حوارات أجراها:
أندرو ويتينجتون-دايفيس
مدير مشروع
رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية «إكسايت»
بروكسل، بلجيكا
Email
وجهات نظر
سرد القصة بأكملها
استكشاف مجالات الاعتماد خارج التعلم المدرسي
وكيف يمكننا جعل رأس المال البشري أكثر وضوحًا
| الوقت المُقدر للقراءة: 20 دقيقة
لقد أعاقت جائحة كوفيد-19 عديدًا من جوانب حياتنا؛ فأعاقت الأعمال ومراكز العلوم والمتاحف. كذلك غيرت نسيج مجتمعاتنا؛ وعندما تُرفع الستائر، سنرى كيف تغيرت الأمور وربما كيف يجب أن تتغير في المستقبل. في عالم التعليم – الرسمي وغير الرسمي – سلطت الجائحة الضوء على إمكانيات جديدة لنا، وتضغط علينا للنظر إلى الداخل والتفكير في التغيرات التي يمكن أن نقوم بها لدعم الأجيال المقبلة في اكتساب المهارات التي تحتاج إليها في هذا العالم المتطور تكنولوجيًّا.
على الرغم من أن التعلم غالبًا ما يحدث في بيئات رسمية أكثر، إلا أن كتلة كبيرة من التعلم تحدث في أماكن أخرى غير رسمية – المكتبات والمتاحف والمراكز العلمية ومختبرات التصنيع وما إلى ذلك. ولهذا النوع من التعلم أوجه متعددة؛ من تعلم كيفية استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، إلى اكتساب مزيد من المهارات والقدرات اللينة المتعلقة بالتعاون والتواصل والتفكير النقدي والقيادة. تتميز هذه المهارات بأنها ذات أهمية كبيرة في تشكيل رأس المال البشري [1] وهي المهارات التي يتزايد الطلب عليها من قبل أصحاب العمل [2]. مع ذلك، فإن هذا الشكل من رأس المال لا يسلط عليه الضوء في كثير من الأحيان مقارنة بالمؤهلات الرسمية عندما ينتقل الأفراد إلى العالم المهني؛ هكذا، قد يجد الأفراد أنفسهم غير مدركين لقدراتهم التعليمية الخاصة وغير متأكدين من كيفية إثبات قدراتهم للآخرين. لهذا السبب، برز البحث عن طرق لإقرار هذه المهارات المحصلة خارج الفصل الدراسي كنقطة رئيسية في جدول أعمال الباحثين وصانعي السياسات والحكومات لبعض الوقت الآن. وقد تستمر هذه الحاجة في النمو وفرض السيطرة بعد جائحة كوفيد-19، التي تجهد أسواق العمل في جميع أنحاء العالم وتدفع الأفراد إلى التوسع والإضافة إلى رأس مالهم التعليمي من خلال وسائل أخرى [3].
جلست رابطة المراكز والمتاحف العلمية الأوروبية مع الجامعة المفتوحة من المملكة المتحدة التي تؤدي دورًا رائدًا في توفير عروض تعليمية مفتوحة وحرة لملايين الناس، ومع مشروع تصميم التعليم من الولايات المتحدة الذي أنتج سلسلة من الاعتمادات الرقمية الصغرى، ومع «لاكاسمات» من فرنسا الذي أقام شراكة مع مؤسسة موزيلا لتشكيل مجموعة من أكثر من 40 بادرة مفتوحة، ومع مشروع SySTEM 2020 المموَل من الاتحاد الأوروبي الذي يقوم حاليًا بتحليل ما إذا كان تقديم مثل هذه المخططات الاعتمادية هو في الواقع مسار مرغوب فيه ينبغي لنا أن نسلكه. ويستكشف الجميع مسارات مختلفة لإقرار التعلم خارج الفصول الدراسية، ولكن تُلاحظ أوجه تشابه فيما بينها؛ من الرغبة في توفير فرص أفضل للوصول إلى التعليم، إلى الرغبة في زيادة الحافز في التعلم. في نهاية المطاف، يهدف كل نهج إلى تحقيق الشيء نفسه: منح الأفراد الوسائل لمشاركة قصصهم كاملة.
إيفانجيلوس كابروس
باحث
معرض علوم دابلن
دابلن، أيرلندا
Email | Twitter | LinkedIn
إيفانجيلوس، أهم الأشياء أولاً، سيكون من الجيد أن نسمع قليلًا عنك وربما تشرح سبب اختيارك لهذا الحوار.
أرتدي قبعتين: الأولى هي أنني أدير شركة تدعى «إندوريه»، حيث نبحث ونصمم تجارب التعلم متعدد الوسائط؛ والثانية أنني أيضًا زميل باحث مع معرض علوم دابلن في أيرلندا، حيث أعمل على مشروع SySTEM 2020 الممول من الاتحاد الأوروبي، وهو السبب الرئيسي لمشاركتي في هذا الحوار. هذا المشروع يبحث في الجوانب المختلفة لتعلم العلوم خارج الفصل الدراسي والنظام البيئي الأوسع للمتعلمين. كذلك نركز على المهارات والكفاءات الأبعد من التعلم، ولذلك فإننا نركز على أربع كفاءات رئيسية (أو «مهارات ناعمة»): التعاون، والتواصل، والتفكير النقدي، والإبداع؛ وكيف يمكننا تعقبها أو الاعتراف بها. والطريقة الوحيدة لعمل هذا هي الحصول على نوع من الاعتماد الذي يقر بوجود هذه الكفاءات وممارستها.
