استدامة مستقبل متاحف العلوم


حوارات أجرتها:

إيميلي كرونين
مديرة الشراكات؛ الشراكات الثقافية والتجارية

مجموعة متحف العلوم
لندن، المملكة المتحدة

Email

 

  وجهات نظر  

 

استدامة مستقبل متاحف العلوم

نماذج أعمال جديدة وتكميلية

 

| الوقت التقريبي للقراءة: 15 دقيقة (5 دقائق لكل حوار)

 

هذه المقالة منشورة في مجموعة مقالات سبوكس Spokes
بعنوان «مراكز العلوم ومتاحفها: الماضي – الحاضر – المستقبل»
Behind the scenes, Science centres and museums: past-present-future

 

تتعرض المؤسسات الثقافية، بما في ذلك المتاحف ومراكز العلوم، إلى ضغط متزايد لكي تستبق الأحداث عندما يتعلق الأمر بتحقيق الاستدامة الاقتصادية. ويرجع ذلك إلى عوامل تشمل نقص التمويل العام، واحتدام المنافسة، وارتفاع مستوى توقعات الزائر العصري. وهناك تزايدًا ملحوظًا في تنوع واستدامة نماذج العمل التي تنتهجها المتاحف لمعالجة تلك المشكلات، وتنويع مصادر الدخل، وتحسين التوقعات المؤسسية فيما يتعلق بالنمو المستقبلي والاستدامة المالية.

بالنظر إلى المستقبل، كيف تضمن المؤسسات الثقافية استمرارها في أداء رسالتها؟ كيف تضمن فهم جمهورها المستقبلي؟ وهل يمكنها تحقيق ذلك بينما تلبي أهدافها الجوهرية لمشاركة العلوم، وتطوِّر مرونة مالية مستقبلية بعيدًا عن التمويل العام؟ يشاركنا الأشخاص الثلاثة الذين حاورتهم فرصًا مختلفة طورتها مؤسساتهم، وهي ثلاثة متاحف علمية كبيرة في أوروبا الغربية تتبنى نماذج تجارية أصلية ومبتكرة تتجاوز توليد الدخل المعتاد؛ مثل: تأجير الأماكن، ومبيعات التذاكر، وتسويق السلع، أو المعارض المؤقتة. يتعمق هذا المقال في موضوع الجلسة التي قدموها في مؤتمر رابطة إكسايت عام 2019 بشأن «نماذج الأعمال الجديدة والتكميلية».

تشاركنا أليكس بورش كيف يعيد متحف التاريخ الطبيعي في لندن بالمملكة المتحدة ترتيب نفسه في اقتصاد التجربة، واضعًا نهجًا جديدة إزاء المخاطر المالية وتوليد الدخل. وبالنسبة لآنماري فان إكيرين من متحف نيمو للعلوم في أمستردام بهولندا، يعنى الخوض في أقاليم تجارية جديدة اكتساب الخبرات من خلال جمهور جديد: وهم الراشدون. وأخيرًا، توضح مارين كرومديك من مجموعة متحف العلوم في المملكة المتحدة كيف غيرت فكرة تبني «رأس المال العلمي» باعتباره مفهومًا جديدًا للمشاركة وجهة نظر مجموعة متحف العلوم حول أصوله الخاصة، وفتح الأبواب لإقامة شراكات جديدة وإنشاء فرص تجارية.


أليكساندرا بورش
رئيس المعارض، والتعلم، والتواصل
متحف التاريخ الطبيعي، لندن
المملكة المتحدة

Email

 

أليكس، في متحف التاريخ الطبيعي، ما الآثار التي تشعرين بها جرَّاء تغير بيئة العمل؟ وهل يؤثر هذا في منظورك إلى أداء الرسالة مستقبلًا؟

للمتاحف والمراكز العلمية نماذج تجارية وأشكال راسخة لتأدية رسالاتها. وإن كانت هذه الجهود ناجحة، يجب أن نظل متيقظين للتغيرات التي تطرأ داخل المجتمعات التي نعمل فيها ونعتزم خدمتها إذا أردنا الحفاظ على صلتنا ومرونتنا. وبينما نتطلع إلى المستقبل، يتعين علينا التفكير في كيفية قيامنا بمهمتنا، واجتذاب الجماهير الجديدة، والحفاظ على قدرتنا المالية على الاستمرار.

