ما الذي يحدث؟
نحن معتادون على رؤية العالم حولنا مضيئًا بضوء ذي نطاق كامل من الألوان – وقد تطورت عيوننا تباعًا. ففي العين البشرية العادية هناك ثلاثة أنواع من المخاريط، أو مستقبلات اللون، كلٌّ منها حساس للضوء المحمر أو المخضر أو المزرق في الأغلب. وعندما تُحفز كلٌّ من الثلاثة على التوازي (مثلما يحدث عندما نستخدم المصابيح الثلاثة هنا) يدرك نظامك البصري «الأبيض» عوضًا عن الألوان الفردية للضوء.
إلا أن الألوان تبدو أنها تخدعك عندما تغير توازن الضوء: فقد تبدو سمكة صفراء اللون خضراء في ضوء ما، بينما تبدو رمادية في ضوء آخر. يأتي اللون المدرك لأي غرض تراه من الضوء المنعكس. على سبيل المثال، تبدو سمكة حمراء اللون حمراء لأنها تمتص كل الألوان المتعددة في الضوء الأبيض ما عدا اللون الأحمر، والذي تعكسه إلى عينيك. إلا أن الأغراض يمكنها عكس الضوء المتاح فقط؛ فلا يمكن لغرض أحمر اللون أن يبدو أحمرَ إذا لم يكن هناك ضوء أحمر ليعكسه؛ عوضًا عن ذلك فإنه ببساطة يبدو أسودَ.
إطفاء المصباح الأحمر يوازي تقريبًا تأثير الغطس عميقًا تحت الماء. فيميل الضوء الأبيض إلى فقد عنصره الأحمر عندما يمر خلال الماء، تاركًا ضوءًا أزرقَ وأخضرَ في الأغلب ليضيء بيئة ما تحت سطح الماء. في هذا الضوء الأزرق-الأخضر قد تبدو سمكة حمراء اللون سوداء، بينما تبدو سمكة صفراء اللون خضراء.
لتغير توافر الضوء في أعماق المياه عواقب مهمة بالنسبة إلى الكائنات المائية. ولأن قليلًا فقط من الضوء الأحمر يكون متوفرًا، تطورت كثير من الحيوانات المائية لتصبح غير قادرة تمامًا على إدراكه، مفضلةً إدراك الضوء الأزرق عوضًا عنه.
في الوقت ذاته، تطورت كثير من الكائنات الفريسة التي تعيش في أعماق يتخللها الضوء الأزرق، ولكن لا يتخللها الضوء الأحمر لتصبح حمراء اللون. فبالنسبة إلى مفترسيها تبدو سوداء تقريبًا، بحيث تختفي فعليًّا في الضوء الخافت في الأعماق.
|