بقلم: إيناس عيسى
تطور الطفل رحلة طويلة يعمل خلالها مقدمو الرعاية والمعلمون معًا لدعم النمو الصحي للطفل. خلال هذه العملية، يتغير الطفل بمرور الوقت للوصول إلى الاستقلال التام بعد الاعتماد الكامل على البالغين. تتضمن هذه العملية أربعة جوانب رئيسية منفصلة ولكنها متشابكة: النمو الجسدي والفكري والاجتماعي والعاطفي، فضلاً عن التواصل. ويؤثر كل جانب في الآخر؛ حيث يؤدي النمو في أحدهما إلى التقدم في الآخر.
يمكن أن يبدأ تعريف الأطفال بأنشطة التنكرة من سن مبكرة جدًّا. على هذا النحو، من الضروري معرفة مزيد عن خصائص نمو الطفل لتحديد ما هو مناسب وما هو غير مناسب، لمساعدتهم على استخدام قدراتهم بشكل كامل دون كثير من الضغط.
مراحل التطور المتعلقة بالتنكرة
بدءًا من الرحم، تمر رحلة نمو الطفل بخطى مختلفة لكل جانب من الجوانب المذكورة سابقًا. ومع ذلك، نسلط الضوء هنا على المراحل من سن سنتين إلى خمس سنوات من العمر.
التطور الجسدي
من سن سنتين إلى ثلاث سنوات يبدأ الطفل في:
- التعامل مع الأشياء الصغيرة بتحكم متزايد.
- مسك قلم التلوين بالإبهام والأصابع.
من سن ثلاث إلى أربع سنوات، يطور الطفل القدرة على:
- دفع الألعاب وسحبها وقيادتها.
- بناء برج عالي من المكعبات.
عندما يبلغ الطفل سن خمس سنوات، يمكنه:
- نسخ المربعات والعلامات البسيطة.
التطور الفكري
يتضمن هذا الجانب قدرة الطفل على التفكير. وكلما تم تحفيز أدمغتهم في سن مبكرة جدًّا، زاد فضولهم، ما يؤدي إلى نتائج إيجابية في نمو أدمغتهم.
يعرف الأطفال البيئة من حولهم من خلال استكشاف الأشياء وتجربتها لمعرفة ما الذي يصلح وما لا يصلح. يتعلمون خلال مرحلة مبكرة، من سنتين إلى ثلاث سنوات، من خلال الاستكشاف، وكذلك الاستجابة للتوجيهات البسيطة من البالغين. ويستطيعون أيضًا:
- مراقبة أفعال البالغين الأكثر تعقيدًا وتقليدها.
من سن ثلاث إلى أربع سنوات:
- يفهمون مفاهيم مثل التجميع والمطابقة.
- يسعون بنشاط للحصول على معلومات من خلال أسئلة «لماذا» و«كيف».
- يتعلمون من خلال الملاحظة والاستماع إلى تفسيرات الكبار.
من سن أربع إلى خمس سنوات، يصبح الأطفال قادرين على:
- الإشارة إلى عديد من الألوان وتسميتها.
التطور الاجتماعي والعاطفي
يتعلق التطور الاجتماعي بكيفية تفاعل الأطفال مع الأشخاص والأشياء الأخرى. إنهم بحاجة إلى هذا النوع من المشاركة لأنه يساعد على تحفيز عقولهم ويعلمهم الاستجابة؛ ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتطور الفكري.
فيما يتعلق بالتطور العاطفي، يولد الأطفال ولديهم القدرة على إظهار المشاعر الأساسية مثل السعادة أو الضيق؛ ما يتيح للوالدين معرفة كيفية الاستجابة لاحتياجات أطفالهم. بعد ذلك، تتسع مشاعر الطفل عندما يتواصل اجتماعيًّا في أثناء الطفولة؛ فيتعلمون أنواعًا مختلفة من المشاعر ويظهرونها.
بين سن ثلاث وأربع سنوات، يميل الأطفال إلى استكشاف كل شيء. من سن أربع إلى خمس سنوات، يتبعون سلسلة من التوجيهات البسيطة، ويطورون الصداقات، ويبدأون العمل مع الآخرين لإنجاز مهمة ما.
تطور التواصل
هذه هي الطريقة التي يطرح بها الأطفال أسئلتهم ويجسدون فهمهم للأشياء التي تعلموها.
من سن سنتين إلى ثلاث سنوات، يمكنهم الإشارة إلى الأشياء الشائعة عند تسميتها، وتسمية الأشياء بناءً على وصفها، والرد على أسئلة «ماذا» و«أين».
بين سن ثلاث وأربع سنوات، يمكنهم فهم مقارنات الحجم، مثل كبير وأكبر؛ كما يفهمون العلاقات التي يعبر عنها بعبارة «إذا . . . ثم» أو«بسبب»، ويتبعون سلسلة من اتجاهين إلى أربعة اتجاهات ذات صلة.
ببلوغهم سن الرابعة، يبدأون في طرح أسئلة «متى، وكيف، ولماذا» ويفهمون تسلسل الأحداث عند شرحها بوضوح.
التنكرة في أثناء مراحل التطور المختلفة
بصفتك معلمًا، فإن منح الأطفال مساحة وأدوات للعبث سيكون فرصة كبيرة لهم للتعلم والإبداع. ومع ذلك، إذا لم تكن هذه الأدوات مناسبة لمرحلة التطور التي هم عليها، فقد يكون هذا عقبة تعوق نموهم أو مصدر ضغط عليهم، على الرغم من أن التجربة والخطأ أساسيان في التعلم لمساعدتهم على تطوير مجموعة واسعة من المهارات، بما في ذلك المرونة.
إذا قدت بشكل جيد، يمكن للأطفال تعلم الكثير من أنشطة التنكرة والصنع. يمكنهم تعلم الخلطة السرية للنجاح المخبأة في التجربة والخطأ، والتعديل والتفكير بشكل مختلف. فيتعلمون أن طريق النجاح مليء بالعقبات، ومع ذلك لديهم القدرات والمهارات اللازمة لحلها واجتيازها.
مراجع