بقلم: إيناس عيسى
كشفت لنا عديد من الدراسات التي أعقبت تفشي جائحة كوفيد-19 الجانب المشرق لمثل هذه الأزمة. ففي الواقع، حثت الجائحة الأشخاص في مناصب المسؤولية على تغيير وجهات نظرهم ومنظورهم؛ ليبحثوا باستمرار عن حلول غير عادية مختلفة.
في الصيف الماضي، وفي ظل إجراءات الإغلاق، لم تستطع جامعة ولاية أوهايو الترحيب بأطفال مرحلة ما قبل المدرسة في برنامج النجاح الصيفي الشخصي الذي أجري منذ عام 2016 لمساعدة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات من أبناء الأسر ذات الدخل المنخفض خلال أربعة أسابيع من الجلسات للتحضير لرياض الأطفال. أدى ذلك إلى تحول الموظفين والمدرسين إلى برنامج افتراضي كامل؛ ومع ذلك، كانت هناك شكوك حول ما إذا كان سيعمل أم لا، لأن هؤلاء الأطفال ليس لديهم خبرة سابقة في مرحلة ما قبل المدرسة.
الاستعداد لمرحلة الروضة
الاستعداد لمرحلة الروضة هو وسيلة لإيصال مهارات اللغة والقراءة والكتابة والرياضيات والمهارات الاجتماعية والعاطفية المناسبة للعمر للأطفال لإعدادهم لدخول رياض الأطفال. ويعمل على مساعدة الأطفال على أن يكونوا مجهزين بالقدرات على التواصل الفعال مع أقرانهم والمعلمين، والانخراط في مهام منظمة.
أظهرت الأبحاث السابقة أن الأطفال الذين يدخلون رياض الأطفال بمستويات أعلى من مهارات الاستعداد الأساسية هذه في وضع جيد لمواصلة بناء معارفهم ومهاراتهم بمعدل ثابت. ينتج عن هذا تحصيل أكاديمي أعلى مقارنة بالأطفال ذوي المستويات المنخفضة من هذه المهارات.
المدرسة الصيفية في المنزل
على الرغم من أن الأبحاث السابقة حول برنامج النجاح الصيفي أظهرت نتائج إيجابية للأطفال الذين شاركوا فيها، مع مكاسب في مهارات الاستعداد لرياض الأطفال، لم يكن الباحثون متأكدين ما إذا كان البرنامج الافتراضي سيعمل، ولكنه نجح على الرغم من التحديات. فلاقى هذا النهج الجديد الذي نفذه الفريق نجاحًا معقولًا في مساعدة الأطفال على تعلم مهارات القراءة والكتابة ومهارات الرياضيات المبكرة وفهم المشاعر. وجد الباحثون أيضًا أنه تم قبوله بسهولة من قبل المعلمين وأولياء الأمور.
قالت ريبيكا دور، المؤلفة الرئيسية للدراسة وكبيرة باحثين في مركز كرين لأبحاث وسياسات الطفولة المبكرة بولاية أوهايو: «الدليل الواعد هو أن برنامج افتراضي مثل هذا يمكن أن ينجح، رغم التحديات. لم نكن متأكدين في البداية من مدى نجاحه؛ فلم نلتق قط بالعائلات والأطفال بشكل شخصي، وشغلنا كل شيء عن بعد».
البرنامج الافتراضي
من خلال البرنامج الافتراضي لهذا العام ، شاركت العائلات المسجلة في برنامج مدته أربعة أسابيع يتضمن اجتماعًا أسبوعيًّا للمعلم ومقدمي الرعاية، ونشاطي «المشاهدة معًا» للتعلم المنزلي أسبوعيًّا، ونشاطي «اللعب معًا» للتعلم المنزلي أسبوعيًّا، ونشاط «القراءة معًا» للتعلم المنزلي مرة أو مرتين أسبوعيًّا، وحصة أو حصتين أسبوعيًّا للدردشة عبر الفيديو بين المعلم والطفل.
أعطي الآباء تعليمات حول كيفية مشاهدة مقاطع الفيديو وقراءة الكتب مع أطفالهم، إلى جانب تلقي أسئلة لطرحها عليهم قبل وأثناء وبعد قراءة الكتب أو مشاهدة مقاطع الفيديو.
مشاركة عالية
أظهرت الدراسة أن 77٪ من الأسر المشاركة في البرنامج أنهت البرنامج بنجاح مع مستويات عالية من الرضا عن البرنامج. وأشارت النتائج أيضًا إلى المشاركة العالية للأطفال في دروس الفيديو؛ حيث وجد المعلمون في 90٪ من الجلسات مشاركة الأطفال لأكثر من نصف الدرس. علاوة على ذلك، في نصف الجلسات، صنف المعلمون الطفل على أنه مشارك في الدرس بأكمله.
أبرزت النتائج الإيجابية للبرنامج أيضًا تحسين المهارات الاجتماعية والعاطفية، والعد، والمعرفة الأبجدية، والقراءة والكتابة الناشئة. كانت هذه المكاسب مشجعة للغاية للباحثين؛ حيث تحققت بتعليمات مباشرة أقل بكثير مما يتلقاه الأطفال خلال البرنامج الشخصي. بالإضافة إلى ذلك، حصل البرنامج على درجات عالية من الآباء ومقدمي الرعاية، بمتوسط تقييمات 4.7 على مقياس مكون من 5 نقاط، مع تعليق واحد لتمديد فترة البرنامج.
«تشير نتائجنا إلى أن التدخل الافتراضي قد يكون ناجحًا في تعزيز مهارات الاستعداد لرياض الأطفال، حتى عندما لا يكون الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة أو في برنامج صيفي شخصي»، هكذا قالت لورا جاستس، المؤلفة المشاركة في الدراسة وأستاذة الدراسات التربوية في ولاية أوهايو والمديرة التنفيذية لمركز كرين. وأضافت دور: «بينما طور هذا البرنامج استجابةً للجائحة، تشير النتائج الواعدة إلى أنه قد يكون مفيدًا لظروف أخرى».
مراجع
tandfonline.com
sciencedaily.com