تأخير جرعة لقاح فيروس كورونا المستجد الثانية: سلاح ذو حدين


بقلم: نور هاني

بينما تستمر جائحة فيروس كورونا المستجد في الانتشار حول العالم، يسارع الأشخاص لأخذ اللقاح، والمتوفر حاليًّا بأعداد محدودة. ولأن العالم بأكمله بحاجة إلى اللقاح، دفع ذلك بعض الدول لتأخير الجرعة الثانية منه لتعطيها لآخرين ممن لم يتلقوا أي جرعة من اللقاح بعد. ولا شك أن النية حسنة، ولكن هل هو الفعل الصحيح؟

فيتخوف العلماء من أن يؤدي تأخير الجرعة الثانية من اللقاح إلى مزيد من التحورات الخطيرة في الفيروس؛ حيث سيطور الأشخاص الذين أخذوا اللقاح مناعة جزئية فقط ضده. يعتقد رامون لورينزو-ريدوندو، عالم الفيروسات بكلية فاينبرج للطب في جامعة نورث وسترن بشيكاغو، أن تأخير الجرعة الثانية من اللقاح مقامرة؛ إذ لم يتضح حتى الآن إذا ما كانت الجرعة الأولى ستعمل كما هو متوقع أم لا. وأضاف أنه على المسئولين «ألا يقامروا بأفضل أدواتهم لمحاربة الجائحة»؛ فأوضح قائلًا: «لا نريد دعم [التطور الفيروسي المحتمل] بتحصين السكان دون المستوى الأمثل.

وتأخير جرعة اللقاح الثانية يشابه «عدم استكمال جرعات المضادات الحيوية؛ فقد يؤدي انخفاض أعداد الأجسام المضادة التي تحدثها جرعة واحدة فقط إلى مكافحة العدوى جزئيًّا فقط. وقد يتيح ذلك مزيدًا من الوقت لبدائل الفيروس ذات الطفرات المناعية كي تنشأ وتترعرع وتنتقل إلى أشخاص آخرين».

من ناحية أخرى، لسارة كوبي، عالمة الوبائيات والأحياء التطورية في جامعة شيكاغو، رأي مختلف تمامًا؛ فتعتقد أن زيادة أعداد الذين يحصلون على الجرعة الأولى من اللقاح أفضل بكثير من إعطاء عدد أقل من الناس الجرعة الثانية دون تأخير. وتقول إنه حتى المناعة الجزئية أفضل من عدم وجود مناعة ضد الفيروس على الإطلاق، وأن جرعة واحدة «ستقلل بالتأكيد من انتشار العدوى».

يحتاج الأمر إلى كثير من الدراسة لتقرير إذا ما كان الأفضل تأخير جرعة اللقاح الثانية أم لا؛ لأن موضوع اللقاح بأكمله ما زال جديدًا ولا يمكن التنبؤ به، حتى من قبل العلماء أنفسهم.

 

المراجع