بقلم: إيناس عيسى
استخدم تتبع الأصابع في عملية التعليم منذ القرن العشرين عندما شجعت رائدة التعليم ماريا مونتيسوري الأطفال الصغار على تتبع الحروف الأبجدية المصنوعة من ورق الصنفرة بأصابع السبابة من أجل التعلم الفعال. بعد إتقان تسلسل تتبع الحرف، يغلق الأطفال أعينهم ويحاولون تذكره باستخدام خيالهم.
في الآونة الأخيرة، تم التحقق من صحة هذه الطريقة التي تعتمد على نهج متعدد الحواس، والتطبيق البصري والسمعي واللمسي والحركي، من خلال دراستين من جامعة سيدني. أظهرت الدراسات الجديدة كيف أن تتبع الأصابع يجعل عملية التعلم أسهل وأكثر تحفيزًا للأطفال والكبار. فسلطت الضوء على كيف أن استخدام تتبع الأصابع بالتزامن مع الخيال يمكن أن يعزز التأثير الإيجابي لمثل هذه العملية.
تحسين عملية التعلم
أبرزت الدراسات التجريبية السابقة باستمرار أن تتبع الأصابع يعزز التعرف على المحفزات البصرية، مثل الحروف والأشكال الهندسية، إلى جانب كونها فعالة في تعلم تعليمات أكثر تعقيدًا تتطلب مستويات أعلى من التفكير المجرد ومهارات حل المشكلات، مثل الموضوعات الرياضية في الهندسة وترتيب العمليات.
قارنت الدراسة الجديدة التسلسلات البديلة للتتبع مقابل التتبع ثم الخيال، ووجدت أن هذه الطريقة في تصوير موضوع ما، بعيون مغلقة، بعد بناء فهم أساسي من خلال التتبع، يعزز التعلم أكثر من التتبع بعيون مفتوحة. وبالإضافة إلى فحص نتائج التعلم، اختبرت الدراسة أيضًا الدافع والحمل المعرفي لفهم تأثيرهما في نتائج التعلم بشكل أفضل.
أظهرت النتائج أن التتبع يمكن أن يحسن أداء المهام عن طريق تقليل العبء المعرفي – أو المطالب المفروضة على العقل الواعي من خلال مجموعة من الأنشطة المعرفية. فيعمل بمثابة «إشارة ذاتية» حيث يوجه إصبع السبابة الانتباه إلى المعلومات الأكثر صلة، وبالتالي يقل البحث المرئي والحمل المعرفي. هذا يساعد على تحرير الموارد المعرفية المحدودة في عملية التعلم.
تجربة تتبع المثلثات
في الدراسة الأولى التي نُشرت في دورية «مراجعة علم النفس التعليمي» تعلم الطلاب خصائص الزوايا في المثلث؛ ثم وزع المشاركين على ثلاث مجموعات مختلفة: وجهت المجموعة الضابطة لوضع أيديهم في وضع مريح في أثناء دراسة الأمثلة العملية المقدمة. وطُلب من مجموعة التتبع استخدام أصابع السبابة لتتبع الأشكال، في حين وجهت مجموعة التتبع/التخيل لتتبع المثالين الأولين فقط، ومن ثم إغلاق أعينهم واستخدام أصابع السبابة لتتبع المثالين الأخيرين. بعد ذلك، طُلب منهم حل أمثلة «حساب الزاوية المفقودة».
من ثم، أكملت جميع المجموعات استبيانًا يقيس الدافع وأنواع الحمل المعرفي المختلفة في أثناء عملية التعلم. أظهرت النتائج أن الطلاب الذين تتبعوا الأشكال حلوا المسائل بسرعة أكبر مقارنة بالمجموعات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، أبلغوا عن مستويات أقل من الحمل المعرفي ومستويات أعلى من التحفيز في أثناء الدرس، مقارنة بتلك الموجودة في المجموعة الضابطة. أشارت النتائج أيضًا إلى أنه في بعض الحالات، ساعد التتبع ثم التخيل المشاركين في إنتاج حلول أسرع لأسئلة الاختبار من التتبع وحده.
تتبع النجوم
نُشرت الدراسة الثانية في دورية «بحث وتطوير تكنولوجيا التعليم»، وضمت مشاركين بالغين. تعلق الأمر بتتبع عناصر درس عن دورة حياة النجم على شاشة الكمبيوتر لاستكشاف كيف يمكن أن يساعدهم على التعلم. وجه المشاركون الأربعة وأربعون إما للربط بين النص وجزء مرتبط من الرسم التخطيطي أو إبقاء أيديهم في حجرهم.
فسجلت المجموعة الأولى انخفاضًا في الحمل المعرفي وزيادة في الاستمتاع بالدرس. بالإضافة إلى ذلك، عند اختبارهم فيما تعلموه، فإن أولئك الذين استخدموا أيديهم في أثناء الدراسة تذكروا مزيدًا من الحقائق الأساسية من الدرس. كذلك كانوا قادرين على نقل فهمهم لحل المشكلات التي لم يتم تناولها بشكل مباشر في الدرس.
المراجع
Sequencing Tracing with Imagination
Pointing and Tracing Enhance Computer-based Learning