بصفتنا متحف تاريخ طبيعي، نشعر بأن إشراك الجماهير في العالم الطبيعي لم يكن أكثر أهمية في أي وقت مضى. إلا أننا نعمل في سوق تتنافس على الجماهير؛ فلا ننافس المتاحف الأخرى والأماكن ذات المهام المماثلة فحسب، بل نتنافس أيضًا مع أنواع أخرى من الخبرات. وللجماهير توقعات مختلفة منا؛ فنحن الآن جزء من اقتصاد التجربة، وتشير الأدلة إلى أن المتاحف تعاني من تحديات الاستبدال السلبية (كولين ديلينشنايدر).  فنعلم أن الجماهير تبحث عن قيمة مقابل المال، ونسوق المتحف من خلال الكلام المتداول الذي ينتشر أكثر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك فأننا في بيئة تمويل تنافسية للغاية، وهناك زيادة في الاعتماد على مصادر الدخل الأخرى، بما في ذلك إيرادات الزيارات.

وبصفتنا المؤسسية علينا تنفيذ برنامج رائع يجتذب الزائرين، ويقدم نزهة يومية ممتازة، كما يؤدي مهمتنا ويسهم في تحقيق المرونة المالية. وتتمثل التحديات التي تواجهها المؤسسة في تحقيق التوازن بين الأنشطة المحققة للرسالة وتلك التجارية، وأن تكون على استعداد للمخاطرة؛ لتكون أكثر مرونة في أداء رسالتها، وتُوسع مصادر الدخل مع عدم المساس بالدخل الحالي.

 

كيف يُغيِّر متحف التاريخ الطبيعي نموذج أعماله؟

اختبرنا بعض التغييرات الكبيرة في متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

انطوت أولها على المزج بين الأنشطة المؤدية للرسالة وتلك التجارية بطريقة مختلفة. ففي مايو 2019، افتتحنا «متحف القمر» للوقا جيرام في صالة عرض تستخدم عادة في تقديم المعارض الخاصة المدفوعة. و«متحف القمر» عبارة عن تركيب فني، وزيارته مجانية؛ فعوضًا عن توليد الدخل من خلال مبيعات التذاكر، عملنا مع فريقنا للتنمية التجارية على تطوير أنشطة إضافية مدفوعة؛ بما في ذلك تنظيم حفلات راقصة، وحفلات الاستقبال مع العلماء، وإمكانية تأجير المكان. إلى الآن، استمتع بـ«متحف القمر» ما يزيد عن 1.5 مليون زائر كتجربة مجانية؛ حيث أدرت أنشطة ما بعد الدوام المدفوعة دخلًا كافيًا لتغطية تكاليف تركيب هذا العمل الفني للعرض.

 

  مزج الأهداف الاستراتيجية والنشاط التجاري، وتحويلها إلى اتجاهات مختلفة.  

 

تضمن التغيير الثاني الذي أجريناه العمل بشراكة فرقة مسرحية كانت قد خاطبتنا بشأن رغبتها في عرض مسرحية جديدة تدور حول حياة داروين المبكرة ورحلته على متن «البيجل»، وذلك باستخدام الدمى والممثلين. وقد وجدنا في هذا فرصة رائعة لتقديم تجربة مختلفة جدًّا، من شأنها أن تجلب نوعًا مختلفًا من الزوار بينما نسرد قصة مركزية لمحتوانا. فلم نفعل شيئًا من هذا القبيل من قبل، ولم نكن متأكدين من كيفية تقييم الآثار المالية، ولم يكن بوسعنا المخاطرة المالية. لذلك، وضعنا نهجًا محايدًا من حيث التكلفة، فتعاملنا مع الأمر بصفته تأجير للمكان؛ حيث استأجرت الفرقة المسرحية صالة العرض لتقديم المسرحية وبنوا مسرحًا داخلها. وقد استقطعت الفرقة نسبة من دخل مبيعات التذاكر وتحملت تكلفة توظيف عاملي الاستقبال. فكانت النتيجة مسرحية باهرة النجاح؛ حيث امتدت مدة العرض وحصل كل من المتحف والفرقة على تغطية إعلامية مهمة، بالإضافة إلى استدراج جمهور مختلف للمتحف، وكذلك ترشيح للحصول على جائزة أوليفيه. وفي حين وفر هذا النهج تجربة جديدة لجماهيرنا، فلم ينطوِ على مخاطرة كبيرة.

