بقلم: إيناس عيسى
إن لفت الانتباه خلال المواقف المختلفة يحدد مدى نجاحها إلى حد كبير. فبينما تؤدي نبرة الصوت دورًا في ذلك، هناك عامل آخر مهم جدًّا، وهو استخدام المرئيات.
لقد سلطت الأبحاث السابقة الضوء على أهمية الحالة السلوكية في المعالجة الحسية والانتباه، وأن هناك حاجة إلى درجة من الإثارة. تؤدي هذه الإثارة دورًا حيويًّا في التحكم في أنماط النشاط العصبي على مستوى الدماغ، لا سيما من خلال التغيير بواسطة النوربينفرين، وهو هرمون وناقل عصبي أساسي لأداء الدماغ، ومن المعروف أن له دور في الانتباه.
أظهر باحثون في دراسة جديدة من مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو أن مزيدًا من النوربينفرين يُفرز عندما وأينما تتم معالجة المعلومات المرئية. وهذا يفسر سبب فاعلية إضافة المعلومات المرئية لإشراك الأطفال في زيادة انتباههم!
إعارة الانتباه
أفاد مؤلفو الدراسة الجديدة، التي نُشرت في دورية «تقدم العلوم» Science Advances، أن النوربينفرين منظم محلي في منطقة دماغية تسمى القشرة البصرية. وأوضحوا أنه قبل هذه الدراسة، اقترحت الأبحاث إمكانية التنظيم المحلي لإطلاق النوربينفرين وعلاقته بزيادة الانتباه؛ إلا أنه حتى الآن لم يظهر بشكل مباشر.
قال الدكتور بوكيرت، أستاذ مساعد في علم وظائف الأعضاء الخلوية والتكاملية في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو: «يجب إطلاق كمية معينة من هذه المادة الكيميائية من أجل الأداء الأمثل للدماغ وتحقيق القدرة على الانتباه. لذلك، إذا كان هناك كثير منها أو قليل منها، فقد يؤثر ذلك في كيفية معالجتنا للمعلومات».
الأمراض التي تؤثر في الانتباه
تؤثر بعض الحالات المرضية في إفراز النورإبينفرين وتغييره، مما يؤدي إلى صعوبات في الانتباه. تشمل هذه الأمراض مرض آلزهايمر، واضطراب ما بعد الصدمة PTSD، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD.
يمكن تفسير ذلك على أنه في حالات مثل مرض الزهايمر واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يقل إفراز النوربينفرين، مما يؤدي إلى انخفاض الاهتمام، بينما يكون المستوى مرتفعًا جدًّا في حالات استخدام المواد الأخرى واضطراب ما بعد الصدمة. تضمنت نتائج البحث أيضًا خلايا تسمى الخلايا النجمية، تعمل بوصفها خلايا مساعدة في الدماغ والجهاز العصبي المركزي.
أضاف الدكتور باوكيرت: «عندما يقوم الشخص بحركة، مثل إدارة الرأس للاستماع إلى أحد الوالدين، وذلك جنبًا إلى جنب مع التحفيز البصري، يُطلَق مزيد من النورإبينفرين حيث تتم معالجة المعلومات المرئية. اكتشافنا الثاني، والمهم أيضًا، هو أن الخلايا النجمية يمكن أن تكتشف بشكل موثوق معدل إطلاق النوربينفرين». هذا يعني أن الخلايا النجمية تغير استجابتها وفقًا لمستويات النوربينفرين، التي من المتوقع أن تغير أداء الدماغ.
يوضح الدكتور بوكيرت: «قد يمثل فهم إطلاق النوربينفرين وتنظيمه المحلي واستجابة الخلايا النجمية آلية يمكن من خلالها تعزيز الانتباه الحسي المحدد».
مراجع
science.org
news.uthscsa.edu/visuals- زيادة- الانتباه