بقلم: إيناس عيسى
ربطت مجموعة كبيرة من الأبحاث بين البقاء في المنزل لفترة طويلة وبين ضعف الصحة البدنية والعقلية؛ على الجانب الآخر تقع فوائد قضاء الوقت في الهواء الطلق أو في المساحات الخضراء أو بالقرب منها. وقد أظهرت مراجعة ضخمة للبيانات من قرابة 300 دراسة قيمت الأدلة المتعلقة بكيفية تأثير الاتصال بالطبيعة بشكل إيجابي في صحة الأطفال، أن وجود المساحات الخضراء بالقرب من المنازل والمدارس يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتحسين النشاط البدني ونتائج الصحة العقلية لدى الأطفال. سلطت المراجعة التي أجراها علماء من جامعة ولاية واشنطن وجامعة واشنطن الضوء على أن فوائد التعرض للطبيعة يمكن أن تكون أوضح بالنسبة للفئات المهمشة؛ حيث أنها لا تتعرض للمساحات الخضراء بانتظام بالقدر نفسه.
فوائد للصحة الجسدية والعقلية
قالت آمبر فايف-جونسون، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ مساعد في معهد البحوث والتعليم للنهوض بصحة المجتمع IREACH بجامعة ولاية واشنطن وكلية طب إلسون فلويد: «بالنظر إلى النطاق الكامل للأدلة الكمية الموجودة يمكننا أن نرى أهمية الوصول المتاح للطبيعة بالنسبة إلى كل من الصحة الجسدية والعقلية في الطفولة». وتشدد على أن الوصول إلى الطبيعة ضرورة وليس لطفًا للأطفال.
ومع ذلك، لا يمكن لجميع الأطفال الحصول على هذه الفوائد بسبب التحضر، وزيادة وقت الشاشة، وأنماط الحياة الداخلية غير النشطة. فيما يتعلق بالمجموعات والمجتمعات المهمشة، يشير المؤلفون إلى أن الافتقار إلى الطبيعة يؤثر فيهم أكثر لأنهم عادة ما يكون لديهم عدد أقل من الحدائق السكنية القريبة والوصول إلى المساحات الخارجية. تنطبق المشكلة نفسها على العائلات ذات الموارد المحدودة وخيارات النقل التي تواجه عديدًا من الحواجز للوصول إلى المتنزهات والمناطق الطبيعية خارج المدينة.
اقرأ أيضًا: استعادة صحتنا: العمارة المستدامة والصحة العقلية
قضاء الوقت في الهواء الطلق يحدث فرقًا
تشجع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال اللعب اليومي في الهواء الطلق، ومع ذلك، فليس كل الوقت الذي تقضيه في الهواء الطلق متساويًا. يسلط مؤلفو البحث الجديد الضوء على ما يلي: ساحة انتظار السيارات ليست متنزهًا، والملعب الحضري الذي لا يحتوي على عناصر طبيعية ليس حديقة. ما يمكن أن يؤدي حقًا إلى نتائج أفضل للأطفال هو الاتصال المباشر بالطبيعة، وليس مجرد البقاء في الهواء الطلق.
نتيجة لذلك، دعا الباحثون إلى الحاجة الملحة لنشر المساحات الخضراء حول المدارس؛ لتجنب الأزمة المحتملة التي يمكن أن تنشأ من الخمول البدني الطويل وسوء الصحة العقلية للأطفال. «نأمل مخلصين أن يساعد عملنا في تحسين الوصول إلى الطبيعة والنتائج الصحية للأطفال، بالإضافة إلى تقليل الفوارق الصحية في مرحلة الطفولة»، اختتمت فايف-جونسون كلامها.
مراجع