بقلم: إيناس عيسى

اللغة والتواصل لا ينفصلان؛ فتتغير اللغة الشفوية يوميًّا لمواكبة تطور الكلمات والتعبيرات، بهدف تسهيل التواصل. وبالمثل، فإن لغة الإشارة الأمريكية ASL التي يستخدمها الصم وضعاف السمع وتستخدم طريقة بصرية إيمائية، قد تغيرت أيضًا على مدار سنوات لتعظيم كفاءة معالجتها. ويشير باحثون في دراسة جديدة من جامعة بوسطن نُشرت في دورية »الإدراك« Cognition إلى أن هذا تطور يجعل من السهل على الناس تعرُّف الإشارات.

إدراك لغة الإشارة

عادةً، في أثناء إدراك الإشارات، ينظر المستقبلون بشكل حصري تقريبًا إلى الجزء السفلي من الوجه، أكثر من النظر إلى اليدين، مما يعني أنه يجب إدراك العلامات المفصلية بعيدًا عن هذه المنطقة من خلال الرؤية المحيطية، التي تكون أقل حدة من الرؤية المركزية. وفي الدراسة الأخيرة، عمل فريق البحث من جامعة بوسطن وجامعة سيراكيوز ومعهد روتشستر للتكنولوجيا على تحديد كيف تغيرت إشارات لغة الإشارة الأمريكية على مرِّ السنين باستخدام الذكاء الاصطناعي AI، وكيف يؤثر ذلك في اكتساب اللغة أو الإدراك.

فوجدوا أنه كلما زادت صعوبة فهم الكلمة، أي كان لها أشكال يد غير مألوفة مثل تلك الخاصة بالضوء، اقتربت من وجه صاحب الإشارة؛ حيث ينظر الناس غالبًا في أثناء إدراك الإشارة. من ناحية أخرى، فإن الإشارات الشائعة التي يسهل فيها إدراك أشكال اليد، مثل إشارة الأطفال، تكون بعيدة عن الوجه، في الرؤية المحيطية للمُدرك.

تحليل تطور لغة الإشارة الأمريكية

حلل فريق البحث تطور لغة الإشارة الأمريكية بمساعدة أداة الذكاء الاصطناعي التي حللت مقاطع فيديو لأكثر من 2.500 إشارة من معجم لغة الإشارة الأمريكية. واستخدموا خوارزمية الذكاء الاصطناعي لتقدير موضع جسم وأطراف الموقِّع.

يقول كاسيلي، الأستاذ المساعد بكلية ويلوك للتعليم والتنمية البشرية بجامعة بوسطن: «نغذي الفيديو في خوارزمية التعلم الآلي التي تستخدم رؤية الكمبيوتر لمعرفة النقاط الرئيسية في الجسم. يمكننا بعد ذلك معرفة مكان وجود اليدين بالنسبة إلى الوجه في كل علامة». بعد ذلك، طابق الباحثون ذلك مع البيانات من قاموس لغة الإشارة الأمريكية لقياس عدد المرات التي تستخدم فيها العلامات والأشكال اليدوية.

الفريق الذي يعمل في هذا المشروع متنوع؛ حيث يعمل باحثون في لغة الإشارة بالتعاون مع علماء رؤية الكمبيوتر. ويعتقد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها ستكون ذات أهمية كبيرة لفهم كيفية عمل لغة الإشارة وتطورها، والتي يمكن أن تساعد على تحسين تعليم الصم.

المراجع

sciencedirect.com

bu.edu