في كل المؤلفات، يبدو أن هناك خلطًا بين مصطلحي «الاعتماد» و«الاعتماد الأكاديمي»؛ هل يمكنك توضيح الاختلاف بين هذين المصطلحين لنا؟
نعم، هذا سؤال رائع لأنه لا يوجد تعريف موحد. مع ذلك، لقد بحثنا في مشروعات أوروبية أخرى وحاولنا أن نكون متسقين مع بعض الأعمال السابقة، ولكن عادةً ما يكون الاعتماد بالنسبة لنا نوعًا من الاعتراف باكتمال أو إنجاز في مهمة معينة. فيمكن إنشاؤه ذاتيًّا من قبل مدرب أو مؤسسة، سواء أكانت رسمية أم لا؛ ويطبق هذا لتحفيز المتعلمين أو لكي يشاركوه مجتمع أوسع. في المقابل، فإن الاعتماد الأكاديمي ليس ذاتي الصنع؛ فتكون هناك سلطة خارجية تتحقق من مستوى الكفاءة. وقد يكون أحد الأمثلة على الاعتماد الأكاديمي هيئة حكومية في امتحان القبول بالجامعة؛ فلا يتحقق من صحته معلمك أو حتى مدرستك، بل هناك سلطة خارجية تقول: «ستوصلك هذه النتائج إلى تلك الكلية أو الجامعة».
لذا، في مشروع SySTEM 2020، أنت تتطلع إلى بناء نوع من خطط الاعتماد؟ كيف سيعمل؟
نعم، نحن نركز أكثر على الاعتماد وليس الاعتماد الأكاديمي هنا. في SySTEM 2020 لدينا شركاء ممارسون – المؤسسات والمراكز العلمية والمتاحف – يديرون كل شؤونهم الخاصة في رؤية أنواع الاعتماد التي يمكن تكييفها حسب الموقع والمساحة. تلك هي عملية الاعتماد؛ وبالنسبة إلى الاعتماد الأكاديمي، فإنه من المبكر جدًّا الحصول على تعليم غير نظامي. هناك مشروع يسمى «بيان اعتراف بولونيا المفتوح» الذي يحاول جعل الاعتراف أسهل؛ ولكن مع ذلك، لم نصل بعد إلى الفضاء غير الرسمي لتنفيذ مثل هذا المخطط. فما زلنا بحاجة إلى البحث حول كيفية إنشاء وتوزيع مثل هذا المخطط وما هي التأثيرات على المتعلمين والمجتمعات والمؤسسات قبل أن نقرر أن هذا أمر مرغوب فيه.
ومتى سنصل إلى ذلك؟
في الواقع، هذا أمر معقد قليلًا؛ فما زلنا لا نعلم إذا كان هذا أمر مرغوب فيه. مع ذلك، لا يزال من المهم التركيز على هذا الموضوع لأنه يوجد الآن توتر بين مختلف القوى. فهناك بعض القوى في السوق حيث يوظف الأفراد بناءً على المهارات بدلاً من الشهادات أو التعليم الرسمي، وهناك بعض المجتمعات المحرومة تاريخيًّا التي استبعدت عادةً من التعليم الرسمي، والتي تعدُّ مهاراتها فرصةً للوصول إلى سوق العمل. وعلى الجانب الآخر، قد يكون التوظيف استنادًا على المهارات انحيازيًّا؛ فيمكن اعتبار الاختبار المعياري على أنه حماية للمحرومين. بشكلٍ عام، هذه مسألة تصميم وقوة، وهناك هذا التأرجح الكبير بين المهارات «الصعبة» و«الناعمة»، الذي لم يختفي على مدى القرنين الماضيين.
هل نرى التعليم كدافع لمجتمع منفتح وعادل وشامل؟
أم أننا نعتبره دافعًا حصريًّا للتوظيف؟
بمرور الوقت، سنحتاج إلى معرفة ما إذا كنا بحاجة إلى دفع البندول بطريقة معينة، أو كيفية تمويل المشروعات بالضبط، أو إذا كنا بحاجة إلى كسر هذه الدورة تمامًا.
إذا نظرنا إلى هذا على أنه أمر مرغوب فيه، فمن الذي سيستوعبه ويستخدمه؟ كيف سيعمل؟
في الوقت الحالي، يشير هذا إلى وجود بعض الفهم حول العائد الاقتصادي من تقدير المهارات، الذي قد يبدو منخفضًا في البداية. إن المهارات على البندول نفسه، كما ذكرت من قبل؛ المهارات المستخدمة لتحقيق الذات، أو للبحث عن عمل. لقد رأينا عديدًا من الأبحاث الأكاديمية بعد الحرب العالمية الأولى وفي السبعينيات، التي كانت تروج إلى المهارات أو الكفاءات باعتبارها طريقهم للعثور على وظيفة؛ ويبدو أن هذا يحدث مجددًا اليوم. أعتقد أن المخاطر يجب أن تكون عالية بالنسبة إلى المنظمات وصانعي السياسات لفهم القيمة؛ فيجب أن يأتي التغيير منهم. أرى تطبيقات مكان العمل وتعليم المستوى الثالث تنطوي على مخاطر عالية، وفي رأيي، أرى أنهم يجربون هذا أولاً، ما يوفر تأثيرًا أكبر في نشر هذا الفهم؛ ويمكن أن يتعلَّم تعلُّم العلوم خارج الفصل الدراسي من ذلك.