وتَمثل التغيير الثالث في التفكير في سبل مكملة وليست متنافسة للعروض الحالية. فنعلم أن مبنانا أيقوني، وعامل مهم في زيادة أعداد الزوار؛ وبالاعتماد على هذا مع تقديم عرض يوجا، فإننا نبيع جلسات اليوجا الصباحية المقامة تحت الحوت الأزرق الكبير في قاعتنا المركزية قبل أن يفتح المتحف لعامة الجمهور. ويشمل ثمن التذكرة دخول مجاني إلى أحد المعارض المدفوعة؛ أدى ذلك إلى تدفق دخل إضافي، وزيادة أعداد الزائرين إلى معارضنا خلال الجلسات الصباحية الأولى، التي عادة ما تكون أقل مبيعًا.

 

بالنظر إلى المستقبل، كيف ستنتشر هذه التغيرات عبر الطريقة التي تعملون بها؟

بينما نتطلع إلى الأمام، نواصل تطوير هذه النماذج الجديدة؛ فنطور برنامج معرض خاص يوازن بين بعدين – بين المعارض الغنية بالأغراض (التي عادة ما تكون أكثر تكلفة)، وتلك التي لا تضم أغراض أو تضم قليل منها، وبين الإيرادات المرتفعة من التذاكر المتوقعة وعدم وجود دخل على الإطلاق أو دخل صغير. وبذلك يمكننا أن ننفذ مهمتنا واستراتيجيتنا، وأن نجذب مجموعة متنوعة من الزوار، وأن ننشئ برنامجًا مثيرًا ومتنوعًا، بينما نكون قادرين على الصمود ماليًّا أيضًا.


أنماري فان إيكرين
رئيس المعارض والمجموعات
متحف نيمو للعلوم
أمستردام، هولندا

Email

 

ما هو محور التنمية في متحف نيمو للعلوم؟

طموح متحف نيمو للعلوم هو توسيع جمهوره المستهدف ليضم مزيدًا من الراشدين؛ فنهدف لأن نكون أكثر صلة بالمجتمع، وأن نجعل الناس يفكرون ويتفكرون في موضوعات مثل انتقال الطاقة، وأن يقدموا وجهات نظر مختلفة بشأن الابتكار التكنولوجي. وسيستأجر المتحف، لمدة خمس سنوات، مساحة مؤقتة إضافية بجوار المبنى الحالي (على الجانب الآخر من البحيرة)؛ لتجربة برامج ومعارض جديدة تجتذب جماهير جديدة ونمذجتها، والأهم من ذلك، التعلم من خلال العملية وتوسيع نطاق خبراتنا. وسيشارك متحف نيمو للعلوم خبراته وأفكاره وتحدياته الأولى: كيف يمكننا حقًا أن نتعلم من التجربة؟ وكيف نتأكد من أننا بالفعل نوسع حدودنا وأننا جريؤون ومبدعون؟

 

ما الذي قاد تفكير متحف نيمو للعلوم فيما يتعلق بهذا التغيير؟ وكيف ينوي إجراء مثل هذا التحول؟

