ما الذي يحدث؟
تقريبًا جميع الصفات لها بعض التنوع بين أفراد النوع الواحد. لفهم كيفية حدوث هذا، يحاول العلماء أولًا وصف أو قياس مدى تنوع الصفة.
أحيانًا، يكون الأدق وصف الصفة بأنها مميزة، أي إن هناك عددًا صغيرًا من التنوعات المحتملة؛ ما يسهل من نسب الفرد لمجموعة معينة. على سبيل المثال، قد تلاحظ أن أفراد نوعٍ معينٍ من النبات لها ورود بيضاء أو حمراء وليس أي لون آخر بين هذا وذاك. هنا، عندما تنظّم بطاقات الآذان في مجموعتين (شحمة أذن حرة أو ملتصقة) فإنك تتعامل مع هذا التنوع على أنه صفة مميزة.
هناك صفات أخرى يكون وصفها بالمستمرة أدق، أي إن هناك كثيرًا من التنوعات المحتملة والتي قد تكون لانهائية. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الناس بأي طول أو وزن، ولن يكون من السهل إقرار من يمكن وصفه بأنه طويل ومن يعد قصيرًا في مجموعة من الناس. هنا، عندما تنظّم بطاقات الآذان في طيف مستمر؛ فإنك تصف شكل شحمة الأذن على أنها صفة مستمرة تتراوح من الحرة إلى الملتصقة.
عادةً يعتبر العلماء الصفات المستمرة صفات معقدة؛ إذ يتحكم فيها مجموعة من الجينات والأليلات، وغالبًا ما يضاف إليها تأثيرات من العوامل البيئية. ولأن الأمر يدخل فيه عديد من الجينات والأليلات يصعب توقع النمط الوراثي للصفة المعقدة بدقة. على سبيل المثال، قد يكون ابن لأبوين ذوي أطوالٍ مختلفة أقرب في الطول إلى أحد الأبوين عن الآخر، وقد يكون أطول من الأب الأطول أو أقصر من الأقصر، أو ما بين الاثنين. فيعتمد الطول على المجموعة المحددة من الأليلات التي يرثها الابن والظروف البيئية التي ينشأ فيها.
عادةً تكون الصفات المميزة صفات بسيطة، أي إنه يتحكم فيها جين واحد، وتتبع ما يعرف بأنماط الوراثة المندلية. ويسهل توقع النمط الوراثي للصفة البسيطة؛ لأن هناك عددًا محدودًا من النتائج في ظل الاحتمالات المعلومة.
في حين أن شكل شحمة الأذن لطالما وصف في كتب الأحياء الدراسية بوصفه صفة بسيطة مميزة، إلا أنك على الأرجح وجدت صعوبة في تحديد أين تضع الخط الفاصل بين الشحمات الحرة وتلك الملتصقة. فإذا قررت أن الطيف المستمر لشكل شحمة الأذن الطريقة الأكثر دقة في وصف التنوع، فلست وحدك. وتظهر الدراسات الأسرية والوراثية أن التصاق شحمة الأذن ليس صفة بسيطة في واقع الأمر، ولكنها صفة معقدة تتأثر بعدد من الجينات والعوامل البيئية.
|