عودة إلى المعارض

إيجاد أرضية مشتركة بين المصممين وممارسي المتاحف


حوارات أجرتها:

ماري هوبسون
رئيس مجموعة البحث والتطور REV
التابعة لرابطة إكسايت
مدير البحوث
صندوق يانصيب الإرث
لندن، المملكة المتحدة

حوارات أجراها:

نيلز بيتر هاوان
رئيس مجموعة البحث والتطور REV
التابعة لرابطة إكسايت
مطور خبير
فيلفيت VilVite
بيرجن، النرويج

 

  وجهات نظ ر 

إيجاد أرضية مشتركة بين المصممين وممارسي المتاحف

كل الأسئلة التي يجب أن تسألها مقدمًا لإنشاء علاقات عمل جيدة لاحقًا

 

| الوقت التقريبي للقراءة: 9 دقائق (3 دقائق لكل حوار)

 

هذه المقالة منشورة في مجموعة مقالات سبوكس Spokes بعنوان «التصميم والمعارض» Design and exhibitions

 

قد تصبح العلاقة بين شركات التصميم الخارجية وممارسي المتاحف علاقة صعبة. فعلى المصممين التكيف مع خصوصيات المتحف أو المركز العلمي وتفسير المطلوب، ومن ثم إنتاج معروضات تعمل بكفاءة وتجذب الجمهور، وذلك في إطار ميزانية عادة ما تكون محدودة. في حين يتعين على ممارسي المتاحف توصيل رؤيتهم ومعرفتهم عن الجماهير بشكل واضح آملين أن يتفاعل المصممون بشكل تعاطفي. وأثناء عملية التصميم، قد يشكل اختبار المعروضات مع الزوار نقطة نزاع؛ حيث لا يتقبل بعض المصممين التنازل عن إبداعهم استجابة لمردود الزائرين.

للمساعدة على تحسين هذه العلاقة قامت مجموعة البحث والتطور REV Group التابعة لرابطة إكسايت بدعوة مصممي المعروضات والمعارض جوران جوريد وهايكو كيلكسون للمشاركة في ورشة عمل سابقة لمؤتمر إكسايت السنوي عام 2016. فطلبنا منهما مشاركتنا آرائهما حول تصميم المعروضات، والعمل مع المتاحف، واختبارات الزائرين، وذلك لإيجاد أرضية مشتركة. وباستخدام تلك المعلومات عمل المشاركون في ورشة العمل مع المصممين لتطوير مجموعة من الأسئلة التي يجب على ممارسي المتاحف سؤالها للمصممين قبل البدء في مشروع ما، وذلك لإنشاء علاقة عمل جيدة.

 


هايكو كيلكسون

المدير الإبداعي ومدير التسويق

موزيكو MUSEKO

تالين، إستونيا

 

هايكو، ما الذي يوجه تصميمك للمعروضات؟

هناك عدة طرق للتعامل مع التصميم، ولكل مصمم طريقته الخاصة. وخلفيتي هي الدعاية؛ فأحب أن أفكر في المعروضات مثلما أفكر في الإعلانات. فالمعروضات يجب أن توصل رسالة ما، مثلما تفعل الإعلانات؛ الفارق الوحيد هو الرسالة. ولأن الأهداف متشابهة، تطبق نفس المبادئ في الحالتين؛ لذلك أتابع صناعة الدعاية كمصدر للأفكار، وذلك لأنها مجال تنافسي حقًا، فهناك كثير لنتعلمه منها.

بالأخص أحب تطبيق نموذج AIDA «الانتباه، والاهتمام، والرغبة، والفعل» [1] لكيفية عمل الإعلان في تصميم المعروضات:

نموذج AIDA: الانتباه، والاهتمام، والرغبة، والفعل

على سبيل المثال، إذا رأى زائر شيئًا بعيدًا (الانتباه)، فيبدو مثيرًا للاهتمام (الاهتمام)، هناك فرصة أكبر أنه سيرغب في التفاعل معه (الرغبة)، ومن ثم سيذهب إليه ليفعل ذلك (الفعل).

 

عندما تقوم بتصميم معروضة ما، كيف تحقق التوازن بين احتياجات مجموعات مختلفة متعددة؛ على سبيل المثال، الزوار ذوو طرق التعلم المختلفة واحتياجات الإتاحة المتنوعة؟

ما أفكر فيه هو: «هل سأذهب وألعب بالمعروضة؟ وهل كنت سأذهب وألعب بالمعروضة إذا كنت لا أزال في العاشرة من عمري؟» ومن ثم أقوم باختبار الجدة؛ فأفكر إذا استطاعت جدتي – حتى وإن لم تكن في كامل يقظتها – في تشغيل المعروضة، فإنها جاهزة للعرض! كذلك أحب أن أختبر المعروضات مع مدرسي الثانوي، وذلك لأنهم معتادين على توصيل الموضوعات المعقدة بطرق جذابة وبسيطة.

 

ما رأيك في اختبار تصميماتك مع الزائرين؟

أعتقد أنه من المهم اختبار التصميمات مع الزوار. وكم الاختبارات يعتمد على مدى تعقيد المعروضة تقنيًّا؛ فكلما زادت تعقيدًا، كلما زادت الاختبارات، ولكن يعتمد الأمر على الوقت والتمويل المتاحين. نصيحتي أن تقلل عدد المعروضات، وأن تقضي وقتًا أطول وتصرف مالًا أكثر لتتأكد من جودتها ومن أنها تحقق الهدف المرجو منها؛ فالنماذج الأولية تحتاج كثير من التعديل والاختبار.

 

  ضع الحاجة لاختبار الزائرين في ملخصك ليقدر الجميع تكلفته  

 

ليس لدينا المال لبناء خمسة نماذج أولية، لأنه يجب علينا تخفيض السعر للفوز بالتعاقد؛ حيث يفوز أقل عرض سعر. لذلك، من المهم أن يضع المتحف الحاجة لاختبار الزائرين في الملخص، حتى يضع الجميع هذا الأمر في الاعتبار عند عمل العطاءات وحساب التكاليف.

 

  «ملخص جيد وبسيط تسهُل قراءته يوفر الأموال وينقذ الأرواح!»  

 

الملخص الجيد يوفر لك الأموال على المدى البعيد، لأن الشركات تتفاعل إذا عرفت ما تريده. وأن تكون محددًا قدر المستطاع سيخفض من الأسعار؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان للوظيفة والمتانة أهمية أكبر بالنسبة لك من أهمية الشكل والإحساس، اذكر ذلك. وإذا أردت عناصر سمعية بصرية، حدد ما تريد: فيديو أم صور متحركة، صور ثنائية الأبعاد أم ثلاثية الأبعاد، صور جاهزة أم مخصوصة؛ فكل ذلك يؤثر في السعر. أسوأ ما قد تكتبه في ملخص مثلًا: «سيطور التصميم في مرحلة متأخرة» أو «سيطور المحتوى أكثر بالتعاون بين المقاول والسلطة المتعاقدة»؛ لأن معنى ذلك أنه لا يوجد من لديه فكرة عما يجب أن تكون عليه المعروضات لتكون مستعدًا لأي شيء ولتضع التكلفة على هذا الأساس.

 

يجب أن يكون الملخص واضحًا وسهل القراءة؛ فيكون له فهرس للمحتويات وأقسام منفصلة لكل منطقة، مثل: الأجهزة، والعناصر السمعية البصرية، وتصميمات الجرافيك، إلخ، وذلك حتى يتسنى للأشخاص العثور على المعلومات المتعلقة بعملهم سريعًا.

 

بالحديث عن الملخص، ما المعلومات التي يجب وضعها فيه لنجعله مفيدًا لك لأقصى درجة ممكنة؟

الملخص هو قناة التواصل الرئيسية بيننا. وفي وكالة ما، فإن الإطار الزمني الذي تعمل فيه على الملخص عادة ما يكون محدود؛ لأن نفس الناس التي تعمل على التصميمات الفعلية هي نفسها التي تطلع على الملخص. فهم أفضل من يعرف كيفية التطرق إليه، وتكلفة كل شيء، وكم من الوقت تحتاج كل خطوة، إلخ؛ لذلك، فإن الإطار الزمني للرد دائمًا محدود. فإذا كان الملخص واضحًا وتسهل قراءته، يمكننا إجراء الأبحاث المطلوبة عوضًا عن تضييع الوقت في ترجمة الملخص.