دائمًا ما كان متحف نيمو للعلوم متحفًا ناجحًا للعائلات على مر العشرين سنة الماضية؛ وقد نضجنا في كل سنة من تلك السنوات لنصبح أكبر متحف للعلوم في هولندا، مع أكثر من 650 ألف زائر سنويًّا. بخلاف المتاحف الأخرى، يولِّد  متحف نيمو للعلوم 80٪ من دخله الخاص، ويأتي 20٪ فقط من التمويل الحكومي والرعاة. وتأتي الإيرادات من التذاكر، وتأجير الأماكن، ومتجرنا، ومقهانا؛ بالنسبة لمعظم المتاحف تكون النسبة العكس. وبما أن ٦٧٪ تقريبًا من زائرينا راشدين، قررنا أن نطور برامج لهم أيضًا . مع ذلك، وبوجود 650000 زائر سنويًّا، وشَغل أماكن العرض بالمعارض شبه الدائمة، ليس لدينا أي مكان في المبنى الرئيسي. في عام 2018، قررنا استئجار موقع إضافي مؤقت يسمى «دي ستوديو»، وقد كان صالة ألعاب رياضية فيما سبق، والآن أصبح صندوقًا أبيض مساحته 900 متر مربع. في «دي ستوديو»، سنطور برامج ومعارض مختلفة للراشدين المهتمين بالعلم والتكنولوجيا؛ وهكذا، نعمل من أجل إنشاء متحف مستقبلي بجمهور أوسع: العائلات والراشدين.

وفي حين أننا في المبنى الرئيسي نريد إلهام العائلات بشأن عجائب العلم والتكنولوجيا عن طريق معارض شبه دائمة عالية التفاعل، فإننا نركز في برامجنا المخصصة للراشدين على العلم والتكنولوجيا المعاصرين من خلال البرامج والمعارض المؤقتة حول موضوعات مثل الاستدامة، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا المعلومات. لذلك، فإن كل شيء في «دي ستوديو» جديد بالنسبة لنا: المجموعة المستهدفة، والموقع، وأشكال البرامج (مؤقتة بدلًا من شبه دائمة) والموضوعات.

 

كيف ضمنت أن تكون هذه التغيرات ذاتية التمويل؟

في نموذج الأعمال الحالي، الإيرادات الداخلية مهمة؛ ومع ذلك، فيما يتعلق بـ«دي ستوديو»، نحتاج إلى تمويل إضافي لتطوير البرامج، ونحتاج للتأكد من أن لدينا ما يكفي من الزوار الراغبين في شراء التذاكر.

 

وكيف نجح ذلك حتى الآن؟

افتتحنا أول برنامج لنا في «دي ستوديو» في يوليو الماضي، وكان موضوع البرنامج «مستقبل الغذاء». وبالإضافة إلى المعرض، نظمنا برنامجًا مسائيًّا منتظمًا أيام الأربعاء، واستمر البرنامج بأكمله لثلاثة أشهر.

في الأشهر الثلاثة الأولى، استقبلنا نحو 9000 زائر؛ فعلمنا أن المعرض والبرنامج الجماهيري يجتذب نطاق واسع من الزوار من حيث السن والخلفية، وإن كانوا في الأغلب حاصلين على تعليم عالٍ. تحمس الزوار جدًّا لمعرفة مزيد عن الموضوع؛ وكان أصحاب المصلحة، ولا سيما من الحكومة، مهتمين بالتركيبات التي تُشرك جماهير عريضة في هذه الموضوعات الصعبة.

 

  هناك سوق للموضوعات «الصعبة» ويمكننا تقديم معرفة علمية «معتمدة»  

 

تعلمنا أن هناك سوق لهذه الموضوعات، ولا سيما لأننا نعرض معارف علمية «معتمدة» يمكن للجمهور العريض الاطلاع عليها؛ فتتيح الأهمية البالغة لتلك الموضوعات فرصة كافية لتمويل تطوير البرامج.

