بقلم: إيناس عيسى
يعد إنشاء برامج خاصة للأطفال ذوي الإعاقة واستخدام الأدوات التكنولوجية الخاصة لمساعدتهم على استيعاب التجربة كاملة خطوات أساسية لزيادة مشاركتهم وقدراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM. إلى جانب دورها الحيوي في الارتقاء بمستوى حياتنا، فإن هذه المجالات المتطورة للغاية مليئة بالفرص بفضل تطور التكنولوجيا التي أوجدت مطالب أعلى لتنوع الفكر والخبرة والمنظور والخلفية. فيفيد الاقتصاديون بأن هناك زيادة في الوظائف المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مما يعني أنه من شأن كل جهد يُبذل في هذا المجال توليد نتائج أفضل للأطفال والمجتمعات.
موارد غير مستغلة
على الرغم من أن الإعاقات مثل اضطراب طيف التوحد ASD واضطرابات التعلم الأخرى تحدُّ من قدرات الأطفال في بعض النقاط، إلا أن هذا يعني أيضًا أن لديهم نقاط قوة في مناطق أخرى. فقد يتمتع المتعلمون المصابون بالتوحد بحدة بصرية فائقة وزيادة في التركيز الانتباهي، وهي متطلبات مهمة للتعمق في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ومع ذلك، يظل ذوو الإعاقة موارد غير مستغلة بسبب الانفصال بين قدراتهم والفرص التي يمكن أن يزدهروا فيها إذا كانوا مستعدين جيدًا من خلال المعاملة الخاصة والبرامج جيدة التصميم التي تساعدهم على ممارسة مهنة في هذه المجالات.
من أين نبدأ؟
سيؤدي تطبيق الأدوات التكنولوجية المساعدة للطلاب ذوي الإعاقة في مراكز العلوم ومتاحفها إلى مضاعفة فائدة البرامج والتجارب المصممة مخصوصًا لهم. فهذه التقنيات، التي تتراوح من منخفضة إلى عالية، يمكن أن تقدم يد العون للمتعلمين ذوي الإعاقات المعينة وأن تساعدهم على التعلم بشكل أكثر فاعلية؛ كذلك يمكنها إحداث فرق في كيفية التعلم وتحقيق نتائج أفضل.
أدوات مساعدة لتحويل النص إلى حديث
صمم برنامج تحويل النص إلى حديث TTS لمساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات في قراءة المطبوعات القياسية. فبالإضافة إلى العمى، يمكن أن تشمل إعاقات الطباعة الشائعة عسر القراءة أو أنواع أخرى من الإعاقة البصرية، وصعوبة التعلم، والحالات الجسدية الأخرى التي تعيق القدرة على القراءة. إضافة إلى ما سبق، يمكن لطلاب آخرين الاستفادة من هذه التقنية، مثل الأطفال المصابين بالتوحد، والمتعلمين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD، أو الإعاقة الذهنية.
تعمل هذه التقنية عن طريق مسح الكلمات ثم قراءتها للطالب بصوت مركب. يمكن أن يساعد ذلك المتعلمين على التركيز وزيادة فهم النصوص. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين التعرف على الكلمات وتطوير المفردات. نتيجة لذلك، يمكن أن يشعر المتعلمون بمزيد من الاستقلال.
أنظمة الاستماع المساعدة
أنظمة الاستماع المساعدة –أو تقنية مساعدة السمع– يمكن أن تساعد المتعلمين الذين يعانون من الصمم أو ضعاف السمع، إلى جانب أولئك الذين يعانون من مشكلات سمعية وتعليمية أخرى. تستخدم أنظمة الاستماع المساعدة ميكروفونًا ونوعًا من تقنيات الإرسال وجهازًا لالتقاط الصوت ونقله إلى الأذن.
عادةً ما تكون تقنية الإرسال المحددة المستخدمة في النظام هي ما يميز نوعًا واحدًا من أنظمة الاستماع المساعدة عن الأخرى.
- أنظمة تعديل التردد (Frequency Modulation—FM systems) يمكن أن تفيد الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع الحسي العصبي. وتعمل هذه الأنظمة باستخدام تقنية البث الإذاعي؛ حيث يستخدم المتحدث ميكروفونًا في حين يرتدي المستمع جهاز استقبال يمكن أن يكون زوجًا بسيطًا من سماعات الرأس أو أجهزة استقبال على مستوى الأذن تنقل الصوت إلى الأذنين أو جهاز السمع. باستخدام ميكروفون جهاز الإرسال وجهاز الاستقبال، يمكن للمعلم والمتعلم الحفاظ على مستوى صوت ثابت، بغض النظر عن المسافة وضوضاء الخلفية.
- تعد أنظمة المجال الصوتي (Sound-field systems) حلاً جيدًا للغرف التي تحتاج إلى المساعدة في الاستماع لجميع الأطفال في الفصل أو المختبر، ويمكن أن تفيد ليس فقط الأطفال الصم أو ضعاف السمع، ولكن أيضًا الذين يعانون من مشكلات سمعية وتعليمية، مثل تأخر اللغة واضطراب المعالجة السمعية المركزية واضطرابات النطق وتأخر النمو. وتستخدم هذه الأنظمة الأجهزة التي تضخم صوت السماعة في الغرفة بحيث يمكن سماع صوت المتحدث بسهولة أكبر عبر ضوضاء الخلفية. كذلك تساعد على التغلب على المشكلات التي قد تنجم عن المسافة الطويلة بين المتحدث والمستمع.
أنظمة الرشف والنفخ
تستخدم أنظمة (Sip-and-Puff—SNP) من قبل المتعلمين الذين يعانون من تحديات في الحركة مثل الشلل وإعاقات المهارات الحركية الدقيقة، وتعتبر بديلاً للوحة مفاتيح الكمبيوتر أو الفأرة. تسمح هذه الأجهزة للأطفال غير القادرين على استخدام الأجهزة اليدوية -مثل الهاتف المحمول- بتحريك الجهاز بأفواههم. في هذه الحالة، يمكن للطفل تحريك وحدة التحكم في أي اتجاه، مثل عصا التحكم، والنقر على أدوات التنقل المختلفة باستخدام الرشف أو النفث.
إنه مثل أخذ رشفة أو نفخ نفخة من الهواء في شيء يشبه الماصة لتوليد ضغط الهواء. يرسل ضغط الهواء هذا إشارة إلى الجهاز ويشعل أوامر معينة، تمامًا مثل لوحة المفاتيح أو الفأرة. أيضًا، هناك لوحة مفاتيح على الشاشة تسمح للطفل بالكتابة باستخدام الحركات نفسها. تشتمل الأجهزة الأخرى على أزرار أو أشياء أخرى يمكن للشخص لمسها أو دفعها أو سحبها أو ركلها أو القيام ببعض الإجراءات البسيطة الأخرى التي يمكنها بعد ذلك التحكم في الجهاز.
برامج التدقيق اللغوي
من شأنها أن تفيد الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة أو أي نوع من اضطرابات التعلم التي تجعل القراءة والكتابة مهمتين صعبتين. وهي تتجاوز ميزات التدقيق اللغوي النموذجية، مثل تلك المطبقة في نظام معالجة الكلمات، مثل تصحيح الكلمات التي بها أخطاء إملائية.
تشمل الميزات المضافة أدوات التنبؤ بالكلمات وإعادة صياغة الجمل التي يمكن أن تكون مفيدة للطلاب الذين يتعلمون كيفية بناء الجمل بشكل صحيح. كما أنه يوفر مدربًا شخصيًّا يقدم جلسات تدريب بناءً على أخطاء سابقة ارتكبها الطالب.
المحاكاة الرياضية
مصممة بشكل أساسي للأطفال الذين يعانون من عسر الحساب، وهو إعاقة تعلم رياضيات تتصف بوجود مشكلة فيها، وعدم القدرة على حل مسائل الرياضيات الأساسية والرياضيات الأكثر تجريدًا، ومواجهة صعوبة في استيعاب الأرقام. يمكن أن تساعد هذه التكنولوجيا المساعدة في الرياضيات أيضًا الطلاب المصابين بالعمى أو إعاقات المهارات الحركية الدقيقة أو أي نوع آخر من الإعاقة التي تجعل من الصعب أداء الأعمال المتعلقة بالرياضيات.
فتساعد الأطفال الذين يعانون من عسر الحساب على تصور المسائل والمفاهيم لفهم أفضل لتطبيق نوع معين من المسائل؛ لأن عديدًا من الطلاب يعانون مع الجوانب المفاهيمية للرياضيات. يفضل هؤلاء المتعلمون أنواعًا خاصة من الآلات الحاسبة التي تحتوي على أزرار بأرقام كبيرة ورموز. ويشمل ذلك أنواعًا مختلفة من الآلات الحاسبة، من حاسبات الرسوم البيانية إلى تطبيقات الكمبيوتر؛ ويمكن لبعض منها حتى حل المعادلات ذات المتغيرات.
أيضًا هناك أدوات تدوين رياضيات تسمح للمتعلمين بكتابة الرموز والأرقام الخاصة المستخدمة في المعادلات الرياضية؛ لأن معظم معالجات الكلمات التقليدية ليست جيدة في التعامل مع الرموز الرياضية. بالإضافة إلى ذلك، هناك أوراق رسم بياني ذات مربعات كبيرة وشكل شَبكي يُسهِّل ترتيب الأرقام والرموز في مسائل الرياضيات. سيساعد ذلك الأطفال على تتبع أشياء مثل القيمة المكانية.
باختصار، هذه الأدوات مهمة لاستخدامها في نمو الأطفال الأكاديمي والشخصي. ومع ذلك، فإن استخدامها بمفردها ليس كافيًا؛ فيجب أن تكون مصحوبة ببرامج وتجارب مخصصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للتأكد من أن المتعلمين يكتسبون قيمة ولا يضحون معتمدين على هذه الأدوات بشكل مفرط.
مراجع
teach reasont.com/technology/assistive-technology
washington.edu
Frontiersin.org
understand.org/what-is-dyscalculia