ما الذي يحدث؟
بصفةٍ عامةٍ، ستحدث التغيرات الأكثر دراماتيكية في كتلة البيض ولونه وشكله أثناء الأربع وعشرين ساعة الأولى من التجربة. سيخسر البيض المنقوع في شراب الذرة جزءًا كبيرًا من كتلته وسيشبه الأكياس المترهلة. سيكتسب البيض المنقوع في الماء المقطر كتلةً ويظهر منتفخًا بشكل كبير. سيكتسب البيض في محاليل الملح المخففة كتلةً، وحتى تلك في المحاليل ذات التركيز العالي جدًّا قد تكتسب كتلةً. البيض المدفون في الملح أو أي وسيط جاف آخر يفترض أن يفقد كتلةً.
البيض المقشر يمثل نموذجًا جيدًا للخلايا البشرية. فبعد إزالة قشرة البيض، يتبقى غشاء رفيع (فعليًّا، غشاءان ملتصقان بعضهما ببعض بشدة). هذا الغشاء، مثل ذلك الموجود في الخلايا البشرية، يتمتع بنفاذية انتقائية؛ فيسمح لمواد معينة بالعبور من خلاله بينما يمنع غيرها من ذلك.
المواد التي يمكنها العبور بسهولة من خلال غشاء البيضة تتبع مبادئ الانتشار. فستتحرك من خلال الغشاء من الجانب الذي تكون فيه بتركيز أعلى إلى الجانب الذي يكون تركيزها فيه أقل (اضغط لتكبير الصورة التوضيحية أدناه). تلك الحركة ستستمر حتى يصبح التركيز على الجانبين متساويًا. وبينما تتسبب الحركة الجزيئية العشوائية في استمرار تحرك جزيئات منفردة ذهابًا وإيابًا عبر الغشاء، فإن التركيز العام في كل جانب سيبقى في توازن، بتركيز متساوٍ على الجانبين.
غشاء البيضة منفذ للماء. وتسمى حركة المادة المذيبة (مثل الماء) عبر غشاء شبه نافذ من محلول أقل تركيزًا إلى آخر أكثر تركيزًا «التناضح». عندما تنقع بيضة في محلول ذي تركيز أعلى للذائبة (الكمية النسبية للمادة المذابة) من تركيز الذائبة داخل البيضة، يتحرك الماء خارج البيضة إلى المحلول (انظر الرسم التوضيحي أدناه).
نتيجة ذلك تخسر البيضة كتلة وينتهي بها الأمر بشكل مفرغ. بطبيعتها تحتوي البيضة على كثير من المواد بداخلها، لذلك يجب أن يكون المحلول الخارجي مركزًا جدًّا ليحدث ذلك. يحدث هذا عندما تعالج بيضة بشراب الذرة أو تدفن في الملح. في المقابل، عندما تعالج بيضة بالماء المقطر أو محلول ملحي مخفف، يكون تركيز الذائبة أعلى داخل البيضة عن خارجها، فيتحرك الماء داخل البيضة، ما يزيد من كتلتها. قد يكون أسهل التفكير في التناضح من حيث تركيز الماء عوضًا عن تركيز الذائبة. فإذا كان تركيز الذائبة عاليًا، فإن تركيز الماء سيكون منخفضًا بالمقارنة.
يتكون كحول الأيزوبروبيل من 70% كحول على الأقل، أي أقل من 30% ماء. يفترض أن يتسبب هذا في تحريك الماء من البيضة إلى المحلول، ويجب أن تخسر البيضة كتلةً. بالإضافة إلى ذلك، قد تبدو البيضة بيضاء ومطاطية. يمكن للكحول الذي ينتشر داخل البيضة إفساد البروتينات، فيفكك هيكلها ثلاثي الأبعاد ويتسبب في تخثرها أو ربطها معًا. فتتحول بروتينات البيض من الشفافية إلى الأبيض عندما تفسد. في الطهي، تستخدم الحرارة لإفساد تلك البروتينات، ولكن ربما قد لاحظت أن الكحول «طها» البيض أيضًا وتسبب في أن يبدو مسلوقًا.
تتصرف أغشية البلازما في خلاياك مثلما تفعل أغشية البيض إلى حدٍّ كبيرٍ. فجميع تريليونات الخلايا في جسمك تشبه الموانئ الحافلة بالمواد الآتية والذاهبة. فيجب أن يمر الماء والأكسجين والمغذيات عبر غشاء البلازما إلى داخل خلاياك، ويجب أن تغادر المخلفات. عندما يكون تركيز الأكسجين أعلى في رئتيك عنه في دمك، مثلًا، ينتشر الأكسجين في خلايا الدم الحمراء عبر جدران الشعيرات الدموية. ومن ثم يحمل دمك المتدفق الأكسجين إلى أنسجتك؛ ومن هنا ينتشر الأكسجين في الخلايا الأخرى ليستخدم في التنفس الخلوي. من خلال عملية مشابهة، يتحرك الماء في المعدة إلى مجرى الدم ليُحمَل إلى الخلايا؛ حيث يدعم مجموعة متنوعة من الوظائف الجسدية الحيوية.
|