بقلم: نور هاني
إنه لأمر مؤكد أن معظمنا، إن لم يكن جميعنا، قد شككنا في سلامة لقاحات كوفيد-19. فلنكن واقعيين، هل يعقل إنتاج هذا العدد من اللقاحات في أقل من عام واحد؟ لا بد من وجود استراتيجية ما تستخدم لإنتاج لقاح آمن وفعال في مثل هذا الوقت القصير.
ربما سوف نُصدم لمعرفة أن أسرع لقاح أُنتج في العالم استغرق أربع سنوات! وكان لقاحًا للأطفال للوقاية من التهاب الغدة النكافية. فمتوسط الوقت اللازم لإنتاج لقاح آمن وفعَّال هو نحو عشر سنوات؛ وليس ذلك فحسب، بل تكون فرصه نجاحه أقل من 10٪.
إذًا، ما الاستراتيجية أو الأساليب المستخدمة خلال هذه العملية لتسريع إنتاج اللقاح؟
أدى استخدام البيانات الموجودة لفيروسات مماثلة إلى قطع شوط طويل من العمل الشاق في هذه العملية. وتتمثل السنوات الأربع الأولى (المرحلة الأولى) من إنتاج اللقاحات في الوصول إلى النقطة التي يعتبر فيها المصل المرشح آمنًا وجاهزًا للاختبار على البشر الأصحاء بطريقة أخلاقية. حدث نفس الإجراء بسرعة كبيرة مع SARS-CoV-2 لثلاثة أسباب.
السبب الأول هو أن الفيروسات التاجية ذات الصلة أجري عليها بالفعل عديد من الأبحاث الموجودة، وخاصة فيروسات السارس SARS-CoV-1 وميرس MERS-CoV. ونتيجة لذلك، كان للقاحات المرشحة مخاطر وفوائد ساعدت في توفير معلومات عن تطوير لقاحات SARS-CoV-2 (الفيروس التاجي المتسبب في مرض كوفيد-19) المرشحة وإنتاجها. السبب الثاني هو أن المنصات التي استخدمت في لقاحات SARS-CoV-2 المرشحة مشابهة جدًّا لتلك التي درست على البشر. لذا، أدى كل ذلك إلى اختصار وقت طويل وتسريع العملية.
السبب الثالث هو الاستثمار! فعندما نتحدث عن اختراع مهم مثل لقاح لفيروس اكتشف حديثًا، فإننا نتحدث عن إنفاق مليارات الدولارات أو أكثر، والتي لن ترجع معظمها أبدًا. ما حدث هنا هو أن عددًا من المنظمات، بما في ذلك التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة CEPI، استثمرت أموالها في المراحل الأولى من تطوير اللقاحات، وأنشأت منصات يمكن استخدامها للتعامل مع المرض المجهول التالي أو «المرض س».
لقد عمل كل من المال والتجارب السريرية السابقة وعديد من التجارب معًا لإنشاء لقاحات متعددة في مثل هذا الوقت القصير للمساعدة في مكافحة الوباء. وقد أجريت مراحل العملية جنبًا إلى جنب في الوقت ذاته، وليست واحدة تلو الأخرى، بالإضافة إلى تمويل عالمي مفاجئ لاختراع اللقاح الخارق، كل ذلك ساعد في تسريع العملية.
فنأمل دائمًا أن يؤتي العمل الشاق للعلماء ثماره، وأن تنقذ تلك اللقاحات حياتنا بالفعل وأن تعد آمنة؛ ليس الآن فقط، بل على المدى البعيد أيضًا.
المراجع
https://www.msh.org/blog/2020/12/23/cutting-time-without-cutting-corners-covid-19-and-vaccine-development
https://www.health.gov.au/initiatives-and-programs/covid-19-vaccines/is-it-true/is-it-true-were-covid-19-vaccines-developed-too-quickly-to-be-safe