 

ما القيمة التي قدمها «دي ستوديو» لمتحف نيمو للعلوم؟

إن حجم الإيرادات المكتسبة حتى الآن أصغر من أن يكفي لتغطية تكاليف «دي ستوديو» بشكل كامل؛ ومع ذلك، فإن «دي ستوديو» مختبر تجريبي مهم بالنسبة لنا، حيث نعمل على إنتاج منتجات جديدة وتطوير علاقات جديدة، بل والعمل مع مجموعات جديدة من الجماهير، بما في ذلك الكبار.

وبناء هذه الخبرة مهم لنا بطريقتين، كلتاهما تضيف قيمة غير مباشرة إلى ما يلي:

  1. يمثل هذا العمل تقدمًا نحو حلمنا المستقبلي، ألا وهو متحف علوم ليس للعائلات فحسب، بل والراشدين أيضًا.
  2. أن موضوعاتنا هي تلك التي تؤثر على المجتمع؛ ونريد أن نسهم من خلال هذه البرامج في إقامة مدينة وعالم أفضل وأذكى.

 

هل لديك أي أفكار أخرى بشأن التنمية المستقبلية؟

لكي ينجح «دي ستوديو» في اجتذاب الزوار، فإنه يحتاج إلى أن يكون مكانًا نابضًا بالحياة، يسهل عليهم وعلى أصحاب المصلحة العثور عليه. ولذلك، نعمل على شكل يتضمن «أذواق» مختلفة، تتراوح بين عرض البرامج والمعارض الخاصة به، والعمل مع الشركاء الثقافيين على البرامج؛ لمشاركة «دي ستوديو» بصفته مسرحًا للبرامج الجماهيرية من مؤسسات أخرى، إلى تأجير المساحة تجاريًّا. والتحدي الآن هو كيفية وضع تلك الأذواق المختلفة معًا في مزيج مثالي؛ واستنادًا إلى تجاربنا الأولى في الصيف الماضي، تعلمنا أنه يوجد بالفعل مكان متميز في أمستردام عالية الكثافة الثقافية للبرامج الجماهيرية حول التحديات العالمية التي تستهدف الراشدين، والتي تقدم في إطار العلامة التجارية المعروفة لمتحف نيمو للعلوم والمتاحة للجميع.


مارين كرومديك
رئيس الشراكات الثقافية والتجارية
مجموعة متحف العلوم
لندن، المملكة المتحدة

Email

 

هل من الخطأ أن يركز المتحف على الأنشطة التجارية؟

على مدار عقود، ناقش قطاع المتاحف والمراكز العلمي إذا ما كان العمل التجاري أمرًا سيئًا؛ وإن كان علينا التفكير في سبل لإخفاء الأنشطة التجارية أو تشتيت الانتباه عن الأنشطة الموصوفة بالتجارية؟ كلا، هذا لأسباب استراتيجية». لا ينبغي النظر إلى الأنشطة التجارية على أنها شيء سلبي؛ فهي تخفف من التكاليف وتساعد على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمتحف والأنشطة التي تحقق رسالته. ففي المستقبل، ينبغي أن نفكر دائما في «كيف سنتمكن من مواصلة أنشطتنا اليومية المهمة لنا لأسباب استراتيجية إذا لم نفكر خارج الصندوق؟»

 

عند التفكير في الأصول التي يمكن أن تستند إليها مجموعة متحف العلوم في أنشطتها التجارية، قد تتبادر إلى الذهن المعارض الجوالة أو مبيعات التذاكر أولاً، ومع ذلك فقد وسعتم مجهوداتكم مؤخرًا في اتجاه مختلف تمامًا. أخبرينا عن ذلك.

بناءً على خبراتنا في تشجيع رأس المال العلمي وتنميته في الآخرين، أطلقنا في العام الماضي أكاديمية مجموعة متحف العلوم – موطن المشاركة في العلوم – وهي أول مركز امتياز مكرس للممارسين في قطاع العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات غير الرسمي. وبخبرة امتدت 25 عامًا في توفير التدريب المهني، لدينا الآن مكانين مخصصين في متحف العلوم بلندن، ومتحف العلوم والصناعة بمانشستر؛ فتوفر الأكاديمية لممارسي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الأدوات اللازمة لإنشاء تجارب مذهلة في مجال مشاركة العلوم لجمهور أوسع كثيرًا.

 

  هناك سوق للموضوعات «الصعبة» ويمكننا تقديم معرفة علمية «معتمدة»  

 

نعرض هذا التدريب مجانًا للمهنيين الذين يأتون من المؤسسات التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها؛ فنستطيع تمويل هذا البرنامج محليًّا من خلال منحة. وبالاستفادة من هذه الأصول وتقديم التدريب للمؤسسات الدولية مقابل رسوم، فتحنا بابًا لدخل إضافي. ولا تساعد الأكاديمية على توفير دخل إضافي للمتحف فحسب، بل إنها أيضًا تتفق مع مهمة المجموعة الأساسية، التي تتمثل في إشعال فضول الشباب في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهو هدفنا الاستراتيجي الأول المتمثل في زيادة «رأس المال العلمي في الأفراد وفي المجتمع» على النحو المبين في وثيقتنا المؤسسية بعنوان «المستقبل الطموح».

من الأمور الأساسية في هذا السياق أن نكون مبدعين حيال الأنشطة اليومية، وللمجموعة خبرة واسعة في توفير التدريب في مجال الإشراك في العلم. ولم يمكّننا إنشاء الأكاديمية بأماكنها الجديدة من توصيل أهمية ذلك لنا استراتيجيًّا فحسب، بل أيضًا ساعد على إيجاد باقة ورسالة استراتيجية جذابة فتحت محادثات جديدة لإشراك الممولين المحتملين.

تؤدي القيمة التي يجلبها ذلك للمؤسسة على الصعيد القومي مباشرة إلى تحقيق أولويتنا الاستراتيجية الأولى المتمثلة في تنامي رأس المال العلمي في الأفراد والمجتمع، ونحن نشارك في عدد من المبادرات الواسعة للمملكة المتحدة، والتي ستوفر لنا أيضًا تعليقات مفيدة من المشاركين.

 

يركز نهج مجموعة متحف العلوم على مفهوم رأس المال العلمي، فما الذي يميزه؟

رأس المال العلمي مفهوم يستخدم لقياس علاقة الشخص بالعلوم وكيفية ارتباطها بحياته؛ ويأخذ هذا المفهوم في الاعتبار التجارب السابقة والمستقبلية للزوار في مجال العلوم في جميع أنواع السياقات (المدرسة، والأسرة، والتليفزيون، وما إلى ذلك). فكما كتب سيكينز وكينج عندما عرضا المفهوم في مجلة سبوكس، فإن رأس المال العلمي «يغلف التأثيرات المختلفة التي يمكن لتجارب حياة الشخص أن تحدثها على هويته العلمية ومشاركته في الأنشطة المتعلقة بالعلوم». وهي أداة مفيدة لإشراك مختلف الجماهير، بما في ذلك الجماهير التي يصعب الوصول إليها عادة.

تصل مجموعة متحف العلوم إلى جمهور كبير، ونهدف إلى تلبية أهدافنا التعليمية المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات عن طريق الاستفادة المثلى من مجموعاتنا وخبراتنا في التعلم غير الرسمي. فنحن محظوظون لتسجيل أكثر من 600,000 طفل كل عام في زيارات تعليمية على نطاق جميع أجزاء المجموعة، ما يجعلنا المتحف المستهدف الأول للزيارات التعليمية في المملكة المتحدة. لذلك، فإننا نشارك معرفتنا في توصيل العلوم مع مجموعة واسعة من الجماهير، عن طريق تنظيم دورات تدريبية في مجال المشاركة في العلوم يدعمها رأس المال العلمي، والبحوث الأكاديمية التي نجريها على نطاق أوسع، والأهم من ذلك من خلال مشاركة خبراتنا المستنيرة بالأدلة من أكثر من 25 عامًا من أفكارنا وبحوثنا الخاصة. وباستخدام رأس المال العلمي، ندرب المعلمين، والعاملين في مجال العلوم والهندسة والرياضيات، وممارسيها؛ لمساعدة الآخرين على إقامة صلة شخصية بالعلوم، وزيادة رأس المال العلمي في نهاية المطاف في الأفراد خارج الفصول الدراسية، وبالتالي توسيع نطاق جمهور المتحف وتلبية أهدافنا التعليمية على حدٍّ سواء.

 

كيف يترجم العمل بمفهوم قوي وموحد مثل رأس المال العلمي إلى فرص تمويل وشراكات؟

المشاركة في العلوم هي شيء نعرف أننا نفعله بشكل جيد في فريق مجموعة متحف العلوم ونحن نفعله منذ أكثر من 150 عامًا. وقد كنا دائمًا حريصين على فهم كيفية تعامل الناس من كل الخلفيات مع العلم وكيفية زيادة مشاركتهم من خلال تجارب مختلفة مرتبطة بالعلوم. فتوفر لنا البحوث المتعلقة برأس المال العلمي إطارًا للممارسات الجيدة، يمكن استخدامه لمساعدتنا على تحسين المشاركة في العلوم في كل من الأفراد والمجتمع عن طريق تصميم البيئات وتنفيذ البرامج التي ترحب بأوسع نطاق ممكن من الجمهور وتلهمه وتترك لديه ذكرى. ونحن نعلم أنه لا توجد مؤسسة أو خبرة واحدة يمكنها أن تبني رأس مال علمي لدى الإنسان وحدها؛ وبالتالي، علينا أن نعمل بالتعاون مع المؤسسات والمبادرات العلمية الأخرى لزيادة تأثيرنا في الزوار إلى أقصى حد.

علاوة على ذلك، ساعدتنا الأماكن الجديدة للأكاديمية على تقديم أنشطتنا في مجال المشاركة في العلوم في ضوء جديد مكّننا من تأمين التمويل. وبالتفكير بشكل إبداعي حول ما تجيد مؤسستكم فعله وكذلك ما هو مهم بشكل أساسي بالنسبة لكم، فستنشأ فرص قد تربحكم المال أو تتحمل تكاليف أخرى عنكم.


 

«متحف القمر» للوقا جيرام
 بمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، المملكة المتحدة.
نُشرت بموافقة أمناء متحف التاريخ الطبيعي 2019.
(إعلام دير وهير)

 

جلسة يوجا في قاعة هينتز بمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، المملكة المتحدة. نُشرت بموافقة أمناء متحف التاريخ الطبيعي 2019.

العرض المسرحي «الأرض الأكبر»
 بمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، المملكة المتحدة.
نُشرت بموافقة مارك دويت.

معرض في «دي ستوديو» بمتحف نيمو للعلوم في أمستردام، هولندا.
نُشرت بموافقة متحف نيمو للعلوم.

 

«دي ستوديو» بمتحف نيمو للعلوم في أمستردام، هولندا.
نُشرت بموافقة متحف نيمو للعلوم.

أكاديمية SMG بمتحف العلوم في لندن، المملكة المتحدة.
نُشرت بموافقة متحف العلوم. 

 

راشدون يتفاعلون في معرض «دي ستوديو» بمتحف نيمو للعلوم في أمستردام، هولندا. نُشرت بموافقة متحف نيمو للعلوم.

 

تؤثر المشاركة في العلوم على تشكيل رأس المال العلمي.
نُشرت بموافقة متحف العلوم.

أكاديمية SMG بمتحف العلوم في لندن، المملكة المتحدة.
نُشرت بموافقة متحف العلوم.

   

 


نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية في العدد رقم 58 (ديسمبر، 2019) من مجلة «سبوكس» Spokes الإلكترونية التي تصدرها رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite تحت عنوان: «نماذج الأعمال» Business Models، ويمكنكم الاشتراك مجانًا في مجلة «سبوكس» من هنا.

قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون الرجوع إلى رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite.