بقلم: دايفيد أ. أوكو
نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية تحت عنوان Looking Back to Look Ahead في عدد يناير-فبراير 2019 من مجلة «دايمنشنز» Dimensions التي تصدرها جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC. قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.
لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون إذن كتابي صريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC.
الصورة رقم 1: «مجلس الفضوليين»، لوحة لدومينيكو ريمبس، تسعينيات القرن السابع عشر. المصدر: WikiMedia Commons
قد تبدو المراكز العلمية شائعة اليوم. ومع هذا، لم يكن الوضع كذلك قبل أربعة عقود، عندما كان إجمالي الحضور في أول مؤتمر لرابطة مراكز العلوم والتكنولوجيا أحضره نحو خمسين شخصًا. يمكن أن تقدم مراجعة تاريخ المجال، بدءًا من تلك المؤسسات التي أثرت في تطوره، منظورًا للنظر في الاتجاهات المستقبلية.
متاحف التاريخ الطبيعي
تطورت متاحف العلوم على مدى مئات السنين، بدءًا من المجموعات الخاصة للأشياء النادرة؛ وفي أثناء عصر النهضة، اتخذت هذه شكل «خزانات الفضول». من ثم تحولت تدريجيًّا إلى مؤسسات يمكن للعلماء دراستها؛ حيث تحولت «الفلسفة الطبيعية» إلى العلوم التجريبية. كان أول متحف مفتوح للجمهور متحف أشموليان بجامعة أكسفورد (1683)، وتضمن عينات نباتية وجيولوجية وحيوانية. بدءًا من أوروبا في نهايات القرن الثامن عشر، أنشئت المتاحف الوطنية بمجموعات العلوم الطبيعية، إلى جانب متحف فيلادلفيا لتشارلز ويلسون بيل (1786). كذلك أنشأت مجتمعات التاريخ الطبيعي متاحف لعرض العينات التي جمعها أعضاؤها من «السادة العلماء».
كانت المجموعات هي السمة الأساسية لمتاحف التاريخ الطبيعي هذه؛ فكانت مهمتها الحفاظ على المعرفة العلمية وتوليدها من القيمين عليها. وقد قدمت الأساس لبحوث بيولوجية «بالعين المجردة» في القرن التاسع عشر، التي طغت عليها لاحقًا الأبحاث المختبرية في الجامعات مع تحول العلوم لتخصص مهني. لتسهيل الدراسة، نُظمت أعداد كبيرة من العينات حسب ترتيبها التصنيفي ورُصَت في صفوف تلو الأخرى من خزانات العرض.
الصورة رقم 2: منظر لقاعة علم النبات في متحف فيلد للتاريخ الطبيعي، شيكاغو، 1922. المصدر: مكتبة متحف فيلد
الصورة رقم 3: موظفو المتحف في أثناء العمل على نموذج ديوراما لنمر في قاعة الثدييات الآسيوية، 1934.
المصدر: مكتبة متحف التاريخ الطبيعي، #281096
بحلول أوائل القرن العشرين، بعد «العصر الذهبي» لبناء المتاحف، أصبح هناك تركيز أكبر على التعليم العام. أدى ذلك إلى مزيد من العروض التعليمية مع عدد أقل من العينات وتوظيف للمرشدين التعليميين. فأصبحت بعض المجموعات، مثل الحفريات الفقارية، شائعة بشكل خاص.
بدأت متاحف التاريخ الطبيعي الجمع من أجل للعرض والتدريس؛ فدرس الهواة الأدلة الميدانية لتحديد العينات والتبرع بها في شكل مبكر من المشاركة العامة في العلوم. عززت السنوات اللاحقة دور صانعي المعارض وتصميمها. فبدمج المناهج من نوافذ المتاجر الكبرى والإضاءة المسرحية مع استخدام منظور خاطئ، أنشأت متاحف التاريخ الطبيعي نماذج ديوراما دراماتيكية تعرض الحياة البرية في بيئات طبيعية. زادت هذه المعارض بشكل كبير من الحضور العام وزيارات المجموعات المدرسية، ولكنها خفضت الأموال المخصصة للبحث العلمي وخلقت صراعًا مع القيمين على المعارض. اليوم، نتيجة لفقدان التنوع الحيوي وتغير المناخ العالمي، اكتسبت مجموعات التاريخ الطبيعي أهمية جديدة.
متاحف العلوم والصناعة
تطورت المتاحف «الصناعية» من المتاحف التقنية السابقة، مثل متحف الفنون والحرف (1794) في باريس، الذي تضمن الآلات والأدوات ونماذج المقاييس. التأثيرات الرئيسية الأخرى كانت المعارض الدولية والمعارض العالمية، بدءًا من المعرض الكبير لأعمال الصناعة لجميع الأمم، المعروف باسم معرض «كريستال بالاس» (1851)؛ فكان متحف لندن للعلوم (1857) الأول بين عديد من تركات المباني والمجموعات. تحت قيادة أوسكار فون ميلر، أحيا المتحف الألماني (1906) في ميونيخ القطع الأثرية التاريخية من خلال النماذج العملية والأجهزة التي ينشطها الزوار والعروض التوضيحية. هذا النموذج الجديد، المصمم لتوضيح تطبيقات العلوم والتكنولوجيا التي رعتها الثورة الصناعية، ألهم غيرها. فافتتح متحف نيويورك للعلوم والصناعة (1930) ليكون الأول من نوعه في الولايات المتحدة، ولكنه أغلق لأسباب مالية بعد عدة عقود. وتبعه متحف شيكاغو للعلوم والصناعة (MSI, 1933)، والمكتوب على قاعته المستديرة أن: «العلم يوضح قوانين الطبيعة، والصناعة تطبقها لتلبية احتياجات الإنسان». وقد بنى بعض على جذور سابقة، مثل معهد فرانكلين (1934)، الذي بدأ بصفته «معهد ميكانيكا» للتعليم الفني للبالغين في عام 1824.
الصورة رقم 4: معرض الغزل والنسيج في المعهد الوطني للفنون والحرف، باريس. بطاقة بريدية
الصورة رقم 5: منظر داخلي لمعرض كريستال بالاس بلندن 1851. المصدر: WikiMedia Commons
تحذر اللافتات الموجودة عند هذه المعروضة الزوار من وضع أصابعهم بين الكرات.
المصدر: متحف شيكاغو للبطاقات البريدية www. chicagopostcardmuseum.org
على الرغم من أن هذه المتاحف عادة ما تحتفظ بمجموعات، إلا أن تركيزها الأساسي كان التعليم العام عوضًا عن البحث المنسق. فاستخدمت حركة الزائرين ومشاركتهم لتنشيط المعارض المواضيعية، بدءًا من الأزرار والسواعد والرافعات.
وأصبح الأطفال محور تركيز رئيسي، إما لتوسيع التأثير التعليمي أو ربما لصرفهم عن المعارض الأخرى، كما كان الحال مع معرض الأطفال (1931) في متحف العلوم (لندن). فتبنت عديد من متاحف التاريخ الطبيعي هذا النهج التفاعلي لاحقًا أيضًا – تحول بعضها إلى متاحف علمية أوسع، بدءًا من بافالو وبوسطن.
انتقد تقرير صادر عن مركز العلوم في المصلحة العامة (1979) عديد من متاحف العلوم في تلك الحقبة لكونها مشابهة للمعارض التجارية، بسبب رعاية الشركات مثل المعارض العالمية. وأصبح هذا التقرير حافزًا لانتقالي من أستاذ كيمياء إلى منسق أبحاث في متحف شيكاغو للعلوم والصناعة؛ حيث أثار معرض مؤيد بشكل علني للطاقة النووية برعاية مرفق كهربائي الاحتجاجات.
الصورة رقم 6: اختبارات الإسفنج في معرض دوبونت في متحف نيويورك للعلوم والصناعة، 1937.
المصدر: متحف ومكتبة هاجلي، #1972341_0051
الصورة رقم 7: معرض القصور الذاتي بمتحف شيكاغو للعلوم والصناعة في خمسينيات القرن الماضي.
صورة بطاقة بريدية مصدرها Flickr/SwellMap
المراكز العلمية
أدى الدور المتنامي للتعليم العام في النهاية إلى «متاحف» بدون مجموعات على الإطلاق. هذه المؤسسات الموجهة نحو التجارب والظواهر عوضًا عن القطع التاريخية اختارت تعريف نفسها على أنها «مراكز علمية» أو «مراكز علوم وتكنولوجيا» لتمييز نفسها. وتسارعت وتيرة ظهورها بسبب الحرب الباردة وإطلاق القمر الاصطناعي سبوتنيك (1957)، مما أدى إلى إصلاح تعليم العلوم وإنشاء برنامج الفهم العام للعلوم في مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية. بشَّر النوع الجديد من المتاحف بكل من «المسرح العلمي» بأورانيا (1888) في برلين والعروض العلمية التي قدمها طلاب جامعة باريس في قصر الاستكشاف (1937) قبل عقود من ظهورهما. كذلك استمدت من تقليد تعميم العلوم منذ عصر التنوير، بالإضافة إلى عدد متزايد من متاحف الأطفال، بدءًا من متحف بروكلين للأطفال في عام 1899.
جلبت ستينيات القرن الماضي مركز المحيط الهادئ للعلوم (1962)، وقاعة العلوم بنيويورك (1966)، وقاعة لورانس للعلوم (1968)، ومركز أونتاريو العلمي (1969)، والإكسبلوراتوريوم (1969)، التي أصبحت نموذجًا لجيل جديد من المراكز العلمية على أساس روح الاستكشاف المفتوح لفرانك أوبنهايمر. لم ينشئ المصممون المعارض، ولكن أنشأها العلماء و«المبتكرون» والفنانون الذين تحدوا نموذج متحف العلوم القائم، مما يعكس الثقافة المضادة لتلك الفترة. بناءً على «مكتبة التجارب» التي طُورت لتدريس الفيزياء، قدم الإكسبلوراتوريوم خبرة عملية مصحوبة بـ«الدعائم» التي تهدف إلى تعزيز الحدس وفهم الظواهر العلمية، والتي ركزت في البداية على الإدراك. على الرغم من أن بعضًا أحبط لعدم وجود توجيه في أثناء استكشاف «غابات الظواهر» تلك، إلا أن القصد كان غرس الوعي والاكتشاف عوضًا عن نقل محتوى علمي معين. وسهلت «كتب الطبخ» وبرامج التطوير المهني تكرار معارض الإكسبلوراتوريوم على نطاق واسع، مما أدى إلى تقليل الحواجز وزيادة التجانس بين عديد من المراكز العلمية القائمة والناشئة حول العالم.
تأسست جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا بعشرين عضو مؤسسي في عام 1973. بعد ذلك بعامين، راجعت الجمعية الأمريكية للمتاحف، التي أصبحت الآن التحالف الأمريكي للمتاحف، تعريفها لمصطلح «المتحف» للتخلي عن ضرورة وجود مجموعات، مما يجعل المراكز العلمية مؤهلة للاعتماد. وبدون الحاجة إلى مجموعات، توسع المجال بشكلٍ سريع؛ فارتفع عدد أعضاء جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا إلى 170 في عام 1984، ثم قفز إلى 438 في عام 1994، وذلك بمساعدة معهد المراكز العلمية الجديدة (1987). نظمت المراكز العلمية خارج الولايات المتحدة جمعياتها الإقليمية الخاصة، بدءًا من «إكسايت» (Ecsite, 1989) في أوروبا و«ريد-بوب» (Red-POP, 1990) في أمريكا اللاتينية، لتتبعهما «أسباك» (ASPAC, 1997) لآسيا/أستراليا و«نايمز» (NAMES, 2006) لشمال إفريقيا/الشرق الأوسط. وقد سبق للهند أن أنشأت المجلس الوطني الخاص بها لمتاحف العلوم عام 1978؛ ومنذ سن أول قانون في العالم بشأن تعميم العلوم والتكنولوجيا (2002)، شهدت الصين ازدهارها الخاص في بناء المتاحف. تتراوح النماذج المؤسسية الآن من المعارض القائمة على الظواهر المستقلة المنفصلة عن السياق إلى المعارض المواضيعية الأكثر شمولًا التي يحركها السرد إلى الانغماس الكامل في بيئة سياقية موحدة (Science City at Union Station, 1999). وتشمل المناهج الأخرى ملعبًا للعلوم في الهواء الطلق (1998) في قاعة العلوم بنيويورك ومركز علمي خارجي تفاعلي بالكامل – حديقة كلور للعلوم (1999) في إسرائيل. ودمج مركز كاليفورنيا العلمي تجارب متعددة ومتنوعة واسعة النطاق، مضيفًا نباتات وحيوانات حية (2010) ومكوك فضاء فعلي (2012).
الصورة رقم 8: أرضية الإكسبلوراتوريوم في أوائل سبعينيات القرن الماضي.
المصدر: ©Exploratorium, www.exploratorium.eduhttp://www.exploratorium.edu
الصورة رقم 9: مع إنشاء مراكز علمية جديدة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، انطلقت عضوية جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا.
مصدر البيانات: جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا
الاحتراف
طورت المراكز العلمية عروضًأ تعليمية عديدة للمجموعات المدرسية والمعلمين، وبرامج ما بعد المدرسة، والعائلات، والجمهور العام. وقد عكس تشكيل منظمة مهنية للمعلمين –المائدة المستديرة للتعليم المتحفي– عام 1969، دورها المؤسسي المتنامي. وقدم كولومبوس –مركز العلوم والصناعة بولاية أوهايو COSI– برنامجًا مبتكرًا للتخييم الليلي عام 1972 لفتيان وفتيات الكشافة. كذلك شكلت جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا رابطة معلم المعلمين عام 1990؛ لتعزيز مهارات العاملين بالمركز العلمية الذين عملوا مع المدارس. هذا وقد طورت قاعة لورانس للعلوم وعديد آخرون –مثل المركز القومي لمحو الأمية التكنولوجية (2004) في متحف بوسطن للعلوم– مواد للمناهج الدراسية لمرحلة رياض الأطفال حتى نهاية التعليم الثانوي. ودخلت بعض المؤسسات في شراكة لتشكيل مدارس متحفية، وتستكشف طرقًا للاستفادة من أدوارها في النظم البيئية الإقليمية لتعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. بالشراكة مع جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا، أنشأت الجمعية القومية لمدرسي العلوم بالولايات المتحدة دورية «تعلم العلوم المتصل» (2016) لسد الفجوة بين الإعدادات داخل المدرسة وخارجها. ويكتسب الجمهور البالغ اهتمامًا أكبر من خلال المقاهي والمنتديات العلمية وأنشطة المشاركة العامة الأخرى.
شكلت خدمات المعارض لجمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا (1974) للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد على المعارض المتنقلة، التي حفزها جزئيًّا معرض «كنوز توت عنخ آمون» (1977)، الذي جذبت 1.35 مليون زائر إلى متحف فيلد في شيكاغو. أدى التركيز على «الأفلام الرائجة» إلى زيادة دور الموظفين الماليين والتسويقيين في اتخاذ القرار، مما أثار قضايا تخصيص الموارد المحدودة والرسالة التعليمية مقابل الترفيه. وتشكلت عام 1981 منظمة مهنية لمطوري المعارض –الجمعية القومية للعرض المتحفي NAME. أنشأت مجموعة من المراكز العلمية الكبيرة تعاون معروضة متحف العلوم (1983) لتقاسم تكاليف التطوير. وأنتج جهد متصل رابطة أفلام المتحف (1985)؛ حيث أضافت المراكز العلمية مسارح الشاشة العملاقة، بعد تركيب مسرح أومنيماكس بمركز فليت العلمي. وأنشأ «ملفات المعروضات» (ExhibitFiles, 2006) مجتمعًا عبر الإنترنت للمطورين للحفاظ على سجلات المعارض وتبادل الخبرات. وبعد نشر «مجلة اصنع» (Make: magazine, 2005)، أصبحت مساحات الصناعة اتجاهًا حديثًا. يكرس اهتمام متزايد للوصول إلى الفئات المحرومة. فتضمنت الجهود المبكرة برنامج مفسر المدرسة الثانوية التابع للإكسبلوراتوريوم (1969) وبرنامج السلم الوظيفي العلمي في قاعة نيويورك للعلوم (1986). وبدعم من المنحة، أطلقت جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا مبادرة إنجازات الشباب من خلال التعلم والمشاركة والتطوع والتوظيف «يوث-لايف! (YouthALIVE!, 1991)، بتمويل حوالي 72 برنامجًا للمراهقين في المركز العلمية. أنشأت مبادرة الإنصاف والتنوع اللاحقة (2001) برنامج زملاء تطوير القيادة والتنوع في جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا. وفي الآونة الأخيرة، كانت المراكز العلمية تبحث عن طرق لتصبح «ضرورية» لمجتمعاتها عوضًا عن أن يكون وجودها «لطيف» فحسب، وهو تحدٍ أكده برنامج التطوير المهني التابع لمعهد نويس للقيادة (2008–2015) لـ123 زميلًا من 95 مؤسسة.
لطالما واجهت المراكز العلمية شكوكًا حول إذا كان الزوار «يتعلمون» فعلًا بينما يستمتعون بوقتهم. فتسارعت جهود الاستفادة من البحث والتقييم لمحاولة معالجة هذه القضية في تسعينيات القرن الماضي، بالتزامن مع ظهور «علوم التعلم» داخل الأوساط الأكاديمية. تضمن ذلك العقد تشكيل جمعية دراسات الزائر (1990) ونشر جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا «ما يقوله البحث عن التعلم في متاحف العلوم» (1990، 1993). بدأت المؤسسة القومية للعلوم بتشجيع تقييم المشروعات، ولاحقًا طلبت أن يكون ذلك عنصرًا من مقترحات المنح؛ فنشر التقارير على موقع Informalscience.org (2003). وفي أثناء وجودي في المؤسسة القومية للعلوم، أتيحت لي الفرصة لتعزيز هذا الجهد من خلال بدء مركز النهوض بتعليم العلوم غير الرسمي –كايس» (CAISE, 2007)، و«إطار تقييم آثار مشروعات تعليم العلوم غير الرسمية (2008)، وتقرير مجلس البحوث القومي (الأمريكي) «تعلم العلوم في البيئات غير الرسمية» (2009). وسعت هذه الدراسة التوليفية البحثية بشكل كبير من تعريف التعلم القائم على المدرسة ليشمل الأبعاد الحاسمة لتعزيز الاهتمام بالعلوم والهوية المرتبطة بالعلوم. ويواصل مركز النهوض بتعليم العلوم غير الرسمي «كايس» تزويد المجال بالتقارير القائمة على البحث والوصول المجاني إلى أدبيات علوم التعلم.
الصورة رقم 10: افتتحت مدينة العلوم بمدينة كانساس سيتي في يونيون ستيشن في عام 1999
باعتبارها «مدينة» موحدة وغامرة ومتعددة المستويات مع تجارب تفاعلية سياقية مضمنة.
المصدر: © Peter Aaron / OTTO
التطلع إلى الأمام
يختلف العالم اليوم كثيرًا عن الوقت الذي خطط فيه وافتتحت معظم المراكز العلمية. فسكان عديد من الدول المتقدمة يشيخون ويتنوعون؛ والتفاوتات الاقتصادية آخذة في الازدياد، مما يولد الاستقطاب وانعدام الثقة. فتتيح التكنولوجيا الوصول في كل مكان إلى موارد غير محدودة تقريبًا، ولكن عديد من الأشخاص غير مرتاحين للوتيرة المتسارعة للتغيير. ويمكن للعلماء التواصل بسهولة عبر الإنترنت دون الحاجة إلى وسطاء. من الواضح أن المراكز العلمية تواجه منافسة متزايدة، سواء من الناحية الافتراضية أو من المنظمات الأخرى التي تقدم تجاربها الفريدة من نوعها. وغالبًا ما تجعل تكاليف التشغيل الثابتة نموذجها المالي غير مستقر، مما يستلزم رسوم دخول تقييدية. لمواكبة ذلك، تجدد المراكز العلمية المعارض وتضيف البرامج وتبحث عن مصادر أخرى للدخل المكتسب. هل ستكون هذه الأنواع من التغييرات الإضافية كافية، أم ستكون هناك حاجة إلى نماذج جديدة؟ إذا كانت الإجابة الأخيرة، فهل ستأتي من الخارج وتهدد المؤسسات القائمة؟ في ثمانينيات القرن الماضي، في نظرة عامة على المجال الناشئ، استجاب الرئيس آنذاك ومدير متحف العلوم والصناعة بشيكاغو بتفاؤل إزاء تحديات تلك الحقبة: «ستستمر [المراكز العلمية] في التطور والتحسين وتطوير مناهج جديدة لأنها تستجيب لاحتياجات المجتمع المتغيرة». (دانيلوف، 1982، ص 12). ومن خلال البناء على البحوث والممارسات القائمة على الأدلة، والابتكار، والتعاون، واتخاذ المخاطر الإستراتيجية، يمكن للمجال أن يزيد من احتمالات تحقيق هذه النتيجة الإيجابية والازدهار في السنوات القادمة.
قراءة متعمقة
- Cole, K. C. (2009). Something incredibly wonderful happens: Frank Oppenheimer and his astonishing Exploratorium. Chicago: University of Chicago Press.
- Conn, Steven. (2010). Do museums still need objects? Philadelphia: University of Pennsylvania Press.
- Danilov, Victor J.(1982). Science and technology centers. Cambridge: The MIT Press.
- Friedman, Alan J. (2010, October). The evolution of the science museum. Physics Today: 45–51.
- National Research Council. (2009). Learning science in informal environments: people, places, and pursuits. Washington, D.C.: National Academies Press.
- Rader, Karen A. & Victoria E. M. Cain. (2014). Life on display: revolutionizing U.S. museums of science and natural history in the twentieth century. Chicago: The University of Chicago Press.
- Ucko, David A. (2010). NSF influence of the field of informal science education. www.informalscience.org/sites/default/files/
- NSFImpactonISE.pdf. Ucko, David A. (2013). Science centers in a new world of learning. Curator 56(1): 21–30.
- دايفيد أ. أوكو (daveucko@gmail.com) هو رئيس «المتاحف+المزيد» Museums+more LLC في واشنطن العاصمة.