بقلم: إيناس عيسى
لطالما كان دعم الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم ضرورة، حتى وإن تم تجاهل الأمر لسنوات. وفي الآونة الأخيرة، ازداد الوعي بالإدماج والإنصاف لجميع الأطفال من خلال طرق مختلفة؛ مثل الحملات والمؤتمرات، من بين وسائل أخرى. كذلك أدرجا في جدول أعمال 2030 لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
مع ذلك، فمن أجل تحقيق نتائج أفضل، يجب أن يكون دور المؤسسات وبرامج التعلم غير الرسمية –مثل تلك التي طورتها مراكز العلوم ومتاحفها– أكثر انسجامًا مع هذه الجهود المبذولة. وسيتطلب ذلك بعض الممارسات الخاصة لتحقيق نتائج أفضل.
عسر القراءة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
عسر القراءة هو إعاقة تعلم لغوية تؤثر في القدرة على قراءة الكلمات وتهجئها ونطقها. والأطفال الذين يعانون عسر القراءة أذكياء ويعملون بجد مثل أقرانهم، إلا أنهم يواجهون مشكلة في معالجة اللغة المكتوبة والمنطوقة. https://www.cdc.gov/ncbddd/adhd/index.htmlاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو أحد أكثر الاضطرابات العصبية النمائية شيوعًا في مرحلة الطفولة. قد يعاني الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من مشكلات في الانتباه أو التحكم في السلوكيات الاندفاعية أو النشاط المفرط.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وعسر القراءة اضطرابان دماغيان مختلفان، ولكنهما غالبًا ما يتداخلان؛ فنحو 3 من كل 10 أشخاص يعانون عسر القراءة يعانون أيضًا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. كذلك فإن 50٪–60٪ من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يُشخصون بعسر القراءة. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث الحالية إلى أن 70٪ من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعانون أيضًا صعوبات التعلم.
عسر القراءة واكتساب القراءة والكتابة
إحدى الصعوبات الرئيسة التي يواجهها المتعلمون الذين يعانون عسر القراءة هي صعوبة اكتساب القراءة والكتابة، مما يصعب على الطفل النجاح أكاديميًّا في بيئة تعليمية تقليدية. في سياق أكثر تفصيلاً، قد يواجه الأطفال الذين يعانون عسر القراءة مشكلات مختلفة تشمل عدم كفاءة واضحة في العمل أو الذاكرة قصيرة المدى في شكل:
- مشكلات في الاحتفاظ بمعنى النص؛
- عدم القدرة على تصنيف الحقائق المكتسبة بفاعلية؛
- عمل كتابي مفكك أو حذف كلمات؛
- مهارات معالجة صوتية غير كافية تؤثر سلبًا في الفهم؛
- وصعوبات في المهارات الحركية أو التنسيق، مثل الاستماع وتدوين الملاحظات في الوقت ذاته.
أفضل الممارسات للتغلب على الحواجز أمام الأطفال الذين يعانون من إعاقات التعلم
نظرًا لأنه من المحتمل أن يواجه كل متعلم يعاني عسر القراءة مجموعات مختلفة من هذه الصعوبات، فمن المرجح أن يكون لكل متعلم استراتيجية تأقلم مختلفة وفريدة من نوعها. هذا يضيف إلى الضغط الذي قد يواجهه الطفل المتعسر في القراءة، مما يؤدي إلى مضاعفة الضغط غير المعترف به من قبل المعلمين لأنه مخفي.
قد تتضمن المتطلبات الداعمة لصعوبات التعلم المحددة التي يجب تنفيذها في برامج المراكز العلمية والمتاحف لمساعدة الأطفال الذين يعانون عسر القراءة ما يلي:
- تقديم الملاحظات ومخططات الجلسة على موقع المركز مقدمًا. نظرًا لأن عديدًا من مراكز العلوم ومتاحفها تقدم الآن برامج عبر الإنترنت، فقد يسهل توفير المواد عبر الإنترنت أيضًا.
- إنتاج النشرات والملاحظات التي يمكن الوصول إليها من قبل مجموعة واسعة من الزوار المعاقين، باستخدام خطوط واضحة مع تباعد جيد بين الأسطر، وعناوين واضحة، وتجنب التخطيطات الضيقة.
- ضمان تسليم الكتيبات أو النشرات أو أي مواد مكتوبة بطريقة سهلة ومتوفرة في ملفات غير محفوظة في صورة PDF. تأكد أيضًا من ضبط ألوان الخلفية على ظل محايد، وليس أبيض.
- بالإضافة إلى ذلك، سيكون من المهم جدًّا إجراء بعض التعديلات في استخدام الرموز والرموز العلمية؛ لأنها قد تكون مربكة وتشكل حاجزًا أمام الأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم: يجب أن يكون هناك مسافة كافية بين الرموز والنص
- في النشرات والمذكرات، يجب أن تكون الأشكال والرسوم البيانية على نفس الصفحة مثل النص حتى لا يحتاج القارئ إلى الانتقال ذهابًا وإيابًا بين عدة صفحات؛
- يمكن أن تكون الرموز المختلفة المستخدمة لمتغيرات مختلفة مربكة لهؤلاء الأطفال. سيكون من المفيد التوحيد بعض الشيء بين الوحدات وعبر مجالات الموضوع؛ بحيث يستخدم الترميز ذاته للمتغير أو المفهوم ذاته.
