بقلم: إيناس عيسى
تم ربط مفهوم «كرر ما أقول» بالعملية التعليمية لفترة طويلة؛ حيث كان هناك اعتقاد منتشر على نطاق واسع بأن التكرار يساعد المتعلمين على تعلم الكلمات المكتسبة حديثًا وحفظها بشكل أفضل. ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن تكرار المفردات الجديدة مباشرة بعد سماعها ليس أفضل طريقة للتعلم، بل وقد يكون له تأثير سلبي، بينما الاستماع بصمت للكلمة الجديدة أو التروي قبل نطقها خيار أفضل للوصول إلى نتائج جيدة.
يؤدي تأخير التكرار إلى نتائج أفضل
اعتمدت الدراسة الأخيرة التي أجراها مركز الباسك للإدراك والدماغ واللغة BCBL على بحث سابق وجد آثارًا متناقضة للإنتاج المتزامن على القدرة على تعلم كلمات جديدة. ووجد أيضًا أن تكرار الكلمات الجديدة يمكن أن يكون له آثار سلبية في التعلم، خاصة عندما يكون فوريًّا. من ناحية أخرى، يمكن أن يكون الاستماع إلى الكلمة بصمت أو التروي بين سماعها وإنتاجها أكثر فاعلية لأن تأخير الإنتاج يخفف من تأثيره الضار في تعلم الكلمات.
«في هذه الدراسة، درسنا كيف يمكن أن يؤثر التكرار الفوري لكلمة جديدة بصوت عالٍ أو عدم تكرارها في التعلم. بعبارة أخرى، ما هو تأثير طريقة الدراسة هذه فعليًّا في دمج مفهوم سمعناه للتو في نظامنا المعجمي حتى نتمكن من التعرف عليه لاحقًا» كما تقول إفثيميا كابنولا، الباحثة في مركز الباسك للإدراك والدماغ واللغة التي تقود المشروع.
قد يساعد التروي 4 ثوان
خلال الدراسة التي أجريت على مدى يومين، حلل الباحثون الآليات المعرفية التي تنطوي عليها معالجة اللغة لدى أكثر من 300 متطوع وركزوا على تعرف الكلمات المدمج حديثًا في المعجم العقلي. تعلم كل مشارك في الدراسة 12 كلمة جديدة في واحدة من أربعة شروط تدريبية: الإدراك فقط، والإنتاج الفوري، والإنتاج المتأخر ثانيتين، والإنتاج المتأخر 4 ثوانٍ. بعد ذلك، اختبر الباحثون مدى دمج الكلمات التي تم تعلمها حديثًا في المعجم العقلي.
فأظهرت نتائج اليوم الأول أن تكرار كلمة جديدة فور سماعها يعطل التعلم مقارنة بسماعها فقط، بينما اختفى هذا التأثير السلبي عندما تروى المشاركون لمدة 4 ثوان بين سماع كل كلمة وإصدارها. تقول كابنولا: «في هذه التجربة الأولى، رأينا أن التكرار كان له تأثير إيجابي طفيف في البداية، ولكن تأثيره النهائي كان سلبيًّا». وأضافت أنه عندما يكرر الشخص كلمة بعد سماعها مباشرة، فإن الموارد المعرفية تكون مكرسة لإعداد إنتاج الكلمة، مما يعني أنه لا يمكن استخدامها لترميز تلك الكلمة بعمق. في حين أنه عندما يتأخر إنتاج الكلمات لبضع ثوان يتم تجنب هذا التداخل، مما يسمح بالتعلم العميق والتشفير.
هذه النتائج لا تساعد فقط على تحسين فهم الآليات المعرفية التي ينطوي عليها تعلم كلمة جديدة، ولكنها تلقي الضوء أيضًا على الطريقة الصحيحة لاستخدام التكرار بفاعلية في التعليم.
المراجع: