ما الذي يحدث؟
الاختلافات في لون الجلد البشري تحددها الكميات، والأنواع المختلفة لعدة صبغات تدعى الميلانين وتنتجها خلايا الجلد. ولون الجلد صفة معقدة؛ فبخلاف الصفات الأبسط أحادية الجين، تنشأ الصفات المعقدة من إسهامات جينات عدة، وكذلك من العوامل البيئية.
في الكتل السكانية البشرية تؤثر عدة جينات ذات أليلات متعددة (متغيرات جينية) في لون الجلد. وعادة يستخدم العلماء الذين يدرسون لون الجلد آلات تسمى أجهزة قياس الطيف الضوئي لقياس كمية الضوء الذي ينعكس على جلد الذراع العلوي من الداخل أو الأرداف. (أي شيء من أجل العلم، أليس كذلك؟) ولأن هذه المناطق من الجسم بصفة عامة تستقبل قليلًا جدًا من ضوء الشمس؛ فهي تمثل لون الجلد الأساسي، والذي يكون تحت السيطرة الجينية بشكل كبير.
ربما لاحظت أن لون جلد ساعدك يختلف عن لون الجلد داخل ذراعك العلوي. فعندما يتعرض الجلد لضوء الشمس، قد تحث الأطوال الموجية فوق البنفسجية للضوء خلايا الجلد لإنتاج ميلانين ذا صبغة أغمق، ما يجعل الجلد أغمق لونًا. فيمكن للميلانين امتصاص الضوء فوق البنفسجي، ومن ثم يساعد على حماية الجزيئات في خلايا الجلد من الدمار الذي تسببه الشمس.
تؤثر عوامل عدة في كمية ضوء الشمس التي تصل إلى ساعدك، والتي بالتالي تؤثر في كمية الميلانين الإضافي الذي ينتجه الجلد في هذه المنطقة. في أي وقت من السنة؟ كيف يكون الطقس؟ هل تعيش في مكان مشمس أم مظلل؟ هل عادة ترتدي الأكمام الطويلة أم الأكمام القصيرة في الخارج؟ هل تضع واقيًا شمسيَّا على ذراعيك كل يوم أم لا؟ هل تقضي وقتًا طويلًا بالخارج أم القليل فقط؟
بمقارنة نتائجك بنتائج الآخرين قد تلاحظ أن بعض الناس تسمرُّ بشرتها أكثر من غيرها؛ أي إن هناك اختلافًا أكبر بين ذراعهم الداخلي والخارجي. وقد يكون هناك أسباب متعددة لذلك؛ منها الجيني ومنها البيئي. قد تشمل الأمثلة على التأثيرات البيئية هواياتك (إذا كنت تقضي معظم عطلات نهاية الأسبوع بالخارج في لعب الكرة، على سبيل المثال، بينما يقضي شخص آخر الوقت في التلوين بالداخل)، أو ثقافتك (إذا كنت، على سبيل المثال، تفضل ارتداء الملابس التي تغطي الذراعين)، أو عملك (العامل المكتبي، على سبيل المثال، قد يقضي وقتًا أقل في الشمس عن عامل البناء).
قد يكون عدم وجود اسمرار مرئي على الساعد بسبب عوامل جينية. فقد يصاب بعض أصحاب البشرة الفاتحة بسفعة الشمس عوضًا عن الاسمرار بفعل التعرض للشمس؛ فلأسباب جينية لا يستجيب جلدهم للضوء فوق البنفسجي بإنتاج ميلانين أكثر. والبعض الآخر من أصحاب البشرة الداكنة جدًّا قد ينتجون ميلانين أكثر في ضوء الشمس، ولكنه قد لا يكون ملحوظًا. بهذه الطريقة يكون لون الجلد تفاعلًا بين الجينات والبيئة؛ فيستجيب الناس من الأنواع الجينية المختلفة بطرق مختلفة للظروف البيئية نفسها.
|