يتعلق الاعتماد الذي يركز عليه مشروع SySTEM 2020 بالأربعة عناصر التي ذكرتها سابقًا. هل هناك أية مناطق أخرى تركز عليها؟
كانت هذه نقطة البداية، ولكن ما نفعله في SySTEM 2020 هو أن لدينا بعض الاعتمادات المرتبطة بالمهارات «الناعمة» ولدينا أيضًا اعتمادات تتعلق بالمهارات «الصعبة»: على سبيل المثال، عند استخدام برنامج Tinkercad في مساحة قرصنة، فإننا نستخدم كل من الاعتماد الرقمي والمادي. وفي مشروعات بحثية أخرى يُنظَر في أبعاد محددة. الأمر المختلف هو أننا نحاول النظر إلى هذا الأمر بشكل منهجي. في المشروع، لدينا مناطق تبحث في رأس المال العلمي لنواة المتعلم؛ حيث ننظر إلى ما تعلموه بالفعل من خلال محافظ التعلم. فنحاول النظر في كل هذه الجوانب معًا، ما يجعل مشروع SySTEM 2020 فريدًا تمامًا.
كيف نصل إلى نقطة يتحول فيها الاعتماد، بأي شكل كان، إلى درجات معتمدة بالجامعة؟
ليس الأمر سهلًا. من السهل القيام بالعمل التقني البحت، وذلك بفضل مؤسسات مثل مؤسسة موزيللا Mozilla Foundation ومبادرات مثل «الأوسمة المفتوحة» Open Badges التي تتيح الآن لكل مؤسسة امتلاك البنية التحتية التقنية بسهولة. ومع ذلك، هناك جانبان آخران: الجوانب التقنية-الاجتماعية مثل قيمة الاعتماد وملاءمته، وهناك أيضًا الجوانب الثقافية-الاجتماعية. هل نتحدث عن اعتمادات كمنافسة أم أن لديها جانبًا للمشاركة مع مجتمعات أوسع؟ يمثل ذلك تحديًّا ونحتاج إلى تصميمه من خلال النظر في النظام الأوسع، ولهذا السبب من الصعب أيضًا إدخال الاعتمادات في الهياكل الحالية دون إعادة تصميمها. عليك أن تصمم لظروف محددة، وعلينا أن نأخذ في الاعتبار ديناميكيات القوة في النظام، ومن خلال تصميمها جيدًا يمكننا إقناع الجامعات، ووزراء التعليم والتعليم الصحي، وصانعي السياسات.
هل هناك خطر من إضفاء الطابع الرسمي على التعلم غير الرسمي؟
نعم، إضفاء الطابع الرسمي على النظام غير الرسمي يمثل مخاطرة كبيرة. يوجد بالفعل – على الرغم من أنه ليس لفئتنا العمرية المستهدفة (من 9 إلى 20 عامًا) – بحثًا عن التعليم بالألعاب أو ما يُعرف بالتلعيب يفيد بإحباط المتعلمين الأكفاء إذا لم يحصلوا على مكافأة كافية، وبالأخص إذا فعلت ذلك في بيئة غير رسمية قد تكون النتيجة محبطة للغاية، وهو ما يناقض النية الأصلية. هناك أيضًا خطر في التوظيف في مكان العمل من أنه إذا بالغ شخص ما في هذا النوع من النهج، فقد يفضل الأشخاص الذين لديهم إمكانية أكبر للوصول إلى الأماكن التي توفر هذه الاعتمادات، بينما الأشخاص الذين لديهم وصول أقل إلى التعليم غير الرسمي سوف يتعرضون للتمييز.
نحن نخاطر بتوسيع الفجوة
من الصعب دائمًا إدارة هذه البنية التحتية لجيل جديد لأننا لا نعرف كيف سيبدو المستقبل. هناك اقتباس من هانا أرندت التي كتبت ورقة بحثية عن «أزمة التعليم»؛ حيث تقول (وأنا أقتبس من الذاكرة) «عندما تعد الجيل الجديد للعالم الجديد، فإنك تضرب عن غير قصد فرصة الوافدين الجدد من فرصتهم الخاصة لما هو جديد». فنحاول التخفيف من هذه المخاطر في SySTEM 2020 من خلال المشاركة في تصميم الاعتمادات مع المتعلمين الذين هم في الفئة العمرية الأكبر سنًّا، ما يمنحهم الملكية وبالتالي يحصلون على فرصتهم الخاصة فيما هو جديد.
ما التالي للعمل الذي تقوم به في مشروع SySTEM 2020؟
ما زلنا نرسم خرائط للأنظمة البيئية المحيطة بالمتعلم. لكن في النهاية، نأمل أن يكون لدينا شيء قابل للتنفيذ لمجتمع التعلم غير الرسمي الأوسع، الذي سيوفر نوعًا من مجموعة أسئلة اعتماد تشخيصية يمكن استخدامها كمبادئ في مؤسستك. على سبيل المثال، إذا أجبت بنعم على أكثر من عدد محدد من الأسئلة، فربما يكون من الجيد لك تطبيق الاعتمادات في مساحتك المحلية.
أعتقد أننا كمجتمع نحتاج إلى أن نسأل: من لديه القدرة على تحديد المهارات المناسبة لأي غرض؟ في الوقت الحالي لست مقتنعًا تمامًا بضرورة التركيز على هذا في تعلم العلوم خارج مساحة الفصل الدراسي؛ فبدلاً من ذلك، في الواقع، يجب أن ننتظر. هناك دفعة ضخمة لتسويق الاعتمادات، وأعتقد أننا يجب أن ننتظر ونرى ما يحدث هناك.
ناعومي بوير
مديرة منتجات الاعتماد الصغير
مختبر تصميم التعليم
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية
Email | Twitter | LinkedIn
قد لا يعرف كثير من قراء مجلة سبوكس ماهية مختبر تصميم التعليم؛ فما قصة مختبر تصميم التعليم؟ وما دورك هناك؟
أنا ناعومي بوير؛ مديرة منتجات الاعتماد لمختبر تصميم التعليم، وهو مؤسسة غير ربحية مقرها في الولايات المتحدة. معظم عملنا محلي، ولكن لدينا عدد من الشركاء الدوليين أيضًا؛ ينصب تركيزنا الرئيسي على الانتقال من التعلم إلى العمل. كيف نساعد المتعلمين على الانتقال إلى مستقبل العمل؛ حيث نبني خط إنتاج مواهب قوي للغاية؟ نفعل بذلك باستخدام التفكير التصميمي لتحديد التحديات التعليمية ونتشارك تصميم الحلول مع المتعلمين والمعلمين وأرباب العمل والكيانات التعليمية.
يركز عملنا بشدة على الإنصاف والفئات المحرومة، ونحن نعلم فعلًا أن غالبية الأفراد في مؤسساتنا ما بعد الثانوية في الولايات المتحدة غير تقليديين. تسبب هذا في سلسلة من التحديات بالنسبة لنا: كيف نضع تلك الأغلبية من المتعلمين الجدد في وظائف؟ كيف نلبي احتياجات تلك المهارات عالية الطلب التي سمعنا أن أصحاب العمل يرغبون فيها؟ نعرف من أرباب الأعمال أنهم لا يستطيعون الحصول على المهارات والمواهب التي يحتاجون إليها، سواء من ناحية المهارات الفنية أو الشخصية. نسمي هذا الجانب المهاري الناعم مهارات القرن الحادي والعشرين بدلاً من ذلك.
لذلك، أنشأتم إطار القرن الحادي والعشرين؛ فكيف قام مختبر تصميم التعليم بهذا وكيف تشكل؟
هذا الإطار هو إطار للكفاءات، جاء من حاجة أصحاب العمل لمهارات القرن الحادي والعشرين في مكان العمل. وبالتالي، في حين أنه يستند إلى مهارات القرن الحادي والعشرين، فإن الفكرة الرئيسية وراءه هي أننا بحاجة إلى جعل التعلم مقصودًا وواضحًا وقابلاً للإثبات، بحيث يمكن نقله إلكترونيًّا حتى يتمكن الأشخاص من إظهار المهارات التي يعرفونها عند انتقالهم إلى العمل، فيما يشبه إلى حدِّ كبير درجة جامعية ما، وهي دليل على ما يعرفه شخص ما.
يعتمد الإطار نفسه على ثماني اعتمادات رقمية صغيرة: التعاون، والتواصل الشفوي، والتفكير النقدي، والمبادرة، والمرونة، والتعاطف، والطلاقة بين الثقافات، والحلول الإبداعية للمشكلات. ومكتبتنا المكونة من تلك الثمانية ليست شاملة تمامًا؛ فصممت مهارات القرن الحادي والعشرين هذه مع أصحاب العمل والخبراء في هذا المجال للتأكد من أن لغة الكفاءة تعكس طريقة التفكير التعليمية وطريقة تفكير صاحب العمل.
هذا مفيد للغاية لأصحاب الأعمال والجامعات؛ فكيف يفيد هذا المتعلم؟
نظرًا لأن مزيد من أصحاب العمل يتجهون نحو التوظيف القائم على المهارات، فإنه يمنحهم العملة لإظهار المهارات التي يعرفونها. يمكن منح هذا الاعتماد من قبل أي منظمة؛ من متحف أو مكتبة أو صاحب عمل إلي منظمة مجتمعية. ويمكن وضع تلك الاعتمادات الصغيرة في السيرة الذاتية لشخص ما أو على صفحته الشخصية على موقع لينكدإن LinkedIn؛ فيمكن لأصحاب الأعمال النقر عليها لتظهر المهارات التي يعرفونها ويمكنهم عملها. كذلك يمكنهم متابعة المسار لمعرفة شرعية المنظمة التي قدمت هذا الاعتماد؛ واعتمادًا على البيانات الوصفية التي وضعتها المؤسسة المضيفة في هذا الاعتماد الرقمي، يمكن للأفراد أيضًا رؤية التقييمات التي استخدمت، وتوضح هذه البيانات الوصفية للأشخاص أن هذا الاعتماد ذا مغزى وصلة.
تعد هذه الاعتمادات الصغيرة طريقة للمتعلمين لتوثيق تعلمهم،
لتصبح عملتهم في سوق العمل
تقولين إن المتعلم يمكنه عرض هذه «العملة»؛ فهل هناك نوع من الشارة أو الختم؟
نعم هنالك. في مختبر تصميم التعليم، استخدمنا الاعتماد الرقمي الصغير كعملية وتجربة التعلم، في حين أن الشارة هي المنتج النهائي الظاهر أو التذكار الرقمي النهائي الممثل لتجربة التعلم. ومع ذلك، نحن لسنا منصة لإصدار الشارات؛ نحن نعمل مع عديد من المنصات التي تعرض الشارات، والتي تأخذ إطار عملنا وتستخدمه لتغذية النظام الأساسي الخاص بالمنصة.
كيف يمكنك تقييم هذه الأنواع من المهارات، لا سيما التعاطف؛ فكيف يمكنك إثبات أن المتعلم قد أظهر تعاطفًا ومن ثم يمكن منحه شارة؟
هناك أربع كفاءات فرعية تحت كل واحدة من الثمانية التي ذكرتها؛ تلك الكفاءات الفرعية ملموسة أكثر ويمكن إظهارها لأن الكفاءات تحتاج إلى تعليمها حتى الإتقان. فيجب أن تكون قادرًا على إثباتها؛ على سبيل المثال، الأربعة كفاءات تحت التعاطف هي: الاستماع النشط، وتوفير التصديق، وتحديد احتياجات الآخرين وقيمهم، ودمج وجهات نظر متنوعة.
