بقلم: إيناس عيسى
لقد تطور مفهوم التعلم النشط مؤخرًا. وأصبح أكثر ضرورة بسبب جائحة كوفيد-19 وتحدياتها. فقد دفعت الجائحة المعلمين إلى ابتكار تقنيات وأنشطة جديدة لإشراك الطلاب والتغلب على الصعوبات التي يفرضها الوضع الجديد.
وما ساعد في ذلك انتشار التقنيات وأساليب التعلم الجديدة. أصبح المعلمون أكثر قدرة على تطبيق التقنيات الجديدة في عملية التعلم، بدلاً من الأساليب التقليدية التي لم تصبح فعالة كما كانت من قبل بسبب الظروف الجديدة. الآن، يحتاج الطلاب إلى مزيد من التفاعل والمشاركة والإثارة.
وقد أجري بحث جديد من جامعة كارنيجي ميلون لإظهار كيف ومتى يمكن أن تكون الأساليب المختلفة للتعلم النشط فعالة وجذابة.
مفهوم ونهج التعلم النشط
أظهرت الدراسات وجود صلة إيجابية بين الفوائد المعرفية الناتجة عن التعلم النشط والنجاح الأكاديمي. هذا بالإضافة إلى الدعم الاجتماعي والعاطفي؛ لأنه يعتمد بشكل أساسي على مفهوم التفاعل، بدلاً من الطرق التقليدية القائمة على أشكال التدريس الأكثر سلبية، مثل المحاضرات. ومع ذلك، اقتسم العلماء بين طريقتين للتعلم النشط، أيهما أكثر فاعلية: الممارسات البنائية أم المتعمدة.
تؤكد الطريقة البنائية على الاستكشاف العملي المفتوح من خلال إنشاء أو التلاعب بأشياء مادية وتطوير معرفة جديدة من خلال المشاركة مع الآخرين. يشير هذا إلى أن بيئات التعلم التي تعزز بناء الطلاب أكثر فاعلية من تلك التي تعزز النشاط بدون بناء. علاوة على ذلك، تمكّن الأنشطة البنائية المتعلمين من توليد مخرجات أو منتجات إضافية تتجاوز ما توفره بالفعل عملية التعلم.
على الجانب الآخر، تتضمن الممارسة المتعمدة هيكلًا تعليميًّا وتوجيهًا أكبر. فتؤكد على الهيكل المخطط، خاصة في شكل تصميم مهمة محددة الهدف، وردود الفعل التفسيرية الفورية.
تتشابه الطريقتان –الممارسة المتعمدة والتركيز على المدرسة البنائية– في تضمين التعلم النشط، ولكنهما يختلفان في الأسلوب؛ فيركزا على إشراك الطلاب في التعلم بالعمل وعلى التوجيه الأكثر توجهًا نحو المهام أو رد الفعل بدلاً من مجرد الإخبار.
مزيد من الأنشطة المتعمدة أم البنائية؟
في الدراسة الجديدة، تحقق الباحثون في السؤال التالي: هل يجب أن نركز أكثر على الاستكشاف والبناء أم على مزيد من المهام المصممة بشكل متعمد مع توجيهات أكثر وضوحًا؟
فأرادوا معرفة ما إذا كان التعلم النشط هو الأفضل عندما يتم تنفيذه كممارسة متعمدة موجهة أم نشاط بنائي، أو مزيج من الاثنين. لمعرفة الإجابة، عمل الباحثون على تقديم نوع جديد من تقنية محطة العلوم الذكية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لدعم الأطفال في تعلم العلوم من خلال ممارسة العلوم في العالم الحقيقي.
فصممت تجربة لفحص ما إذا كانت الخبرة البدنية أو التفاعل والتوجيه فقط ستكون أكثر فاعلية في التعلم عن الزلازل. لاحظ الباحثون أن الأطفال يتعلمون أكثر بكثير من خلال التفاعل والتوجيه حول التجربة البدنية لمراقبة كتل فعلية تقع على طاولة الزلازل عن تعلمهم بالتفاعل والتوجيه نفسه حول مقطع فيديو بشاشة مسطحة يعرض الكتل التي تسقط على طاولة الزلازل.
فوجد العلماء أن الأطفال الذين يتعلمون من خلال الاكتشاف الموجه والممارسة المتعمدة يحققون فهمًا أكبر للمفاهيم العلمية من الأطفال الذين يتعلمون من خلال البناء العملي وحده.
عمل قيد التنفيذ
نظرًا لأن البحث الجديد يلقي الضوء على التعلم النشط وممارساته، يأمل الباحثون أن تنقل أبحاثهم المعلمين لدمج تعلم أكثر نشاطًا في دروسهم. وهذا لا يفيد عملية التعلم فحسب، بل يعزز الفهم والذاكرة أيضًا.
المراجع
science.org
sciencedaily.com