بقلم: إيناس عيسى
عندما يُطلب منا تجسيد بيئة التعلم في رسم، عادًة ما تختار عقولنا مشهدًا يجلس فيه الطفل في فصل دراسي أو يقرأ أو يكتب في كتاب مفتوح. فعادةً ما تربط عقولنا التعلم بالفصول الدراسية الحقيقية؛ ومع ذلك، فإن الجائحة قد غيَّرت مفاهيم عديدة في مجالات مختلفة. في التعلم، أصبح التعلم عبر الإنترنت قاعدة، فحلت الفصول الافتراضية محل الفصول الدراسية الحقيقية في المساحة والدور الذي تؤديه.
نتيجة لذلك، تحول الطلاب من جميع الأعمار إلى التعليم عن بعد؛ وبينما يبدو الأمر سهلًا إلى حدٍّ ما بالنسبة إلى طلاب الثانوية، فقد يبدو صعبًا للغاية بالنسبة إلى الأطفال في سنِّ ما قبل المدرسة. إلا أن دراسة جديدة من جامعة معهد واشنطن لعلوم التعلم والدماغ أظهرت أن طلاب رياض الأطفال قد يكتسبون مهارات القراءة في الفصول الافتراضية.
معسكر القراءة
يسلط مؤلفو الدراسة الجديدة الضوء على أن برنامج «معسكر القراءة» الذي طوروه يخدم هدفين مهمين: تعزيز التعلم، والوصول إلى أعداد أكبر من الطلاب عن بُعد في جميع أنحاء العالم. فقالت باتريشيا كوهل، مؤلفة هيئة التدريس والمديرة المشاركة لـI-LABS وأستاذة التخاطب وعلوم السمع في جامعة واشنطن: «الأطفال مستعدون لتعلم القراءة في سن الخامسة، ولكن الجائحة حرمتهم من فرصة تعلم القراءة وتعليماتها وجهًا لوجه».
واشتملت الدراسة التي نُشرت في دورية «حدود علم الأعصاب البشري» Frontiers in Human Neuroscience على برنامج قراءة مدته أسبوعان اسمه «معسكر القراءة»، والذي قدمه المعلمون عن بُعد للأطفال في سن الخامسة بدءًا من خريف عام 2020. ويتضمن اكتساب مهارات القراءة عدة خطوات:
- الوعي الصوتي: تعرُّف الأصوات المميزة في اللغة.
- معرفة صوت الحروف: تحديد أسماء الحروف الفردية وكيف تبدو.
- فك شفرة الكلمات ومعانيها.
في الدراسة الأخيرة، سلط فريق البحث الضوء على أنه من خلال حضور المعسكر، اكتسب المشاركون مهارات قراءة محددة، مثل الوعي الصوتي ومعرفة صوت الحروف. وقبل بدء المعسكر، أرسل الباحثون إلى الآباء مجموعة من المواد التي تضمنت سماعات رأس وأوراق عمل وكتبًا، إلى جانب صلصال ولعب الأطفال وعناصر ممتعة أخرى مثل البيض البلاستيكي الملون من مجموعة الأدوات لاستخدامها في الدروس من أجل تفاعل أفضل.
استخدام المنهجية الصحيحة هو المفتاح
خلال المعسكر، قُسِّم الأطفال إلى ستة فصول دراسية، كل منها مع اثنين من المعلمين المدربين على دروس المهارات المحددة. ولتسهيل تركيز الأطفال على الدروس، كانت الجلسة التي تستغرق ثلاث ساعات يوميًّا تتخللها عدة فترات راحة؛ حيث قُسِّمت الدروس القصيرة حسب الأنشطة، وانتهت بوقت القصة. أيضا، خلال الدرس، قُسِّمت الفصول الدراسية إلى فصول أصغر: غرف استراحة مكونة من ثلاثة طلاب، ولكل منها معلم للتركيز بشكل أكبر على الدروس والألعاب.
قال يائيل ويس-زرويا، عالم البحوث في I-LABS، والمؤلف الأول للدراسة: «هذا يظهر أنه بإمكاننا تعليم الأطفال عبر الإنترنت إذا استخدمنا المنهجية الصحيحة، وأبقيناهم منخرطين، وجعلناهم يتفاعلون اجتماعيًّا مع زملائهم ومعلميهم. فالجمع بين كل تلك العناصر جعلها عملية ناجحة».
أظهرت نتائج الاختبارات التي أجريت في نهاية المعسكر أن الأطفال تحسنوا في جميع مهارات القراءة التي قيست، وكذلك تحسَّن وعيهم الصوتي ومعرفتهم بالأحرف الصغيرة والأصوات. وكانت هذه النتائج مفاجئة لفريق البحث؛ حيث لاحظوا كيف يتفاعل الأطفال في أثناء استخدام المواد التي قدمت لهم، وقد كانت روابطهم الاجتماعية بعضهم مع بعض واضحة، وتعلمهم كان مذهلاً.
المراجع
washington.edu
frontiersin.or