كيف يُعدُّ الأطفال بشكل أفضل للتعليم الرسمي؟


بقلم: إيناس عيسى

يؤدي الإعداد الجيد دورًا رئيسيًّا في النتائج النهائية لكل جوانب حياتنا تقريبًا؛ قبل امتحان، أو مقابلة، أو اجتماع، إلخ. وعلى الرغم من أن كل هذه الأمور تبدو مرتبطة بالبالغين، إلا أن إعداد الأطفال في سن ما قبل المدرسة يبدو ذا أهمية كبيرة أيضًا؛ فينبئ بمشاركتهم المستقبلية ونجاحهم في الدراسة.

لا يجب أن تكون سنوات ما قبل المدرسة مليئة بالمعلومات أو أن تكون مشغولة جدًّا بأنشطة للأطفال بحيث يصبحون غير قادرين على الاستمتاع بها. ومع ذلك، فإن تعلم بعض المهارات الاجتماعية والمفردات من خلال التعلم غير الرسمي يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل في السنوات الأكاديمية –وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في دورية «التعليم والتطور المبكر».

المتطلبات الأساسية لأداء أكاديمي أفضل

أبرزت الأبحاث السابقة دور مهارات مفردات الطفل خلال سنوات ما قبل المدرسة في النجاح الأكاديمي في وقت لاحق. هذا بالإضافة إلى التحكم التثبيطي المتعلق بالقدرة على التحكم في استجابة الإنسان الطبيعية للمشتتات أو لحافز معين والتركيز بشكل أكبر على تحقيق الأهداف أو المهام.

حقق الباحثون في الدراسة الأخيرة في كيفية أداء الأطفال الذين يتمتعون بمفردات ومهارات انتباه جيدة بشكل أفضل في الفصل. فأجروا البحث على قرابة 900 طفل في الرابعة من العمر –بما في ذلك 443 فتاة و 452 فتى– من ثماني ولايات أمريكية؛ فأظهروا نتائج واعدة للغاية. للوصول إلى نتائج شاملة، قيم الباحثون الأطفال عندما بدأوا مرحلة ما قبل المدرسة في الخريف ومرة أخرى في الربيع التالي.

استخدم الفريق عدة مقاييس لحساب مستويات المهارة: من أجل السيطرة المثبطة، استخدم الباحثون اختبار النقر بالقلم الرصاص؛ حيث تم توجيه الطفل للنقر مرة واحدة عندما ينقر المقيم مرتين والعكس. بالنسبة لاختبار المفردات، طُلب من الأطفال تسمية الأشياء في الصور. علاوة على ذلك، لاختبار مستوى المشاركة في الفصل الدراسي مع المعلمين والأقران، أمضى المقيمون قرابة أربع ساعات في مراقبة كل طفل على حدى. فراقبوا المشاركة الإيجابية في الفصل الدراسي –بما في ذلك التواصل الاجتماعي والاعتماد على الذات في المهام– والمشاركة السلبية التي تضمنت الصراع مع المعلمين والأقران، وكذلك السلوكيات خارج المهمة.

مقالات ذات صلة: يعزز اللعب الموجه تعلم الأطفال

 

 

يؤدي الإعداد الجيد إلى مشاركة أفضل

أظهرت النتائج أن الإعداد الجيد، الذي يتضمن مهارات مفردات أقوى ومهارات تثبيط جيدة، ينبئ بمشاركة أفضل في الفصل الدراسي مع المعلمين والأقران، مما يساعد الطلاب على قمع السلوك غير المناسب والتعامل بشكل أفضل مع الأفكار والمشاعر المشتتة للانتباه. بالإضافة إلى ذلك، كان لهؤلاء الأطفال مشاركة إيجابية أكثر مع المهام ومشاركة سلبية أقل في الفصل الدراسي.

من ناحية أخرى، تشير الدراسة إلى أن المشاركة السلبية في الفصل الدراسي تؤثر سلبًا في تعلم المفردات. هذه النتائج مهمة للغاية لتسليط الضوء على كيف يمكن للتغيير الصغير في مهارات الأطفال وخبراتهم في وقت مبكر أن يحسن أو يضعف فرصهم في النجاح الأكاديمي على المدى الطويل. هذا بالإضافة إلى تدريب المعلمين على التعرف المبكر على هذه القضايا وتزويد الأطفال بالدعم المطلوب لمساعدتهم على الازدهار.

مقالات ذات صلة: هل يمكن للبرامج الافتراضية إعداد الأطفال لرياض الأطفال؟ دراسة جديدة تقترح ذلك.

تقول المؤلفة الرئيسية كينجكينج يانج من جامعة ولاية أوهايو، كولومبوس، الولايات المتحدة: «يبدو أن الأطفال الذين لديهم بمستوى أقل من التحكم المثبط ومهارات المفردات معرضون لخطر إظهار أنواع مختلفة من السلوكيات غير التشاركية». وتضيف: «هذا يشير إلى أن المعلمين بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على التعرف على من قد يكون عرضة لمزيد من المشاركة السلبية. كما يحتاجون أيضًا إلى تسهيل المشاركة في الفصول الدراسية لجميع الأطفال».

 


مراجع