الكتابة اليدوية، أم الكتابة على لوحة المفاتيح، أم مشاهدة الفيديو: أيها أفضل في تعلم القراءة والكتابة؟


بقلم: إيناس عيسى

بينما تغزو التطورات التكنولوجية حياتنا، تتراجع عديد من الممارسات التقليدية إلى الخلفية بغض النظر عن أهميتها. الكتابة اليدوية مثال على هذه الممارسات التي أُهملت وحل محلها الكابة على لوحة المفاتيح في العمل وفي المدرسة. وقد أثارت هذه القضية سؤالاً حول التأثير الحقيقي للكتابة اليدوية على محو الأمية وما هو أبعد.

حقق بحث جديد من جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية، نشر في دورية العلوم النفسية، في كيف يمكن أن تكون عملية الكتابة اليدوية مفيدة في تعلم لغة جديدة، مقارنة باستخدام لوحة المفاتيح أو مشاهدة مقاطع الفيديو. فأظهرت النتائج أن الكتابة اليدوية تساعد في تعلم مهارات معينة بشكل أسرع وأفضل بكثير من تعلم المادة نفسها بطرق أخرى.

يشير الباحثون إلى أن السبب يكمن في أن القدرة على الكتابة باليد تعزز التعلم السمعي والبصري. فينتج عن هذا تجربة حركية إدراكية توحد ما يتم تعلمه عن الحروف، وهي تجربة معقدة وغنية بشكلٍ مدهش على الرغم من أنها تبدو بسيطة للغاية.

 

لماذا يجب علينا تكريس بعض الوقت للكتابة باليد؟

تشير الأبحاث السابقة إلى أن ممارسة الكتابة قد تكون أكثر فائدة من الممارسة غير الحركية، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو لتعلم الحروف. ولا يتعلق الأمر باكتساب فن الخط، أو الاهتمام الأكبر، أو قضاء مزيد من الوقت في مهمة الكتابة اليدوية مقابل الظروف غير الحركية؛ بل يتعلق بالآثار والمهارات الهامة الناتجة عن فعل الكتابة اليدوية، مثل التعرف على الحروف وتصنيفها وتذكرها.

لمعرفة مزيد عن أهمية دور الكتابة اليدوية، أجرى الباحثون في الدراسة الأخيرة تجربة تعلم فيها 42 شخصًا الأبجدية العربية. قُسِّم المشاركون إلى ثلاث مجموعات من المتعلمين: مجموعة تكتب باليد، وثانية تستخدم لوحة المفاتيح، وثالثة تشاهد الفيديو.

تعلم الجميع الحروف واحدًا تلو الآخر من خلال مشاهدة مقاطع فيديو تُكتب مع سماع الأسماء والأصوات. بعد ذلك، طُلب من مجموعة مشاهدي الفيديو نطق الحرف الذي سيظهر على شكل وميض على الشاشة، وطلب من مجموعة مستخدمي لوحة المفاتيح العثور على الحرف على لوحة المفاتيح، وطلب من مجموعة الكتابة باليد كتابته على قطعة من الورق. على الرغم من أن المشاركين تمكنوا من التعرف على الحروف وارتكبوا أخطاء قليلة عند الاختبار، فإن المجموعة التي وصلت إلى هذا المستوى من الكفاءة بشكل أسرع من الآخرين كانت مجموعة الكتابة باليد.

بعد ذلك، أخذ الباحثون التجربة إلى المستوى التالي حتى يمكنهم تحديد إلى أي مدى يمكن للمشاركين استخدام الحروف التي تعلموها للتو في تهجئة الكلمات الجديدة واستخدامها لقراءة كلمات غير مألوفة. والمثير للدهشة أن مجموعة الكتابة باليد كانت أفضل في كل هذه الأشياء وانتهى بها الأمر بالمهارات اللازمة لمستوى الخبراء البالغين في القراءة والتهجئة.

قال المؤلف الرئيسي روبرت وايلي، طالب درجة الدكتوراه السابق في جامعة جونز هوبكنز، الذي يعمل الآن أستاذًا في جامعة شمال كارولينا: «الدرس الرئيسي هو أنه على الرغم من أنهم كانوا جميعًا يجيدون التعرف على الحروف، إلا أن التدريب على الكتابة كان الأفضل في جميع المقاييس الأخرى؛ فقد احتاجوا وقتًا أقل للوصول إلى ذلك». وأضاف: «من خلال الكتابة باليد، تحصل على تمثيل أقوى في عقلك يتيح لك دعم هذه الأنواع الأخرى من المهام التي لا تتضمن بأي شكل من الأشكال الكتابة اليدوية».

 

أخبار سارة للبالغين والأطفال

على الرغم من أن المشاركين في الدراسة كانوا من البالغين، إلا أن الباحثين يتوقعون أنهم سيرون النتائج نفسها في الأطفال؛ حيث أن النتائج لها آثار في الفصول الدراسية. وتشير النتائج أيضًا إلى أن البالغين الذين يحاولون تعلم لغة بأبجدية مختلفة يجب أن يضيفوا القلم والورق إلى أي طريقة يتعلمون من خلالها.

 

المراجع

journals.sagepub.com/Handwriting-Literacy-Learning

neurosciencenews.com/handwriting-reading-learning

journals.sagepub.com/Handwriting-Development-Brain