ما الذي يحدث؟
تحتوي شبكية العين، التي تغطي الجزء الخلفي من العين، على مستقبلات ضوئية تسمى القضبان والمخاريط. تستخدم القضبان للرؤية الليلية وتسمح لك بالرؤية بظلال رمادية فقط. لديك نوع واحد فقط من القضبان ولكن لديك ثلاثة أنواع من المخاريط. تتيح لك المخاريط رؤية الألوان طالما أن المكان ليس مظلمًا تمامًا.
تستجيب جميع أنواع المخاريط الثلاثة إلى نطاق واسع من الأطوال الموجية، ولكن أحد الأنواع هو الأكثر حساسية للأطوال الموجية الطويلة (الطرف الأحمر من الطيف)، ونوع واحد للأطوال الموجية المتوسطة، ونوع واحد للأطوال الموجية القصيرة (الطرف الأزرق من الطيف). وباستخدام هذه الأنواع الثلاثة من المخاريط فقط، يمكننا إدراك أكثر من مليون لون مختلف.
عندما يسطع ضوء أحمر وضوء أزرق وضوء أخضر على الشاشة، تبدو الشاشة بيضاء لأن هذه الأضواء الملونة الثلاثة تحفز جميع أنواع المخاريط الثلاثة في عينيك بالتساوي تقريبًا، مما يخلق إحساسًا باللون الأبيض؛ لذلك يُطلق على اللون الأحمر والأخضر والأزرق الألوان الأولية المضافة للضوء.
باستخدام هذه الأضواء الثلاثة، يمكنك إنشاء ظلال من سبعة ألوان مختلفة –الأزرق والأحمر والأخضر والأسود والسماوي والأرجواني والأصفر– عن طريق منع مجموعات مختلفة من الأضواء. عندما تحجب ضوئين، ترى ظلًا للون الثالث —على سبيل المثال، احجب الضوءين الأحمر والأخضر وستحصل على ظل أزرق. إذا حجبت مصباحًا واحدًا فقط، تحصل على ظل يكون لونه مزيجًا من الاثنين الآخرين. احجب الضوء الأحمر وسيمتزج الضوءان الأزرق والأخضر؛ لإنشاء لون سماوي؛ احجب الضوء الأخضر، وسيكون الضوءان الأحمر والأزرق لونًا أرجوانيًّا؛ احجب الضوء الأزرق وسيكون الضوءان الأحمر والأخضر لونًا أصفر، إذا حجبت الأضواء الثلاثة، تحصل على ظل أسود.
يد توضح تأثير الظلال الملونة.
يمكنك تحقيق التأثير نفسه عن طريق إطفاء المصابيح الكهربائية المختلفة. إذا أطفأت الضوء الأحمر لتترك فقط الضوءين الأزرق والأخضر، فستظهر الشاشة بأكملها باللون السماوي. وعندما تمسك غرضًا أمام الشاشة، سترى ظلين، أحدهما أزرق والآخر أخضر. في مكانٍ واحدٍ، يحجب الجسم الضوء القادم من المصباح الأخضر، تاركًا ظلًا أزرق؛ وفي الموقع الآخر، يحجب الضوء من المصباح الأزرق، تاركًا ظلًا أخضر.
عندما تحرك الجسم بالقرب من الشاشة تتداخل الظلال، تاركةً ظلًا داكنًا للغاية (أسود)؛ إذ يحجب الجسم كلا الضوءين. عندما تطفئ الضوء الأخضر تاركًا الضوئين الأحمر والأزرق، ستظهر الشاشة بلون أرجواني، وهو مزيج من الأحمر والأزرق؛ وستكون الظلال حمراء وزرقاء. عندما تطفئ الضوء الأزرق تاركًا الضوءين الأحمر والأخضر، ستظهر الشاشة باللون الأصفر؛ وستكون الظلال حمراء وخضراء.
قد يبدو غريبًا أن يختلط الضوء الأحمر مع الضوء الأخضر لتكوين ضوء أصفر على شاشة بيضاء؛ ما يحدث هو أن مزيجًا معينًا من الضوء الأحمر والأخضر يحفز المخاريط في عينيك تمامًا كما يحفزها الضوء الأصفر –أي بالضوء من الجزء الأصفر من الطيف– لذلك لا تستطيع عينك ملاحظة الفرق. سواءً كان مزيجًا من الضوء الأحمر والأخضر أو الضوء الأصفر وحده –فكلما حفزت المخاريط في عينيك بهذه النسب فقط، سترى اللون الأصفر.
|