ارتبط السحر بلحظة سحرية؛ طقطقة إصبع الساحر أو لحظة مفاجئة وعابرة. أردت أن أرى كيف أشعر إذا جعلت الشعور السحري شيئًا يمتد بمرور الوقت ويمكن التفكير فيه؛ لذلك، ابتكرت أحداثًا سحرية لطيفة في ثلاث وحدات.

في الحالة الأولى، هناك غيوم محمية من مرور الوقت بفضل الأجراس الزجاجية. تقليديًّا، اعتدنا على وضع باقات الزفاف في أجراس زجاجية حتى لا تذبل، كما لو كنا نريد الحفاظ عليها من الوقت؛ فأردت الاحتفاظ بسحابة صغيرة! وهناك تسعة أنواع مختلفة من السحب في المعرض.

الثاني يقدم زوج من الراقصين الورقيين: تانجو ووالتز – لديهما عديد من خطوات الرقص المختلفة ويرقصا، ويرقصا، دون ملاحظة الجمهور، بلا كلل. بالنظر إلى هذه القطعة، فجأة تُسقط كثير من المشاعر الإنسانية على هذه القطع من الورق. فبمجرد أن يكون لديهما أدنى مظهر بشري، نقول لأنفسنا أنهما ينظران أحدهما إلى الآخر، ويحبان أحدهما الآخر، ويكرهان أحدهما الآخر، ويقتربان أحدهما من الآخر.

تتكون الوحدة الثالثة من أنابيب سوداء تتقاتل على بلاطة بيضاء. يمكنك أن ترى بوضوح أنها قطع بلاستيكية، ولكنها تتحرك مثل الثعابين؛ فتتراجع وتهاجم بعضها البعض معيدة تمثيل الكابوس المعتاد للثعبان المتعلق بمسألة أن «تأكُل» أو «تؤكَل».

 

لماذا اخترت الانتقال من المسرح إلى وسيط العرض لهذا المشروع؟

تسمح لي المعارض بأخذ قسط من الراحة من العروض الحية الكبيرة وجولاتها. بالنسبة إلي، دائمًا ما كان عمل التركيبات بمثابة نفس من الهواء المنعش؛ وبمجرد أن أنشئ تركيبًا سحريًّا وأصلح موثوقيته، أقدم عرضًا مرة أخرى! في كثير من الأحيان، عندما أفكر في الآلات أو التقنيات التي طورتها في عروضي، أقول لنفسي «ولكن في الواقع، يمكنني فعل ذلك في تركيبة، سيكون ذلك رائعًا». لدي هنا آلات جديدة سيكون لطيفًا أن أركبها؛ ومن المغذي للغاية الانتقال من واحد إلى آخر، لتبديل القيود.

 


© Compagnie 14 :20, Le cercle de Brocken

© Clément Debailleul Plus loin

© Clément Debailleul Plus loin

Plus loin, Louise Lévêque, Clément Debailleul et Céline Diez ©
Clément Debailleul

 


نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية في العدد رقم 67 (أكتوبر، 2020) من مجلة «سبوكس» Spokes الإلكترونية التي تصدرها رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite تحت عنوان: «سحر جديد» New Magic، ويمكنكم الاشتراك مجانًا في مجلة «سبوكس» من هنا.

قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون الرجوع إلى رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite.