بقلم: نور هاني
في دراسة جديدة، يحقق العلماء في الحلقة المفقودة في العملية التي تؤدي إلى عصر جليدي على الأرض. في بحثهم، فحص فريق العلماء أرشيفًا صخريًّا يعود إلى 1.6 مليون سنة؛ ليجدوا أن الذوبان الجليدي في القطب الجنوبي ربما أثار بعض ردود الأفعال التي تسببت في عصور جليدية سابقة.
لطالما ارتبطت دورات العصر الجليدي بالتغيرات الدورية في مدار الأرض حول الشمس، وهذا بدوره «يغير كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى سطح الأرض». ولكن، يبدو أن الغموض هنا يكمن في الكيفية التي تؤدي بها هذه التغيرات الصغيرة في الطاقة الشمسية إلى تغييرات هائلة في مناخ كوكبنا.
فتظهر الدراسة أن جبال الجليد في القطب الجنوبي تبدأ في الانصهار أكثر فأكثر بعيدًا عن أنتاركتيكا عندما يكون مدار الأرض حول الشمس ملائمًا؛ ما يؤدي الى «تحويل كميات ضخمة من المياه العذبة بعيدًا عن المحيط الجنوبي وإلى المحيط الأطلسي». يصبح شمال المحيط الأطلسي أعذب ويصبح المحيط الجنوبي أكثر ملوحة، مما يجعل «أنماط دوران المحيط على نطاق واسع تبدأ في التغير بشكل كبير، ما يؤدي إلى سحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتقليل ما يسمى بتأثير الاحتباس الحراري». وكل هذه العوامل تدفع الأرض إلى الدخول في ظروف العصر الجليدي.
استخدمت تقنيات متعددة كجزء من الدراسة لإعادة بناء الظروف المناخية الماضية؛ فشملت هذه التقنيات «التعرف على شظايا صغيرة من صخور أنتاركتيكا سقطت في المحيط المفتوح نتيجة انصهار جبال جليدية». قال البروفيسور إيان هول، كلية علوم الأرض والبيئة: «تقدم نتائجنا الحلقة المفقودة حول كيفية استجابة القارة القطبية الجنوبية والمحيط الجنوبي للإيقاعات الطبيعية للنظام المناخي المرتبط بمدارنا حول الشمس».
علاوة على ذلك، استخدم الفريق نماذج تحفيز مناخية جديدة من أجل اختبار نظرياتهم، واكتشفوا أن الجبال الجليدية يمكنها بالفعل تحريك كميات هائلة من المياه العذبة. وأضاف البروفيسور هول أيضًا: «وبالمثل، نظرًا لأننا نلاحظ زيادة في فقدان الكتلة من القارة القطبية الجنوبية ونشاط الجبال الجليدية في المحيط الجنوبي، نتيجة الاحترار المرتبط بانبعاثات الغازات الدفيئة البشرية الحالية، تؤكد دراستنا على أهمية فهم مسارات الجبال الجليدية وأنماط الانصهار في تطوير أقوى التنبؤات لتأثيرها المستقبلي في دورة المحيطات والمناخ».
كذلك قال البروفيسور جرانت بيج، من قسم الجغرافيا في جامعة شيفيلد، الذي ساهم في محاكاة نموذج جبل الجليد: «إن النمذجة الرائدة للجبال الجليدية في النموذج المناخي أمر بالغ الأهمية لتحديد ودعم فرضية الحطام المتجمد على الجليد لتأثيرات المياه المنصهرة في القطب الجنوبي، التي تقود بداية الدورة الجليدية».
المراجع