 


جوران جوريد

مدير إكسبولوجي

Expology AS

أوسلو، النرويج

 

جوران، بما أن الملخص ذا أهمية كبيرة، ما الذي تعتقد أنه يجب علينا وضعه فيه ليكون مفيدًا لك قدر المستطاع؟

أتفق مع هايكو، فإذا كان الملخص واضح، يمكننا التعاون بسهولة مع عملائنا. وليحدث هذا، نحتاج توصيفًا شموليًّا جيدًا، وأهداف واضحة، ورسائل أساسية، وبعض السياق؛ أي ما المعروضات والمعارض الأخرى التي ستكون في المحيط، والسعر، ومؤشر لحجم تطلعاتك.

 

يستخدم هايكو نموذج من مجال الدعاية والإعلان، فما الذي يوجه تصميمك للمعروضات؟

من منطلق دورنا بصفتنا مصممين نعمل على ترجمة الملخص إلى قصة؛ فأرى أننا المصممين رواة قصص. إن خلفيتي هي دراسة الأفلام، لذلك أحاول تطبيق تقنيات الدراما ورواية القصص من الأفلام على الوسائط والمعروضات التفاعلية. كذلك أستوحي من خبرتي في العمل مع نطاق من العملاء من مجالات مختلفة؛ مثل توصيل العلامة التجارية أو اتجاهات التكنولوجيا الحديثة.

 

كيف تحقق التوازن بين احتياجات المجموعات المختلفة المتعددة؛ على سبيل المثال، الزوار ذوو طرق التعلم المختلفة واحتياجات الإتاحة المتنوعة؟

مثلما يختلف الزوار وتختلف دوافعهم، تختلف المعروضات وتشجع على أشكال مختلفة من الإندماج والتفاعل. فشاركنا في مشروع بحثي مع معاهد وجامعات نرويجية أخرى لقياس الإندماج والتفاعل مع أنواع مختلفة من المعروضات، وذلك من خلال الاستبيانات والرصد [2].

 

  ثمانية أبعاد للإندماج والتفاعل  

 

من خلال هذا البحث، وجدنا أن هناك ثمانية أبعاد مهمة لإندماج الزوار وتفاعلهم:

الملف الشخصي لتثبيت مشاركة الزائر لإكسبولوجي، جوران جوريد

 

يمكنك تصنيف معروضاتك ومعارضك حسب تلك الأبعاد لتطوير ملف شخصي لتثبيت مشاركة الزائر والتأكد من أن لديك تجربة زائر مناسبة لجمهورك المستهدف.

فنجد أنه من المفيد استخدام ذلك الملف لتركيز مناقشتنا مع عملائنا في مرحلة وضع المفهوم، وللاختبار بناءً عليه أثناء مرحلة التطوير، واستخدامه كأداة لقياس النجاح بمجرد أن يفتتح المعرض ويبدأ في العمل.

 

وهل تطبق أية أبحاث أخرى في تصميم معارضك؟

بصفتنا شركة تصميم فإننا نتبع أعمال جون فولك عن الدوافع المتعلقة بالهوية، ونختبر تصميماتنا مقارنة بتوصيفاته لجماهيرنا المستهدفة [3]. في المستقبل، نريد أن نرى إذا أمكننا وضع تصور تفصيلي لشرائح الزائرين الخاصة بفولك على الملف الشخصي لتثبيت مشاركة الزائر الخاص بنا؛ وذلك لنرى ما إذا كانت الملفات المختلفة للزائرين تندمج بشكل أفضل مع ملفات المعروضات المختلفة، إلا أننا لم نستكمل هذا العمل بعد.

 

لقد ذكرت اختبار التصميمات؛ فهل تخبرنا أكثر عن رأيك فيما يتعلق باختبار الزائرين؟

نرى أن تصميم المعروضات عملية إبداعية مشتركة بين العميل، والمصمم، والزائر:

تصميم المعارض، عملية إبداعية مشتركة بين العميل، والمصمم، والزائر – بقلم جوران جوريد، إكسبولوجي

 

لذلك، يجب أن نشرك الزائرين في عملية التصميم؛ فيجب أن نختبر ما إذا يتفق مردود الزائرين مع الرؤية الموضوعة في الملخص، وإذا لم يكن فعلينا عمل بعض التعديلات.

 

  إجراء الاختبارات استثمار جيد للمصممين أيضًا؛ فنحن نريد لمعروضاتنا أن تنجح!  

 

يجب علينا أن نجري الاختبارات أثناء عملية التصميم، من المفهوم إلى التسليم؛ ولكن الأمر يصبح أكثر تكلفة مع كل مرحلة، وبالأخص مرحلة الإنتاج. وعلى الرغم من أن إجراء اختبارات الزائرين أمر مكلف، نحاول تطبيقها لأنها استثمار جيد لنا بينما نعمل على إنجاح المعروضات.

 


ماذا تسأل المصممين عند البدء في مشروع ما

بعد الأسئلة والأجوبة، عمل المشاركون في مجموعة البحث والتطور REV مع المصممين لابتكار قائمة بالأسئلة التي يجب على ممارسي المتاحف توجيهها للمصممين عند البدء في مشروع ما، وذلك لإنشاء علاقة عمل جيدة. اندرجت الأسئلة تحت أربعة موضوعات:

  1. خبرة وتجربة المصممين؛
  2. سبل العمل معًا؛
  3. فهم المصممين للمتحف أو المركز العلمي؛
  4. التعلم معًا.

 

الخبرة والتجربة

  • من سيعمل في المشروع؟

- ماذا فعلوا قبل ذلك؟

- ما هي خبرتهم؟

  • ما المشروعات المشابهة التي عملت عليها سابقًا؟

- ماذا تعلمت من تلك المشروعات؟

  • ما أنواع الحلول أو الخبرات التي يمكنك توفيرها لنا؟
  • ما الذي يوجه تصميماتك؛ مثلًا: البحث، أم النظريات، أم التجارب؟

 

سبل العمل معًا

  • ما هي استراتيجيتك عند تصميم المعروضات الجيدة والتعليمية؟
  • ما هي الطريقة التي تتبعها في عملك؟
  • كيف عملت مع المتاحف الأخرى؟
  • كيف ستعمل معنا من خلال هذه العملية؟
  • كيف لنا أن نحدد مسئوليات كل من المتحف والمصمم؟
  • هل أنت على استعداد لإشراك العميل في كل خطوات عملية التصميم؟
  • كيف لنا أن نعمل معًا لعمل نماذج أولية للمعروضات؟

 

فهم المصممين للمتحف أو المركز العلمي

  • ماذا تفهم عن مشكلتنا أو مشروعنا؟
  • لماذا تظن أننا نقوم بهذا المشروع؟
  • ما هي توقعاتك من هذا المشروع؟
  • على من تقع مسئولية نجاح المعروضات؟
  • هل الأولويات، والمعايير، والإرشادات واضحة بالنسبة لك؟

 

التعلم معًا

  • ما الذي يمكننا أن نتعلمه مما هو موجود بالفعل؟
  • كيف لنا أن نأتي برؤية أصلية؟

 

ولكن أفضل المقترحات كانت: هيا بنا نزور مركز علمي أو متحف آخر، ونتناول الغداء معًا، ونتعرف على بعضنا بعضًا!


المراجع

[1] The AIDA model: more here

[2] Leister, W., Tjostheim, I., Schulz, T. and Joryd, G. (2015) Towards Assessing Visitor Engagement in Science Centres and Museums. Proceedings from the Fifth International Conference on Performance, Safety and Robustness in Complex Systems. P21-27. Download it.

[3] Falk, J. H. (2009) Identity and the Museum Visitor Experience. Left Coast Press: Walnut Creek


نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية في العدد رقم 21 (أغسطس، 2016) من مجلة «سبوكس» Spokes الإلكترونية التي تصدرها رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite تحت عنوان: «أرضية مشتركة» Common Ground، ويمكنكم الاشتراك مجانًا في مجلة «سبوكس» من هنا.

قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون الرجوع إلى رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite.