عودة إلى البرامج

الأطفال أقل من ثلاثة أعوام: عروض ذات معنى للعلماء بالفطرة


مقابلات

جولي بيكر

مدير الاتصالات والفعاليات
رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية «إكسايت»
بروكسل، بلجيكا

@museoju

  وجهات نظر  

 

الأطفال أقل من ثلاثة أعوام: عروض ذات معنى للعلماء بالفطرة

دحض مفاهيمك الخاطئة عن الرضع والدارجين في المتاحف والمراكز العلمية

 

| الوقت المقدر للقراءة: 19 دقيقة (5–3 دقائق لكل حوار)

 

يعتقد متخصصو المشاركة العلمية أن الأطفال الجاهزين يظهرون بشكل سحري فجأة عندما يبلغون الثالثة أو الرابعة من العمر. على الأقل هذا ما يبدو أن العروض العامة لمنظماتنا تشير إليه: على الرغم من المناشدة على مستوى القطاع كله تقريبًا لتكون صديقة للأسرة أو حتى تركز على الأسرة، فإن عددًا قليلاً جدًا من المراكز العلمية والمتاحف والمهرجانات وما إلى ذلك تقدم برامج أو معارض لسن أقل من ثلاثة أعوام.

يسمح بوجود الأطفال الرضع والدارجين  في أماكننا وفعالياتنا، ولكننا غالبًا ما ننتظر حتى يتمكنوا من التحدث أو الجري أو القفز أو الرسم قبل أن نأخذهم على محمل الجد كجمهور. لماذا؟ أشك أن معظمنا (وسأشمل نفسي هنا –أي حتى قبل أيام قليلة) يعتقد أن الأطفال أقل من ثلاث سنوات يعدون كائنات غريبة. فهم لا يتحدثون، ولديهم مهارات حركية مروعة وفكرة غريبة عن الزمان والمكان. على أي حال، لن يتذكروا غدًا أنهم زارونا اليوم! فلماذا نتعب أنفسنا؟  

لقد طرحت هذا السؤال على فرق من ثلاثة متاحف ومراكز علمية –نادرة– تدير أنشطة ومساحات لسن أقل من ثلاثة أعوام... وباستماعي إليها سريعًا ما أدركت أنني كنت أنظر إلى الأطفال الرضع والدارجين من خلال منظور موهن بشكل رهيب؛ حيث أضع قائمة بكل الأشياء التي لا يمكنهم فعلها كجمهور بدلاً من التفكير في كل الأشياء التي يمكنهم عملها.  في الواقع، أدركت أن مناقشة الأطفال دون سن الثالثة بوصفهم جمهورًا يسير جنبًا إلى جنب مع  تكريس كثير من التفكير والاهتمام بالبالغين: المحترفون ومقدمو الرعاية على حد سواء يحتاجون إلى التخلص من تحيزهم من أجل تصميم تجارب مفيدة ومشاركتها مع هذه الفئة العمرية.

في «كيدسيتي» KidCity، تعامل جين وفريقها كل والد يخطو عبر الباب كبطل؛ في «موزي» MUSE، تجمع صامويلا ولوانا الأطفال والبالغين المرافقين لهم ليكونوا أزواجًا من «الأطفال البالغين»؛ في متحف العلوم في بوسطن، تدعو بيكي وفريقها مقدمي الرعاية لمراقبة أطفالهم وحتى المشاركة في الأبحاث المعرفية الجارية. استكشف مجموعة الاحتمالات هذه، وتحدى أفكارك المسبقة واحصل على كثير من النصائح حول إشراك الأطفال تحت سن ثلاث سنوات! 


 

جينيفر أليكساندر

المؤسس والمدير التنفيذي والإبداعي
متحف كيدسيتي للأطفال
ميدلتاون، كونيتيكت، الولايات المتحدة

 

جين، لقد أسستِ متحف أطفال كيدسيتي في بلدة صغيرة في ولاية كونيتيكت ... أخبرينا بالقصة والمفهوم وراء ذلك.

منذ 25 عامًا، كانت بلدتي تحتضر حرفيًّا. في ذلك الوقت، كنت أمًا لطفلين صغيرين (جاء اثنان آخران لاحقًا) وظللت أضطر إلى إعادة تشكيل مجتمع الآباء في المدينة لأن الناس كانوا يغادرون. كان دافعي الأولي هو بناء المجتمع: لو كان بإمكاني دعم جهود النهضة الجماعية التي بدأت في ذلك الوقت بفتح مغسلة لكنت فعلتها. بدلًا من ذلك افتتحت متحفًا للأطفال.

 

 

هدفي هو منح العائلات وقتًا طيبًا. فنعتبر كل والد يخطو عبر الباب بطلاً: لقد تغلبوا بالفعل على عديد من العقبات فقط للوصول إلى المتحف رغمًا عن حوادث الحفاضات وما شابه ذلك! فيوفر لهم كيدسيتي منصة ليكونوا أباءً رائعين. في ذلك اليوم، قد يرغبون في الانخراط في لعبة حماسية مع أطفالهم. أو قد يرغبون في الجلوس على حافة الغرفة وإعادة شحن بطارياتهم بينما يركض أطفالهم. وهذا جيد تمامًا: هناك مساحة للإهمال الحميد أيضًا.

 

  الآباء أبطال لوجودهم هنا –سواء كانوا يرغبون في اللعب الحماسي أو «الإهمال الحميد»  

 

يقدم كيدسيتي أكوانًا مختلفة للعب التخيلي: مصيدة أسماك، وكهف بحري، وموقع بناء قلعة من القرون الوسطى، إلخ. وهو مفتوح للعائلات (لا توجد مجموعات مدرسية) بنسبة أطفال إلى بالغين تكاد تكون 1:1 من الزوار و80٪ من الأطفال دون سن الخامسة. نعتمد ماليًّا على مبيعات التذاكر فقط ولا نقيم معارض مؤقتة (ولكننا نقوم بصيانة مساحاتنا الدائمة بعناية شديدة جدًّا). 

 

في رأيك، ما مواصفات تصميم التجارب للجمهور الذي أهتم به، أي من هم دون الثالثة؟ وما الذي تأملين أن يحصلوا عليه من زيارتهم لمتحفك؟

بالنسبة إلى تلك السنوات الأولى، لا يتعلق الأمر بنقل (أو الأمل في الاحتفاظ) بأي نوع من المفاهيم أو المعلومات.  فلن يتعلموا الألوان أو الأشكال في المتحف –وإن كان يمكن للأب أو الأم استخدام المتحف كنقطة انطلاق إذا حدث وصادف اللحظة المناسبة في تطور ذلك الطفل– ولكن سيكون من السذاجة أن نصمم من أجل تلك اللحظة.  عوضًا عن ذلك، يجب أن تتمحور المعروضات حول التجارب وجودة اللعب –وليس المعلومات.  

تكمن قيمة المتحف في الحوار وثراء اللعب –وهذا ما يجعله لا يُنسى ومؤثرًا– لأن العائلة ستعود إلى فكرة اللعب أو التجربة في المنزل وفي زيارات العودة. سيتعلمون طرقًا للوجود، وحل المشكلات، وقيمة التعاون والقصة التي تنشأ في تلك التجربة («لنلعب لعبة الذهاب إلى المتحف ...»: هذا شيء أسمع الأطفال يقولونه لوالديهم). اللعب في المتحف (وهذا تحديد مختلف عن «زيارة» المتحف) يصبح جزءًا من السقالات التي يستخدمها الوالد لتعليم اللغة والثقافة والقيم، إلخ.   وسواء أوضحوا ذلك أو أدركوه، أعتقد أن العائلات تأتي إلى متحف الأطفال «للتمرن» وليس «التعلم».  الأمر مختلف تمامًا عن الذهاب إلى معروضة متحفية عن النمور حادة الأسنان أو أبحاث الكواكب: في هذه الحالات، تتركها بعد أن تكون قد تغيرت إثر التجربة –لكن الذهاب إلى متحف الأطفال (وتربية الأطفال) يعد أمرًا تدريجيًّا أكثر.

في الولايات المتحدة، تجد المتاحف من جميع الأنواع أن لديها جمهور في مرحلة الطفولة المبكرة سواء أرادت ذلك أم لا. وهذا لأنه لا يوجد كثير للقيام به خلال تلك السنوات من تربية الأطفال الصغار –ويعرف الآباء والأجداد ومقدمو الرعاية بشكل غريزي أنه من الصحي الخروج من المنزل بين الحين والآخر!

 

لديك مساحة مخصصة للعلوم، «رحلة طريق عصر الفضاء»؛ أخبريني عن نهجك.

أولًا، يجب أن أقول إنني كأم مررت ببعض التجارب الفظيعة في المراكز العلمية: فشعرت عدة مرات بأنني أُصفع على وجهي لأن المعروضات مُعدةٌ بطريقة تجعلنا نفشل. ومثل عديد من الآباء، شعرت أيضًا بالخوف من العلم. كنت أعرف ما يجب فعله لإعداد أطفالي لتعلم القراءة: اجعل الكتب والقراءة والقصص ممتعة منذ وقت مبكر جدًّا. ولكنني لم أشعر أنني مستعدة لفعل الشيء نفسه مع العلم.

لذلك، فإن مساحتي المخصصة للعلوم لا يكتب عليها «علوم». إنها مجرد غرفة أخرى والسرد الذي استخدمته لهذه الغرفة كان تخيل سائحين من خارج الأرض يقومون برحلة على طول الطريق 66. وكما هو الحال في باقي أجزاء المتحف، فإن الخيال والجمال هما اللاصق الذي يجعل التجربة «تلتصق (بالذهن)» –شيء تريد العودة إليه مرارًا وتكرارًا. فهناك سيارة تطرد الفقاعات من خلال أنبوب العادم، ومطعم يقدم الضباب، ومحطة لإصلاح الأطباق الطائرة ... وسيغادر معظم الزوار المكان غير مدركين أنهم كانوا يتفاعلون للتو مع معروضات علمية بما في ذلك منفاخ برنولي: يستمتعون بالتجربة مع قدر أقل من التحيز بشأن ما «يجب» عليهم فعله، ويمكنهم تكوين معانيهم الخاصة حول سبب وجود سيارة في منتصف الغرفة.

 

ما النصائح التي يمكن أن تشاركيها حول تصميم المساحات لسن صفر-3 سنوات؟

  • تهيمن بعض أنشطة المعروضات على بعض الآخر –تتفوق الشاشات على التسلق، الذي يتفوق بدوره على لعب التظاهر، الذي يتفوق بدوره على القراءة؛  فافصل بين تلك حتى يتمكن الزوار من الاستقرار في كل تجربة. 
  • خطط «نقاط اختناق» (أعناق زجاجات) في تصميمك لتشجيع الناس على التحدث بعضهم مع بعض.
  • اعمل بالمخاطر المتصورة: درجتان أو ثلاثة تعد آمنة، ولكن إذا صممتها بشكل صحيح ستبدو مبهرة وستجعل الأطفال فخورين بتسلقها.
  • الغرف المفتوحة على مصراعيها ليست جيدة للعب التخيل المركَّز، لذا قم بإنشاء حواجز وقسِّم المساحة بصريًّا؛  هذا يساعد العائلات على البقاء واللعب معًا.
  • حافظ على زوايا «الأطفال فقط» بحيث لا تكون أعمق من وصول ذراع الكبار.
  • وفر كثير من المقاعد للآباء، على ارتفاعات مختلفة –ليس بالضرورة كراسي، فيمكن ببساطة أن تكون مساحة للاستراحة على جانب المعرض.
  • تصميم شامل: يقدم شيئًا يمكن أن يفعله الجميع. إذا كان هناك شيء يجب سحبه في الزاوية، فتأكد من وجود شيء لدفعه بعيدًا بعض الشيء.
  • وزع الحمامات في جميع أنحاء المكان واجعلها كبيرة بما يكفي لثلاثة أشخاص، مع مجموعة من الحفاضات والملابس الجافة.
  • إذا استطعت، قم بالنمذجة الأولية 1: 1 وفي الموقع: سيؤدي ذلك إلى تنشيط جميع الحوافز الأبوية فيك وهذه هي الطريقة التي ستحصل بها على ارتفاعاتك وزواياك بشكل صحيح.
  • أنفق كثيرًا على العقبات والصيانة –فعملك لا يتم إلا نحو ثلثيه فقط عند افتتاح معرضك.
  • حافظ على المكان بأكمله مريحًا ونظيفًا وملائمًا. 

 

صامويلا كالياري لوانا دي توس

رئيسة تنمية الجمهور

مدربة أولى للأطفال الدارجين
موزي –متحف العلوم موزي –متحف العلوم
ترينتو، إيطاليا ترينتو، إيطاليا

@samuelacaliari | LinkedIn | Email

Email

 

صامويلا ولوانا، سأبدأ بسؤال استفزازي لكما: لماذا تهتمان بالأطفال الصغار جدًّا من الأساس؟ فغالبًا لن يتذكروا زيارتهم!

قد لا يتذكرون زيارتهم فيما بعد، ولكننا مقتنعون بأنهم سيتعلمون كثيرًا من تجربتهم في المتحف.

يتأثر عملنا مع «الأطفال في أول 1000 يوم من حياتهم» –كما نسميهم باللغة الإيطالية bamini nei primi 1000 giorni– بالنظريين البنائيين (مثل فيجوتسكي Vygotsky) ومنهج ريجيو إميليا. فمثلهم، نحن نؤمن بأهمية البيئة لكي يتعلم الأطفال وينمون. الأطفال ليسوا أواني تملأ أو طين نشكله –إنهم زهور نحتاج إلى ريها وتغذيتها. إنهم أبطال أكفاء يمكنهم تعليم بعضهم بعضًا –والكبار– كثيرًا من خلال اللعب. فالطريقة التي يستقصون بها العالم علمية بشكل أساسي: انظر إلى كيفية تكرارهم للتجارب باستخدام حواسهم؛ حيث يعدلون المتغيرات المختلفة لاختبار فرضيتهم.

عندما أجرينا مقابلات مع السكان المحليين لمعرفة توقعاتهم قبل افتتاح موزي MUSE في عام 2013، ذكر 23٪ منهم (2500 شخص) تلقائيًّا منطقة مخصصة للأطفال الدارجين وبرامج خاصة لهم: هناك طلب قوي عليها. لذلك ضاعفنا المساحة التي تم التخطيط لها في الأصل لمنطقة «ماكسي أوه!»؛ لتصبح 200 متر مربع بدلًا من 100 متر مربع.

تبذل مقاطعة ترينتينو كثيرًا من الجهد والموارد في تنمية الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة. ونحن نعمل من أجل أن يحصل كل طفل عند الولادة على «جواز سفر ثقافي» ساري المفعول لمدة عام واحد، مما يمنح الوصول المجاني إلى المتاحف: كلما جعلنا من الأنشطة الثقافية عادة منذ الصغر، كان ذلك أفضل!

 

أخبرانا عن منطقة «ماكسي أوه!»

«ماكسي أوه!» مخصصة للأطفال من سن الولادة وحتى خمس سنوات، ووالديهم أو أقاربهم. إنهم مدعوون لتشكيل أزواج من «الأطفال البالغين» (طفل + شخص بالغ) لتجربة المساحة، والتجول بحرية لمدة ساعة واحدة.

 

  تجربة مصممة من أجل «الأطفال البالغين»: أزواج مكونة من طفل + شخص بالغ  

 

تجمع «ماكسي أوه!» بين ثلاث غرف/مساحات تفاعلية مع بعض مناطق الاسترخاء؛ حيث يمكن لأزواج الأطفال البالغين استكشاف الكتب والأدوات. قد تبدو الأشياء مألوفة –ولكننا تأكدنا من أنها تعمل بطريقة غريبة أو غير عادية: نريد أن يكون الكبار «ساذجين» مثل أطفالهم عند التجول في هذا المساحة. 

في المناطق التفاعلية، لا توجد تعليمات أو ميسرين: أزواج الأطفال البالغين مسؤولون عن استكشافهم بأنفسهم، ويحتاجون إلى استخدام حواسهم ومعرفة كيفية «تفعيل» المساحات بأنفسهم. في مساحة المرحاض التفاعلي على سبيل المثال، لا يتدفق الماء بالطريقة المعتادة، والأضواء المدمجة في الجدران تتبع تحركاتك، وانعكاسك في المرآة ملون بشكل غريب، وموزع الصابون على شكل دش فقاعي، ويمكنك اللعب بـ«مستر ويند (الرياح)» الذي يختبئ في مجفف الأيدي.

كما قلنا سابقًا، نؤمن بأن البيئة مهمة جدًّا.  فصمم رينزو بيانو، المهندس المعماري للمبنى، أشكال «ماكسي أوه!» الجميلة، وتوفر المساحة مظهرًا أوليًّا هادئًا ومتناغمًا. فيبدو مكانًا مريحًا وآمنًا لاستكشافه، ونقيد عدد الأشخاص في كل مساحة من أجل الحفاظ على متعة التجربة.

نقدم أيضًا مجموعة من البرامج والأنشطة، بما في ذلك اليوجا قبل الولادة، وجولات عربات الأطفال، وجلسات مختبر رياض الأطفال، ومساحة للرضاعة الطبيعية، وفرصًا للآباء للقاء التربويين وسؤالهم عن نمو الطفل... يعمل المتحف حاليًّا على تطبيق ليصبح أول متحف إيطالي تصنفه اليونيسيف على أنه «صديق للأطفال». 

 

ما النصائح التي تودان مشاركتها حول تطوير مساحة للأطفال الصغار؟

  • العمل كفريق: أنت بحاجة إلى تربويين، وأطباء، وعلماء متاحف، ومصممين، وآباء، إلخ.
  • ابدأ من فكرة أن الأطفال أكفاء.
  • إذا كنت تستخدم التكنولوجيا، كما فعلنا، فضعها بدقة في خدمة الاكتشاف: لا تستخدمها لإظهارها، بل اجعلها غير مرئية.
  • ضع في اعتبارك احتياجات الجمهور من ذوي الإعاقات. على سبيل المثال، لدينا كرسي بذراعين يجعلك تستمتع بالموسيقى من خلال الاهتزاز: الجميع يحبه، وليس فقط الزوار ضعاف السمع.
  • اعمل دائمًا مع وضع العلاقة بين الأطفال والبالغين في الاعتبار –وليس بوصفها عنصرًا واحدًا منعزلًا فقط. 

 

بيكي كيبلنج

مديرة تنمية وتعليم الطفولة المبكرة
متحف العلوم في بوسطن
الولايات المتحدة

LinkedIn | Email

 

بيكي، لنبدأ بالتقديم...

أنا عالمة بيئة بالتدريب ودَرَّست أيضًا مزيجًا من الجيولوجيا وعلم الفلك والطقس في مدرسة ثانوية. انضممت إلى المتحف منذ قرابة 15 عامًا وشاركت في معارض وبرامج الطفولة المبكرة منذ ذلك الحين.  

 

يستهدف مركزكم الاستكشافي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن الولادة وثماني أعوام: فما الذي يقدمه، خاصة للأطفال الصغار جدًّا؟

يمتد مركز الاستكشاف على مستويين بمساحة 418 مترًا مربعًا. فيجمع بين المعرض التفاعلي لعينات التاريخ الطبيعي الملموسة، وسلسلة من المكونات التي تستكشف الظواهر الفيزيائية، ومساحة للأطفال دون سن الخامسة حيث يمكنهم –على سبيل المثال– ارتداء زي نحلة واللعب في خلية نحل عملاقة، ومنطقة مصممة مخصوص لمرحلة ما قبل المشي.

يعتمد نهجنا على مزيج من الفلسفات: استخدمت المساحة في الأصل عديدًا من مواد مونتيسوري، ولكنها كيِِّفت تدريجيًّا لتلائم بشكل أفضل بيئة يتمكن فيها الأطفال فقط من تجربة موادنا خلال زيارة واحدة. فتتضمن الآن مزيجًا من المكونات مع الأشياء الطبيعية، والعناصر التفاعلية، ودعائم اللعب الدرامية. ونقدم طريقتين رئيسيتين للتعلم: من خلال التعامل مع الأشياء ومن خلال التفاعل مع الآخرين.  تعد التفاعلات مع الآخرين –وخاصة معلمي الطفولة المبكرة– في صميم تصميم المعرض؛ فيمكن العثور على 4-6 عاملين في المكان في أي وقت.

 


لعبة سرير الرضيع المتحركة بمنطقة الرضع في متحف العلوم، بوسطن (الولايات المتحدة).
تصوير: جانا دوهرتي

 

في منطقة ما قبل المشي، نتعامل مع جمهور أسير: لا يركض مقدمو الرعاية وراء أطفالهم كما سيفعلون لاحقًا عندما يمشي الأطفال. فنشجع مقدمي الرعاية على قضاء هذا الوقت في مراقبة أطفالهم باستخدام الأنشطة التفاعلية، مثل اللعب بلعبة سرير الرضيع المتحركة؛ للتفكير فيما يجري داخل العقل النامي.

 

  دعوة مقدمي الرعاية لمراقبة أطفالهم ورؤية العالم من خلال عيونهم  

 

نحن ندعوهم لرؤية العالم من خلال عيون أطفالهم؛ ليروا على سبيل المثال كيف أن حتى الأطفال الصغار يتنبؤون ويجربون السببية. هذا هو المكان الوحيد الذي يحتوي ملصقات نصية تستهدف البالغين بشكل واضح؛ فتدعوهم لملاحظة كيف يتصرف طفلهم بطرق قد يفعلها العالِم.

 

ما الدور الذي تمنحونه للآباء في مركز الاستكشاف؟

نحن نلبي مجموعة من الاحتياجات والأجندات لتعرُّف تنوع المجموعات التي تأتي إلى مساحتنا ودعمها: الأطفال مع والديهم، والمربيات، والأجداد؛ ومقدمو الرعاية الذين يحتاجون حقًا إلى استراحة وغيرهم ممن يرغبون في المشاركة بنشاط ... هذه تجربة اجتماعية أيضًا: فرصة للأطفال والبالغين للتفاعل داخل مجموعتهم ومع الآخرين من حولهم، وحيث يحصلون على دعم من البالغين الآخرين: الميسرون لدينا.  يقضي الأطفال الصغار كثير من الوقت في فصول دراسية عالية التنظيم –نحن نقدم فرصة مفتوحة أكثر للتواصل الاجتماعي.

بالنسبة إلى الأطفال الرضع، يركز طاقم العمل لدينا على مساعدة مقدمي الرعاية على مراقبة أطفالهم وملاحظة المهارات التي يعملون عليها.  غالبًا ما يبدو أن الميسرين هم من يقودون التفاعل مع الأطفال الأكبر سنًّا، وقد يجلس مقدمو الرعاية ويشاهدون، إلا أن الأطفال أنفسهم من يكونون في الصدارة بالفعل –هذه فرصة لمقدمي الرعاية لإدراك ما يستطيع أطفالهم عمله. 

 

لقد أخذتم فكرة مراقبة التطور الإدراكي خطوة أخرى إلى الأمام مع برنامج «المختبر الحي» Living Laboratory، وهو برنامج في المعرض حيث يجري العلماء تجارب مع الزوار. أخبرينا عنه.

لقد أعدنا تخصيص زاوية واحدة في مركز الاستكشاف؛ حيث يعد العلماء من الجامعات الشريكة يوميًّا تجارب بسيطة على الطاولة ويدعون العائلات للمشاركة في الدراسات البحثية الإدراكية. في الوقت الحالي لدينا باحثين يدرسون الحس البديهي للأطفال في الجبر، وتفضيلات الأطفال عندما يتعلق الأمر بشهادة البالغين حول أنواع مختلفة من المعلومات، وسلوك الأطفال الإيثاري وإحساسهم بالإنصاف. 

 

 

لا يوفر المتحف مساحة للباحثين للعثور على موضوعات تجريبية فحسب، بل يوفر أيضًا تدريبًا للعلماء للتفاعل مع العائلات وتعليمًا مهنيًّا فريدًا للعاملين.

بدأنا «المختبر الحي» في عام 2005 وتوسع النموذج بسرعة: يوجد الآن 30 برنامجًا تحمل العلامة التجارية لهذا «المختبر الحي» في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقد ألهم عديدًا من البرامج الأخرى في الولايات المتحدة وخارجها. 

 

ما رؤيتك المستقبلية للزوار الصغار جدًّا في متحف العلوم؟

لقد طورنا نهجًا أكثر تكاملاً على مستوى المتحف ككل؛ حيث يرتكز على حقيقة أن الأطفال الصغار جزء لا يتجزأ من جمهورنا، منذ الولادة. فنشجع العائلات على المغامرة خارج المركز واستكشاف المتحف بأكمله. طورنا أولاً «دليل المبتدئين» لمساعدة العائلات على «اختراق» مساحاتنا الأخرى، ثم دربنا الميسرين لاستهداف الأطفال الصغار بالبرمجة في صالات العرض الأخرى.

 

  نحو عرض على مستوى المتحف ككل للأطفال الدراجين  

 

في أثناء إعادة تشكيلنا لمكونات المركز، صغرنا بعض الأشياء (على سبيل المثال، خفض ارتفاعات الطاولات، وتوفير الدرجات)، وكبرنا بعض الأشياء (على سبيل المثال، أجزاء الدائرة التي يسهل التعامل معها من أجل أيدي أقل رشاقة، ولا تشكل خطر اختناق، ويمكن إلقاؤها مرارًا وتكرارًا على الأرض). لقد تعلمنا كثيرًا، والآن عندما نصمم معارض جديدة، تؤخذ احتياجات الأطفال الصغار والقائمين على رعايتهم في الاعتبار منذ البداية. 


 


لعبة سرير الرضيع المتحركة بمنطقة الرضع في متحف العلوم، بوسطن (الولايات المتحدة).
تصوير: جانا دوهيرتي


مساحة المختبر الحي في متحف العلوم،
بوسطن (الولايات المتحدة).

 


خلية النحل في متحف العلوم، بوسطن (الولايات المتحدة).

 


خلفية أدبية ونهج تربوية


 

دراسات الحالة ونصائح عملية

  • شاهد الأطفال وهم يستمتعون بزيارتهم للمتحف في هذا الفيديو الرائع الذي تم تصويره خلال مؤتمر «أطفال في المتاحف» في مانشستر، المملكة المتحدة، في عام 2013.
  • اقرأ عن نظرية الأجزاء السائبة، منشور في مدونة «قصة يومية» (تجربة تعليمية منزلية لأم أسترالية مع التعلم القائم على الاستفسار).

 

نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية في العدد رقم 28 (مارس، 2017) من مجلة «سبوكس» Spokes الإلكترونية التي تصدرها رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite تحت عنوان: ?STEM to STEAM، ويمكنكم الاشتراك مجانًا في مجلة «سبوكس» من هنا.

قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون الرجوع إلى رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite.