الحياة على كوكب الزهرة؟!


بقلم: نور هاني

لسنوات، سمعنا قصصًا عن البحث عن الحياة على كوكب المريخ؛ فكم سيكون رائعًا أن نرى يومًا الكوكب الأحمر مأهولًا بالجنس البشري. من ثم، فوجئنا مؤخرًا بالإعلان عن اكتشاف العلماء غاز الفوسفين في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة؛ وهذا الغاز تنتجه الكائنات المجهرية على كوكب الأرض!

ولكن اكتشاف الفوسفين لا يعني بالضرورة أن العلماء قد وجدوا دليلًا على وجود حياة فضائية على كوكب الزهرة. إنها ظاهرة جديدة كليًّا يحاول العلماء فهمها، ويمكن أن يتضح لنا بالنهاية وجود تفسير مختلف تمامًا. فقد يكون وجود شكل من أشكال الحياة على كوكب الزهرة هو سبب إنتاج الفوسفين، أو ربما أيضًا يكون السبب عملية كيميائية لم نرها من قبل.

بدأت قصة هذا الاكتشاف عندما طبقت عالمة الفلك جين جريفز بجامعة كارديف في ويلز نظرية قرأتها في أبحاث علمية مفادها أن غاز الفوسفين هو التوقيع الحيوي لكوكب الأرض الذي يُرى من مسافةٍ بعيدة. استخدمت جريفز تليسكوبًا أرضيًّا في هاواي لمراقبة كوكب الزهرة المشابه لكوكب الأرض من حيث الحجم والكتلة، ولم تكن تتوقع رؤية أو اكتشاف أي شيء غير اعتيادي. ولكنها لاحظت نمطًا من الضوء يخترق سُحب كوكب الزهرة؛ وكان هذا الضوء الذي ينتجه غاز الفوسفين مُنتجًا توقيعًا حيويًّا لكوكب الزهرة!

اختبرت جريفز الفكرة نفسها من تليسكوب آخر في تشيلي، ووجدت نمط الضوء نفسه. حاليًّا، يتجه مسبار وكالة ناسا نحو كوكب المريخ لتقفي أثر ميكروبات ماتت منذ وقت طويل؛ ولكن، إذا اتضح أن اكتشاف غاز الفوسفين حقيقيًّا، فهذا يعني أن هناك حياة على كوكب الزهرة بينما نتحدث!

حتى الآن، لم تذهب أية مركبة فضائية إلى كوكب الزهرة، ولكن العلماء في طريقهم لإكمال استكشافهم، الذي قد يغدو أهم اكتشاف في تاريخ البشرية.

 

تحديث

صرح العلماء مؤخرًا أن تحليلهم الجديد للبيانات يظهر علامات أقل على وجود غاز الفوسفين في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة؛ فما يزال الغاز موجودًا هناك، ولكنه قلَّ عن ذي قبل.

أثارت الدراسة جدلًا بين العلماء، وانتقدها باحثون آخرون في المجال. ومن ثم، حلل الفريق القائم على الدراسة بياناتهم مرة أخرى ليكتشفوا أن متوسط نسبة مستويات الفوسفين في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة جزء من المليار، أي سُبع النسبة التي وجدوها في بداية الأمر. وعقب تحليلهم الجديد، وصف العلماء اكتشافهم للفوسفين في أنحاء كوكب الزهرة بأنه «اكتشاف مبدأي

اقترح أحد الانتقادات للدراسة الرئيسية أن ما تمت رؤيته في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة لم يكن غاز الفوسفين، وإنما يمكن أن يكون ثاني أكسيد الكبريت؛ إذ يوجد بشكلٍ طبيعي في سُحب كوكب الزهرة، والفارق الوحيد أنه لا ينتجه مصدر من مصادر الحياة. وكان رد الفريق على هذا الانتقاد أن بصمة غاز الفوسفين كانت واضحة في البيانات التي جمعوها، مستخدمين جهاز JCMT، وهو ثاني تليسكوب يستخدمونه.

والدليل الآخر الذي يدعم وجود غاز الفوسفين على كوكب الزهرة أن مهمة كوكب الزهرة الرائدة التابعة لوكالة ناسا في عام 1978 قاست كيمياء السحب في الغلاف الجوي للكوكب باستخدام مسبار، التقطت إشارة لوجود الفوسفور، التي قد تعود إلى غاز الفوسفين أو أي غاز فوسفوري آخر.

إن مصدر الفوسفين ليس معروفًا، فلا نعلم إذا ما كان بسبب انفجارات بركانية على سطح الكوكب، أو صواعق البرق في الغلاف الجوي؛ فما زال هناك كثير لنحقق فيه. ومن المتوقع أن تقوم مركبة فضائية هندية ببعثة إلى كوكب الزهرة بحلول عام 2025، فيمكنها أن تحمل الأدوات اللازمة للبحث عن الفوسفين.

 

المراجع

مصدر التحديث

Image Credit:
NASA/JPL-Caltech

Image Addition Date:
2020-06-08