إجمالاً، لدينا 23 كفاءة فرعية، وليس 32؛ حيث ترتبط بعض الكفاءات الفرعية باعتمادات صغيرة أخرى. لذا، إذا أخذنا التعاطف على سبيل المثال، فإن «الاستماع النشط» هو إحدى الكفاءات الفرعية؛ ومع ذلك، فإن «الاستماع النشط» هو أيضًا كفاءة فرعية للتعاون والتواصل الشفهي (الصورة أ).
الصورة أ: خريطة الكفاءات الفرعية لمهارات القرن الحادي والعشرين
من هذا، أعتقد أن معظم أعضاء هيئة التدريس لدينا وجامعاتنا وكلياتنا سيقولون «هذا موجود في تعليمنا العام بالفعل»؛ ومع ذلك، فليس بالضرورة أن يكون صريحًا للمتعلم أن هذه هي المهارات المحددة التي يتعلمونها. فليس من المقصود أن يفهموا أن ما يفعلوه يظهر مهارة معينة، كما أنه لا يتم تدريسها لإتقانها؛ على سبيل المثال، يمكن أن تكون في فصل للخطابة العامة ويمكنك تقديم عرض تقديمي، ولكن قد تقيم حول الموضوع وليس بالضرورة المهارات المحددة المتعلقة بالاتصال الشفوي. يؤدي هذا إلى حصولك على درجة C على مهارة معينة ذات مغزى حقًّا لصاحب العمل، ولكن صاحب العمل هذا ليس لديه فكرة لأنك حصلت على A في الفصل. في نصوصنا المدرسية، لا يوجد ما يقول «في هذا الفصل، اكتسبت هذه المهارة ويمكنني إثبات ذلك»؛ فتقودنا كفاءاتنا الفرعية إلى هذا الهدف وتساعدنا على التحرك في هذا المسار.
لقد ذكرتي أن أي منظمة يمكنها استخدام هذا الإطار؛ فكيف ستفعل ذلك؟
يمكن استخدام الاعتماد الرقمي في إعدادات التعلم الرسمي وغير الرسمي؛ ولتسهيل الأمر، نشرنا منذ حوالي 18 شهرًا مجموعة أدوات متاحة علنًا على موقعنا الإلكتروني. نحن نقدم المحتوى والتقييمات ونماذج التقييم؛ وهناك أكثر من 1000 مؤسسة تمكنت من الوصول إلى إطار العمل هذا وتطبقه بطرق مختلفة، بدءًا من رسم الخرائط إلى مناهجها الحالية ودمجها في تقديم الاعتمادات باعتبارها مستقلة. مثلما ذكرت، لا ينشر هذا الإطار في الولايات المتحدة فقط؛ فنعمل حاليًّا أيضًا مع مجموعتين في جنوب إفريقيا لنشرها بين المنظمات المجتمعية وجامعة في باكستان.
ما التالي لمختبر تصميم التعليم؟
نحن نعمل في ظل التحسينات المستمرة؛ لذلك نعمل باستمرار على تحسين اعتماداتنا الحالية وتطويرها، وكذلك تحديث الموارد. أنا شخصيًّا أعتقد أن محو الأمية الرقمية شيء نحتاج إلى إضافته إلى مكتبتنا؛ ومع ذلك، لا أعتقد أن كل شيء في العالم يحتاج إلى اعتماد معه، فأرى أن هذا جزء من المعادلة الشاملة. إنها تجربة التعلم التي ينظمها المتعلمون بأنفسهم، والتي تعد مهمة أيضًا. فيُعد الاعتماد الرقمي وسيلة لنا حتى نتمكن من التواصل وأن نصبح قابلين للاكتشاف رقميًّا في عالم تقوده الرقمية، ما يدفع إلى مزيد من حافظات المتعلم ذات السيادة الذاتية التي تعمل لصالحهم ويمكن نشرها تعليميًّا أو لصاحب العمل. هدفنا هو تمكين التحول المنهجي، وإعطاء المنظمات الهياكل للقيام بذلك مع مجتمعهم؛ لأننا بشكل عام نعتقد أن تمكين جميع المتعلمين ليكونوا ناجحين ضرورة أخلاقية.
يونا نويكي
مديرة المختبرات المفتوحة
«لاكاسمات» La Casemate
جرينوبل، فرنسا
Email | Twitter
يونا، شكرًا لانضمامك إلينا. هل يمكنك أولاً تقديم نفسك وتقديم «لاكاسمات» La Casemate؟
أنا يونا؛ رئيسة المختبرات المفتوحة في لاكاسمات. وهو مركز العلوم والتقنيات في جرينوبل، ويقع في جنوب شرق فرنسا وقد أنشئ في عام 1979. فكرتنا هنا هي المشاركة، والترويج، والشرح لإدخال مجتمعنا في العلوم.
لديكم برنامج شارات مفتوحة أطلقتوه مع مؤسسة موزيللا؛ تُسَموها شارات مفتوحة، صحيح؟
أجل، هذا صحيح. لدينا إجمالي 40 شارة يمكن منحها لأعضاء المجتمع من خلال أنشطتنا. بدأنا في عام 2012 بتجهيز أنفسنا بمختبر تصنيع، أو «فاب لاب» Fab lab (الصورتان «ب» و«ج»)؛ ولكن بعد ذلك بدأنا في التفكير: «يأتي المواطنون إلى مختبرنا التصنيعي ويصنعون شيئًا أو يستخدمون أداة معينة، وكل هذا جيد وحسن، ولكن سيكون من الجيد إذا كانت هناك طريقة ما للتعرف على ذلك». من هنا أتت شاراتنا المفتوحة في عام 2017 مع مؤسسة موزيللا؛ حيث يمكن منح الأفراد المشاركين في لاكاسمات شارة لتعلم كيفية استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، على سبيل المثال.
الصور ب وج: معمل تصنيع لاكاسمات
يمكننا الاستمرار في إنتاج ما نراه مناسبًا من الشارات،
طالما أن هناك رغبة من المتعلم أو المعلم أو المجتمع
إذًا، من الناحية العملية، إذا كنت متعلمًا، كيف يمكنني الحصول على إحدى هذه الشارات المفتوحة؟
لدينا مختبران مفتوحان في لاكاسمات: لدينا مختبر التصنيع؛ حيث يمكن للمتعلمين استخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد أو طابعة الليزر وتعلم كيفية استخدامها، ومن ثم منحهم شارة يمكن عرضها في مختبرات التصنيع الأخرى. كذلك لدينا مختبر الوسائط الخاص بنا؛ حيث يمكن للمتعلمين كتابة المقالات أو المساعدة في تنظيم الهاكاثونات، ونحن نعترف بعملهم في هذا أيضًا بشارة رقمية. تحتوي هذه الشارات على جميع المعلومات حول نوع المهارات التي اكتسبتها، ولا نقدم اعتمادات المهارات العملية فقط، بل نقدم أيضًا اعتمادات لمزيد من المهارات غير الرسمية مثل القيادة والتعاون. تهدف هذه الشارات إلى أن تكون قابلة للنقل حتى يتمكن المتعلمون من الذهاب إلى مختبر تصنيع آخر ويقولون: «حسنًا، انظر، لدي شارة طابعة ثلاثية الأبعاد من لاكاسمات، ربما يمكنني استخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد؟»
وكيف استقبلت هذه الشارات المفتوحة واعترف بها من قبل المجتمع والمراكز العلمية الأخرى؟
نرى أن الشارات المفتوحة ذات قيمة كبيرة وشيء يحتاج إلى مزيد من الاهتمام في المستقبل؛ تكمن الصعوبة في قبول مجتمعك لهم. في فرنسا، هذا النظام لا زال في مهده؛ فتفكر مختبرات التصنيع بجدية في كيفية استخدامها، وكيفية تبادل الشارات من مكان إلى آخر. على سبيل المثال، مع «القبة» Le Dôme في كاين، فرنسا، بدأوا المبادرة نفسها في الوقت ذاته، لذلك تأكدنا بيننا من التعرف على شارات بعضنا البعض – هكذا، إذا جاء إلينا شخص من القبة حاملًا شارة، يمكنه استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد بدون كثير من التدريب. ونحاول الآن إنشاء هذا المجتمع ونظام الاعتراف هذا بين أقراننا لتحفيز مجتمعنا على المشاركة بشكل أكبر في الأنشطة في لاكاسمات.
هل خشيتي أن يؤدي الإتيان بهذا النوع من الشارات إلى المخاطرة بفقدان عفوية التعلم غير الرسمي؟
يعتمد هذا على كيفية استخدامك للشارات وإلى أي مدى تضفي الطابع الرسمي عليها. بالنسبة لنا، فهو مجاني ومفتوح للغاية، لذا يمكننا الحفاظ على العفوية. إنه حقًّا فقط للاعتراف بالجمهور الذي يدرج نفسه في برنامجنا ودفعه، والسماح له باختيار المهارات التي يريدون الاعتراف بها. على سبيل المثال، يمكنهم استخدام هذه الشارات المفتوحة لإظهارها لصاحب العمل أو للجامعة. ولكن، كما قلت، هذه الأيام المبكرة جدًّا، ونحن نحافظ على تنفيذ هذا الأمر على نطاق صغير لنرى كيف تعمل هذه الطريقة الرسمية للاعتراف بأنشطتنا في مؤسسة صغيرة.
ما الفرق بين تعلم كيفية استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد في مختبر التصنيع مقابل مدرسة؟
ما يختلف هو الطريقة التي تتعلم بها؛ في فرنسا، لدينا مدارس ذات طريقة مؤسسية ومركزية للتعلم، بينما في مختبر التصنيع نركز أكثر على تلك التجربة العملية. في المدرسة، قد تتعلم تاريخ الطابعة ثلاثية الأبعاد، ولكن في مختبر التصنيع، يمكنك أن تصبح المستخدم وتستكشف الأداة؛ فأساليب التعلم ليست هي نفسها، والحافز ليس هو نفسه. هل أقول إن أحدهما أفضل من الآخر؟ لا؛ أعتقد أنها مكملة بعضها لبعض. ما تفعله مختبرات التصنيع وأماكن التعلم غير الرسمية الأخرى هو توفير مزيد من الإتاحة إلى الأشخاص الذين قد لا يتمكنون من الوصول إلى عديد من مؤسسات التعلم الرسمية. ما نقوله هو أن لديك مهارات؛ لديك معرفة بالفعل ولكنك لا تعرفها بعد لأنه لم يعترف بها في النظام المدرسي. أنت تتعلم حتى تذهب إلى الجامعة، ثم خلال حياتك كشخص راشد يكون ولوجك أقل إلى الجامعة لأنه ليس لديك الوقت أو المال.
لا يحددك ما تتعلمه بين سن الصفر والخامسة والعشرين
ما التالي بالنسبة لك والشارات المفتوحة؟
أعتقد أن هدفنا الرئيسي هو معرفة كيف يمكننا بناء هذه الشبكة وفتحها أمام مزيد من الأشخاص في جميع أنحاء البلاد، والتعاون مع ليس فقط مختبرات التصنيع، ولكن مع المتاحف الأخرى وأماكن التعلم غير الرسمية أيضًا.
باترينا لو
رئيسة التعلم المفتوح
الجامعة المفتوحة
المملكة المتحدة
Email
شكرًا لجلوسك معنا، باترينا. إذًا، فأنت تعملين مع الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة منذ حوالي 20 عامًا الآن إذا كنت محقًا؟
هذا صحيح، وأنا أعمل مع فريق التعلم المفتوح منذ سبع سنوات حتى الآن.
فما هو برنامج التعلم المفتوح وكيف بدأ؟
بدأ البرنامج في عام 2006 بمنحة من مؤسسة هيوليت في أمريكا كجزء من حركة الموارد التعليمية المفتوحة الدولية (OER)؛ كان هذا قبل الدورات التدريبية المفتوحة على الإنترنت (MOOC) وقد كانت حركة تقول حقًّا «دعونا نضع محتوى التعلم على الإنترنت مجانًا». بعد نفاد المنحة الأولية، قررت الجامعة المفتوحة أن تستمر منصة التعلم المفتوح لعمل شيء أكثر إنصافًا للعالم. منذ إطلاق البرنامج، أصبح يضم الآن أكثر من 15000 مقال، و2500 مقطع فيديو، وأكثر من 1000 دورة تدريبية.
الهدف من ذلك هو إظهار عمل الجامعات المفتوحة، ولكن أيضًا توفير الفرصة للأفراد لتعلم شيء ما حول موضوع معين دون التسجيل في دورة رسمية؟
نعم بالضبط؛ إنه عرض للجامعة المفتوحة، فضلاً عن كونه لفتة خيرية، وما نريده هو تشجيع الناس على أن يكونوا متعلمين موجهين ذاتيًّا. ولكن عندما أقول ذلك، فإن الاختلاف بين التعلم المفتوح ومحرك الدورات التدريبية المفتوحة على الإنترنت، على سبيل المثال، هو أن التعلم المفتوح يستخدم برمجيات مفتوحة المصدر (Moodle)؛ حيث ينشر 99٪ من المحتوى بموجب ترخيص المشاع الإبداعي. هذا يعني أنه يمكن لأي شخص إعادة استخدام المواد ومشاركتها، من مركز العلوم إلى نادي ما بعد المدرسة.
الحديث على موقع التعلم المفتوح عن كسر الحواجز في التعليم؛ فما العوائق التي يشير إليها التعلم المفتوح في التعليم؟
الولوج إلى التعليم. عندما ننظر إلى التركيبة السكانية للأشخاص الذين يدرسون باستخدام التعلم المفتوح، نجد أن هناك، من حيث المقارنات مع عامة السكان، أعدادًا أكبر من المتعلمين المعوقين الذين يستخدمون الموقع مقارنةً بعموم المتعلمين لدينا. نرى أيضًا مجموعات أخرى تستخدم التعلم المفتوح؛ الأشخاص الذين ليست اللغة الإنجليزية لغتهم الأولى، وأشخاص من خلفيات اجتماعية اقتصادية منخفضة، وأشخاص ليس لديهم مؤهلات على الإطلاق.
إنه حقًا للوصول إلى الأشخاص الذين لم يكن بمقدورهم أبدًا تحمل تكاليف
الانتقال إلى الجامعة وكانوا حريصين على تقوية مهاراتهم بمعرفة نظرية
ولكن بمهارات ذكية ومعرفة أيضًا
ربما لديهم سؤال ويريدون معرفة مزيد عن الإرهاق الرياضي؟ أو أتساءل ما الذي يجعل التواصل فعال في العمل؟ فنحاول تقديم شيء يمكنهم إظهاره لصاحب العمل، حتى لو لم يكن معتمدًا. أو إذا أرادوا ذلك، فقد يشجعهم ذلك على متابعة هذا الاهتمام للحصول على درجة رسمية في الجامعة المفتوحة.
أنت تقولين إنها غير معتمدة أكاديميًّا، ولكن يمكن للمتعلمين الحصول على شارة؟
في الواقع، لدينا أكثر من 60 دورة تدريبية تحمل شارة؛ للحصول على الشارة، يلزم ما لا يقل عن 24 ساعة من التعلم عبر الإنترنت، والتي تقيم باستخدام الاختبارات عبر الإنترنت. لقد بدأنا العمل بالشارات في عام 2015، وقد كان ذلك بعد وقت قصير من بدء حركة الشارات المفتوحة في أمريكا. وساهمت الجامعة في تطوير هذه الشارات المفتوحة بحيث يمكن استخدامها من قبل Moodle للجميع. فوجدنا أن إصدار الشارة كان له تأثير كبير على دوافع الناس، وخاصة الأفراد الذين لديهم تحصيل تعليمي منخفض. كان يهدف إلى زيادة ملفهم الشخصي على LinkedIn أو سيرتهم الذاتية، وقد حظيت فكرة الشارات بشعبية كبيرة. في غضون 12 شهرًا، أصدرنا أكثر من 76000 شارة، وارتفع عدد الشركاء الخارجيين الراغبين في الشراكة معنا لإنشاء دورات دراسية تحمل شارات، على سبيل المثال Dangoor Education، الذي يركز على إشراك الأشخاص في مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ونحن على اتصال مع JobCentre Plus وهو جزء من وزارة العمل والمعاشات التقاعدية في المملكة المتحدة لمساعدة الناس على تحسين المهارات والعثور على وظيفة. كذلك نعمل مع مكتب معايير التطوير المهني المستمر في المملكة المتحدة، لذلك عندما تعرض شاراتنا على صاحب العمل، يكون لديه نوع من العملة ليقول إنك تعلمت التواصل والمرونة والعمل الجماعي، على سبيل المثال.
لذلك، فمن خلال هذا، أنتم توسعون حقًا ما يمكننا عرضه لأصحاب الأعمال أو الجامعات المستقبلية؟
أجل؛ ما أراه سيحدث هو أنه سيكون لديك سجل رقمي عندما تتخرج، إلى جانب شاراتك الرقمية؛ شيء يمكن لصاحب العمل أو منظمة التوظيف التحقق منه رقميًّا، أي بيانات وصفية لإنجازاتك من شأنها أن تكشف الكفاءات التي حصلت عليها.
هل ترين رغبة متزايدة في مهارات أكثر نعومة في مكان العمل، على سبيل المثال، وكيف يمكننا أن نبدأ في التحرك نحو إظهار قيمتها بشكل أكبر؟ فللوهلة الأولى، قد يبدو العائد الاقتصادي من وضع كثير من التركيز عليها منخفضًا.
هذا سؤال جيد؛ لقد صدرت عدة تقارير حول هذا الموضوع. فنشرت مجموعة من الدراسات التي تسلط الضوء على المهارات التي تفتقر إليها الأعمال في القوى العاملة بما في ذلك أهمية المهارات الشخصية – التواصل والقيادة والتعاون، سمها ما شئت – وهي موضع تقدير كبير لأرباب العمل. فيما يتعلق بالاعتماد الأكاديمي، ما زلنا لا نخصص ائتمانًا رسميًّا لشاراتنا. ولكن، من منظور الجامعة المفتوحة، فإن دعوة الاستيقاظ تلك تعني أن هذه المهارات الآن هي بالفعل تحت دائرة الضوء من حيث كيفية دمجها في المناهج الدراسية الرسمية للحصول على هذا النهج الأكثر شمولًا للتعلم.
في بعض الجوانب، تفتقر الدرجات تلك العناصر التي نريدها في بيئة العمل.
العمل الجماعي، والقيادة، وكل تلك العناصر المختلفة،
أنت لا تحصل عليها في الجامعة بالضرورة
كيف تدمج هذه المهارات في درجة علمية في تاريخ الفن؟ هذا تحدٍ ليس لدي إجابة عليه حتى الآن، ولكنني متأكدة من أن زملائي في قسم التاريخ لديهم إجابة!
كيف غيرت الجائحة الأمور في التعلم المفتوح؟ وهل تتوقعين تغيير نظرتنا إلى التعليم بعد هذه الفترة؟
أعتقد أن الجامعة المفتوحة على وجه الخصوص تنجذب إلى كثير من المناقشات حول المناهج الوطنية لتحسين مهارات الناس، بسبب تأثير فقدان الأشخاص لوظائفهم. فلم يتوقع أي منا زيادة خمسة أضعاف في المتعلمين بين عشية وضحاها على التعلم المفتوح أعتقد أنه فيما يتعلق بالتعليم على نطاق أوسع، أود أن أقول أن التأثير سيكون في كيفية تدريسنا وأنواع الدورات التي يمكن تقديمها عبر الإنترنت. بالتأكيد، نحن لا ندرس الطب في الجامعة المفتوحة، ولكن يمكنك تدريس قدر كبير من كل شيء آخر عبر الإنترنت بشكل ما. على سبيل المثال، لدينا نظام كامل يعمل على التعلم المفتوح يتيح لك استخدام التلسكوبات في تينيريفي وأنت مرتاح في منزلك. وتتزايد خيارات التعلم عن بعد والتعلم المجاني للمتعلمين من جميع الأعمار؛ فيشجع البالغين على التعلم مدى الحياة، ولكن ما نريد رؤيته هو تشجيع الشباب أيضًا. آمل أن يكون هذا هو المكان الذي نرى فيه التعليم يتغير بعد ذلك؛ فيمكننا أيضًا إعادة التفكير في كيفية وصول الشباب إلى التعلم طوال حياتهم، وليس مجرد احتوائهم داخل مبنى رسمي.
ما التالي لبرنامج التعلم المفتوح؟
مزيد من الشراكات مع مزيد من الأعمال التجارية والحكومية والخيرية والمنظمات لتوسيع نطاق وصولنا؛ فنجري حاليًّا أيضًا استبيانًا كبيرًا لمعرفة من سجل هذا العام ولماذا، ومعرفة ما فعلته الجائحة لمتعلمينا وكيف غيرت هذا المشهد. أعتقد أنه بمجرد إصدار هذه البيانات في وقت لاحق من العام، سنعرف أكثر.
[1] Patrick, W., 2010. Recognising non-formal and informal learning outcomes, policies and practices: Outcomes, policies and practices (Vol. 2009, No. 35). OECD publishing.
[2] World Economic Forum, 2016, January. The future of jobs: Employment, skills and workforce strategy for the fourth industrial revolution. In Global challenge insight report. Geneva: World Economic Forum.
[3] Organisation for Economic Co-operation and Development (OECD), 2020. The potential of online learning for adults: early lessons from the COVID-19 crisis.
|
نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية في العدد رقم 70 (يناير، 2021) من مجلة «سبوكس» Spokes الإلكترونية التي تصدرها رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite تحت عنوان: «اخبار جيدة» ,Good News، ويمكنكم الاشتراك مجانًا في مجلة «سبوكس» من هنا.
قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.
لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون الرجوع إلى رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite.