بقلم: إيناس عيسى
لا شك في أن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM مواد بصرية بدرجة عالية، أي أن تدريسها يتطلب استخدام التقنيات المرئية. وهذا هو العائق الأول الذي يمنع ذوي الإعاقة البصرية من متابعة حياتهم المهنية في تلك المجالات، بغض النظر عن قدراتهم.
فمجالات مثل علم الأحياء بعملها المجهري، والكيمياء بمحتواها البياني التعليمي، وغيرها كثير تتطلب أدوات وتقنيات مخصصة لهؤلاء المتعلمين. وتلك الأدوات والتقنيات ضرورية لمساعدة هؤلاء المتعلمين الحاليين، الذين يمثلون العاملين والمستكشفين المستقبليين في هذه المجالات بها على اجتياز الحواجز في البيئة التعليمية التقليدية.
جذور المشكلة
بالنظر إلى أساس هذه المشكلة، تُظهر إحدى الدراسات أن 70٪ من الأطفال المكفوفين يتأخرون على الأقل مستوى دراسي واحد عما يجب أن يكونوا في الرياضيات، ومن نسبة 70٪ هذه كان 20٪ متأخرين بخمسة مستويات على الأقل. وهذا يسلط الضوء على الصعوبات ويدعو إلى العمل الفوري من مختلف المؤسسات، بما في ذلك غير الرسمية، لاتخاذ إجراءات.
للتغلب على هذا العائق، بشكل أساسي، يجب على المدرسين والمعلمين تقديم تفسيرات لفظية للتمثيلات المرئية والنماذج المبنية باستخدام المواد اليومية. نظرًا لأن الصور الذهنية تنشأ جزئيًّا من مصادر مختلفة للمعلومات الحسية، بما في ذلك الصوت واللمس، والتي تتفاعل مع شبكة الدماغ للأنظمة الفرعية المكانية ومناطق الرؤية، فإليك بعض الأدوات والتقنيات المخصصة للمجالات المتعلقة بالعلوم التي يجب تطبيقها لجعلها مناسبة للزوار ضعاف البصر.
الأحياء
هذا المجال الغني بالعمل المجهري يمكن أن يمثل تحديًّا كبيرًا للمعاقين بصريًّا.
- بالنسبة للمستخدمين ضعاف البصر، قد يكون من المفيد استخدام مجهر قياسي متصل بمكبر فيديو يعرض الصورة المسقطة بحجم أكبر بكثير.
- إلى جانب الإصدارات اللمسية للأشياء المجهرية، تعد الصور المرتفعة مفيدة أيضًا في التعرف على الهياكل البيولوجية التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، مثل هياكل جسم الإنسان. كذلك، هناك ألعاب متوفرة تجسد نماذج دقيقة علميًّا للعينات.
- يمكن أن تساعد الرسوم البيانية والمجسمات مرتفعة النقوش ثلاثية الأبعاد لجسم الإنسان، بما في ذلك الجهاز الهيكلي والجهاز العضلي والجهاز العصبي وتشريح الجلد والدماغ والأذن والجهاز الهضمي والأسنان، في تعليم المفاهيم الأساسية لعلم الأحياء.
الكيمياء
تتضمن بعض فروع الكيمياء، مثل الكيمياء العضوية، قدرًا هائلاً من المحتوى التصويري. على هذا النحو، فإن تحويله إلى تنسيق يمكن الوصول إليه لضعاف البصر يمثل تحديًّا؛ لأنه يصعب أيضًا الشعور برموز برايل في أثناء ارتداء القفازات.
- الحل الأول هو إنشاء مخزون من الإصدارات اللمسية للذرات والسهام وما إلى ذلك.
- يعد استخدام قارئ الباركود الإلكتروني للعمل المختبري مفيدًا؛ حيث يمكن تشفير المعلومات المهمة ونقلها بهذه الطريقة.
الهندسة والرياضيات
- باستخدام قلم افتراضي، لن يكون هناك حاجة لمعلم المكفوفين إلى ترجمة الطباعة إلى طريقة برايل.
- سيكون استخدام «حاسبة الرسوم البيانية التي يمكن الوصول إليها» Accessible Graphing Calculator (AGC)، التي تحتوي على برنامج للتعبير عن الذات تستخدم نغمات متفاوتة درجة الصوت لتمثيل شكل الرسم البياني، مفيدًا وعمليًّا.
- وهناك مميزات أخرى لحاسبة الرسوم البيانية، منها إعدادات التكبير المختلفة المتاحة لضعاف البصر، وإمكانية طباعة الرسوم البيانية على طابعة قياسية، وإمكانية على عمل نسخة ملموسة من الرسوم البيانية.
أجهزة قياس يسيرة الاستخدام
إلى جانب أجهزة القياس ذات الطباعة الكبيرة وعلامات التباين العالية التي يمكن للطلاب ضعاف البصر الوصول إليها، هناك عناصر يومية يمكن أن تكون مفيدة:
- مسطرة وشريط قياس قابل للطي بعلامات كبيرة عالية التباين؛
- كوب وملاعق قياس بعلامات كبيرة عالية التباين؛
- معدات ببطاقات تعريفية برايل اللمسية؛
معدات الحديث
يمكن أن تفيد المعدات ذات الإخراج الصوتي الطلاب ذوي الإعاقات البصرية، وكذلك الطلاب الذين يعانون بعض أنواع صعوبات التعلم. فتمزج بين الطرق المرئية (على سبيل المثال، الطباعة الكبيرة) والطرق غير المرئية (على سبيل المثال، أجهزة عرض برايل وقارئات الشاشة).
تشمل العناصر الخاصة ذات الطباعة الكبيرة والشاشات عالية التباين التي يمكن استخدامها من قبل الطلاب الذين يعانون مجموعة متنوعة من الإعاقات، بما في ذلك المكفوفين وضعاف البصر:
- شريط قياس يعلن الطول عند الضغط على الزر؛
- مقياس يوضح وزن عنصر موضوع على منصة أو في حاوية؛
- مقياس حرارة رقمي يوفر قراءة صوتية عند تطبيق طرف المسبار على المادة المراد قياسها؛
- آلة حاسبة علمية ذات شاشة كبيرة، ومفاتيح عالية التباين، وإخراج صوتي، وخيار سماعة رأس؛
- قاموس ناطق للكلمات والتعريفات، مع خيارات تشمل التصحيح الإملائي الصوتي والقاموس الشخصي؛
- قلم القراءة الذي يمكن استخدامه لمسح الكلمات من المواد المطبوعة وتعريفها ونطقها؛
- مؤشر مستوى السائل لتجنب الإفراط في ملء الحاوية عن طريق إصدار صوت عالي عندما يصل السائل إلى طرف شقتيه؛
- معرف اللون المتحدث الذي يتعرف على جميع الألوان الشائعة، ويستخدم صفات مثل مُضيء وداكن وشاحب وزاهي.
دمج المفاهيم والتكيفات المختلفة
إضافة إلى ما سبق، هناك نماذج وتكييفات مفيدة أخرى لتعزيز عملية التعلم لهؤلاء المتعلمين؛ ويمكن تلخيصها في:
- دمج المفاهيم لتحقيق فهم أفضل، مثل (صغير، متوسط، كبير) للحجم، و(كثير، قليل) للكمية، و(صلب / رخو، خشن / أملس) للمس، إلخ. كذلك، باستخدام المفاهيم الموضعية مثل الداخل/ الخارج، فوق/ أسفل.
- توفير مجموعة متنوعة من المواد لفحصها، مثل المواد الخشنة والملساء والصلبة والناعمة والمخربشة والمتعرجة والمقرمشة والساخنة والباردة والدافئة والقارَّة، والفاترة. علاوة على هذا، من شأن استخدام الصخور والأصداف والأوراق والنباتات والأحجار تحقيق نتائج أفضل في فهم المواد.
- تعد النماذج ثلاثية الأبعاد مفيدة لجميع متعلمي العلوم، وذوي الإعاقة البصرية على وجه الخصوص؛ حيث يجب تزويدهم بنماذج يمكنهم لمسها واستكشافها وفحصها.
- سيساعد نموذج الحمض النووي الملتوي الذي يوضح بنية جزيء الحمض النووي بطريقة يمكن الوصول إليها للطلاب ضعاف البصر على تعريف المتعلمين الذين يعانون من إعاقة بصرية بعلم الأحياء من خلال نقل مفاهيمه بسهولة أكبر.
من خلال تعديلات بسيطة خاصة بالتخصص، يمكن تمهيد الطريق للمتعلمين المعاقين بصريًّا الذين يعانون منذ فترة طويلة من عدم المساواة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
مراجع
washington.edu/accessible-science-equipment
Researchgate.net/Talking_Tools_to_Assist_Students_Who_are_Blind
scielo.org
nfb.org
teachingvisuallyimpaired.com/science-adaptations
afb.org