إلى جانب النصائح المذكورة أعلاه، ستساعد هذه الممارسات على تحقيق نتائج أفضل:
- توفير معجم في كتيب؛ فيمكن أن يشمل ذلك عناصر مثل المفردات التقنية، والترميز، وما إلى ذلك ، بالإضافة إلى توفير رسم تخطيطي مرئي للكلمات التقنية.
- تحديد أولويات قوائم القراءة، بحيث تكون القراءة الأهم في أعلى القائمة؛ للتأكد من أن المتعلمين الذين قد يستغرقون وقتًا أطول في القراءة يقرؤون المعلومات الأهم أولاً.
- في الجلسات والعروض الحية، من المفيد إدخال كلمات جديدة، خاصةً الكلمات التقنية مع تمثيل مرئي أو صور.
- عند تشعب التدوين في ملاحظات ونصوص وشرائح، تأكد من أنها في ترتيب منطقي وأن التدوين يرتبط مباشرة بالنص المحيط به، لإنشاء تدفق منطقي عبر المادة.
- عند تقديم البيانات في جداول البيانات، استخدم التلوين البديل للأعمدة و/ أو الصفوف و/ أو الخلايا في جداول البيانات للمساعدة على توضيح القراءة.
دعم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
من خلال تخصيص البرامج والبيئة للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه و/ أو عسر القراءة أو غيرها من صعوبات التعلم، قد يبرزون جيدًا عن الآخرين.
تشمل التحديات التي يواجهها الزوار المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ما يلي:
- صعوبة البقاء في مقاعدهم في أثناء الجلسات الطويلة والعروض وما إلى ذلك؛
- التشتت بسهولة بسبب أي ضوضاء في المكان؛
- صعوبة اتباع التوجيهات والتركيز.
ومع ذلك، هناك جانب مضيء في النضالات المذكورة أعلاه التي قد تبدو عائقًا أمام هؤلاء الأطفال للاستمرار في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. فيميل الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى أن يكونوا نشيطين. عند العمل على المهام أو التجارب القائمة على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مثل البرمجة أو الروبوتات ، فإنها قد تستغرق وقتًا طويلاً وتتسبب في الإجهاد البدني والعقلي. ومع ذلك، يمتلك الطلاب المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه القدرة على الحفاظ على طاقتهم خلال مثل هذه المهام الطويلة والمعقدة التي قد تكون مرهقة لشخص آخر.
علاوة على ذلك، يميل الطلاب المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى الإبداع والابتكار؛ فيميلون إلى أن يكونوا قادرين على حل المشكلات بشكل حدسي. والسبب وراء ذلك هو أن منطقة الدماغ حيث يحدث الحدس تكون متطورة بشكل أكثر اكتمالًا لديهم. فيسمح هذا الحدس للطفل بالنظر إلى المشكلات من منظور مختلف وعلى مستوى أعمق، مما يؤدي إلى تحليل المشكلات واستنتاجها بسرعة أكبر؛ نظرًا لأن الحس المعزز للحدس يوجه الدماغ إلى الجوانب الأكثر أهمية في المشكلة بسرعة أكبر.
وبعض المهن –مثل الهندسة– تحتاج إلى كثير من مثل هذه المهارات ليكونوا ناجحين في العمل على البرامج المعقدة التي يواجهونها في حياتهم المهنية. فيمكن أن يكون توظيف هذه المهارات لإطلاق العنان لإمكانيات الأطفال من خلال تصميم «الفصل الدراسي المعكوس» المستخدم في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات –وهو نوع من التعلم المدمج حيث يتم تعريف المتعلمين على المحتوى في المنزل وممارسة العمل من خلاله في المعامل أو الفصول الدراسية أو المراكز العلمية. يخفف هذا النموذج المعكوس من الضغط الواقع على الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، الذين قد يحتاجون إلى مزيد من الراحة في أثناء التعليمات المباشرة لاستعادة تركيزهم من خلال النهوض والتحرك.
إبداعي وحيوي وابتكاري
يمتلك الطلاب المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه/ عسر القراءة عديدًا من المهارات المطلوبة في سياق تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM والمهن ذات الصلة. فهم مبدعون وحيويون ومبتكرون. كذلك، فمن شأن دعمهم في أثناء الطفولة لاكتساب المعرفة الأساسية وعدم الضغط عليهم بمتطلبات صعبة إضافية أن يساعدهم على تحقيق أحلامهم ويساعد مراكز العلوم ومتاحفها على إعادة اختراع نفسها من خلال توفير بيئات وبرامج أكثر شمولاً وإنصافًا.
مراجع
lakemichiganacademy.org/stem-education-to-benefit-kids-with-adhd-and-dyslexia
highedtoday.org/2018/05/23/stem-climate-students-disabilities
learningsupportcentre.com/Supporting-dyslexia-in-STEM
webmd.com/children/understanding-dyslexia-basics
webmd.com/add-adhd/adhd-dyslexia-tell-apart
cdc.gov/ncbddd/adhd
teach reasont.com/learning/definition- flipped-classroom