بقلم: إيناس عيسى
لقد أصبحت القضايا البيئية أكثر إلحاحًا وإثارة للقلق مع مرور الأعوام، مع تكرار المناقشات حول النتائج الرهيبة التي يمكن أن تحدث بسبب عدم اتخاذ إجراءات جادة؛ ومع ذلك، فإن الجهود لا تواكب سرعة تطور الموقف.
حل المشكلات بوجهات نظر مختلفة
أشار ألبرت أينشتاين إلى أفضل طريقة لحل المشكلات، قائلاً: «لا يمكننا حل المشكلات باستخدام نوع التفكير نفسه الذي استخدمناه عندما أنشأناها». هذا يعني أن الأمر يتطلب مزيدًا من الأفكار الجديدة ومنظورًا مختلفًا. عند الحديث عن حل المشكلات البيئية، يبدأ الأمر بتزويد الأطفال بتعليم بيئي قوي من شأنه أن يهيئهم لمثل هذه المشكلات، التي أصبحت أكثر شراسة على مر السنين.
يغذي التعليم البيئي العقول الشابة بالمعرفة التي من شأنها تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداعي، ويلهم الأطفال ليصبحوا أكثر انخراطًا مع مجتمعاتهم. ومن شأنه أن يرسخ في أذهانهم سبب أهمية البيئة وأن يزودهم بلبنات البناء التي يحتاجونها لعيش حياة صديقة للبيئة ومستدامة.
أهمية الاستثمار في التربية البيئية
دعا العلماء إلى أهمية مزيد من الاستثمار والابتكار في التعليم البيئي للسماح للأجيال القادمة بالقدرة على الاستجابة بشكل صحيح لمشكلات المناخ الناشئة. وقد ظلوا يشددون على النتائج السيئة التي قد يولدها إهمال دعم هذا المجال في التعليم والاستثمار فيه، ويطالبون بإصلاحات لمساعدة الشباب على معالجة القضايا المعقدة والديناميكية للوضع المعاصر.
في بحث جديد من جامعة إكستر، يجادل الباحثون بأن الحكومات والمنظمات الأخرى يجب أن توجه مزيدًا من التمويل للتعليم البيئي استجابةً لتحذيرات متسقة من العلماء حول تدهور حالة النظم البيئية والتنوع البيولوجي والمناخ إلى جانب القضايا البيئية الأخرى. فيصفون التعليم البيئي بأنه حجر الزاوية للتغييرات الاجتماعية والبيئية المطلوبة في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك ، يشيرون إلى أن التعليم البيئي والعلمي وسيلة لتحديد المعلومات والأيديولوجيات المزيفة التي من شأنها أن تساعد في الاستجابة بشكل مناسب للتحذيرات المتعلقة بالقضايا المزعجة للمناخ. كذلك يسلطون الضوء على أن المعضلة البيئية الحالية ليست مسألة تقتصر على العلماء للتعامل معها؛ فيجب أن تكون مدعومة من قبل الأشخاص في العلوم الإنسانية والفنون والعلوم الاجتماعية، وكذلك من المجتمع الأوسع.
الدور المشترك للمدارس والمؤسسات غير الرسمية
يقول البروفيسور فيريرا، المؤلف المشارك للدراسة: «إن قاعدة البحث واضحة بشأن تفوق مناهج المدرسة الكاملة على إصلاحات المناهج الدراسية السريعة لمعالجة موضوعات مثل الطوارئ المناخية. كذلك فإن جوانب المخاطر الوجودية تعني أننا بحاجة إلى النظر في الاستثمار والابتكار في التعلم مدى الحياة والتزويد غير المدرسي، جنبًا إلى جنب مع دراسة تركيز التعليم الأولي الحالي للمعلمين والتطوير المهني المستمر».
وفيما يتعلق بالدور الحيوي الذي تؤديه المؤسسات غير الرسمية في هذه المشكلة، قال البروفيسور ريد، المؤلف الأول للدراسة: «إن شعبية مراكز وأنشطة التعليم الخارجية هي شهادة على القاعدة الأوسع للاهتمام بالبيئة والطبيعة، وكذلك عندما تتناول الفنون والإعلام والمجتمع المدني أزمة المناخ». وأضاف: «إن الحرص على وجود أي شكل من أشكال التعليم البيئي وثيق الصلة ومتماسك ومناسب للغرض وممول بشكل مناسب ومتاح للأجيال الحالية والمقبلة داخل المنهج الدراسي وخارجه سيكون أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة التحذيرات السليمة وذات الصلة من العلماء».
إعادة تصور التربية البيئية
منذ أن أصبحت أهمية التعليم البيئي واضحة تمامًا، أصبحت الحاجة ملحة إلى إعادة تصوره وإعادة إنشائه واستعادته للحد من عواقب الأزمة البيئية. يجب تحقيق ذلك من خلال تضمين التربية البيئية والعلمية في جميع أنحاء المجتمع بطرق مختلفة.
قال البروفيسور أردوين، كبير المحررين في «أبحاث التعليم البيئي»: «فقط من خلال الاستثمار في التعليم –وخاصة التعليم البيئي والاستدامة– سيكون من الممكن تغيير المسار الذي نحن فيه حاليًّا بشكل جذري، وبالتالي نثبت لأنفسنا وللأجيال القادمة أنه قد أُعطي الاهتمام الكافي لتحذيراتنا».
مراجع
tandfonline.com
sciencedaily.com
rubicon.com/environmental-education-for-kid