رأس المال العلمي


  نظرة عميقة  

 

رأس المال العلمي

 

 

 

هيذر كينج
باحث زميل

إيمي سيكينس
باحث مشارك

كينجز كولدج، لندن
لندن، المملكة المتحدة

كينجز كولدج، لندن
لندن، المملكة المتحدة

  Email

 

ما هو؟ وما ليس هو؟ ولماذا قد يكون مفيدًا لتعلم العلوم غير الرسمي؟

 

| الوقت المُقدَّر للقراءة: 15 دقيقة

هذه المقالة منشورة في مجموعة مقالات سبوكس بعنوان «نظرية التعلم، المساواة والشمول»

المقدمة

لربما سمعت بمصطلح «رأس المال العلمي»، ومن المحتمل أن تكون قد تحدثت عنه. ربما تكون قد حضرت جلسات حول رأس المال العلمي في مؤتمرات رابطة إكسايت السابقة. ولكن ما الذي يعنيه حقًا؟ وما الذي لا يعنيه؟ ولماذا قد يكون مفيدًا لإعدادات تعلم العلوم غير الرسمي مثل المتاحف ومراكز العلوم؟

كان رأس المال العلمي محور مشروع «العلم المبادر»، وهو شراكة بين كينجز كولدج بلندن، ومجموعة متحف العلوم وشركة بي. بي. (بترول بريطانيا) منذ عام 2012. نحن اثنتان من الفريق الحالي المكون من ثمانية باحثين يعملون في المشروع ومقره كينجز كولدج. فتستكشف مجموعتنا ماهية مفهوم رأس المال العلمي، وكيف يمكننا قياسه، وما قد يعنيه عمليًّا.

الشكل رقم 1. جراب رأس المال العلمي – طريقة لتصور مفهوم رأس المال العلمي © Enterprising Science
 

عند شرح مفهوم رأس المال العلمي، نجد أنه من المفيد تخيله كجراب أو حقيبة تحتوي على جميع المعارف والمواقف والخبرات والموارد المتعلقة بالعلوم المكتسبة طوال حياة الفرد (الشكل 1). فرأس المال العلمي هو ما تعرفه عن العلم، وكيف تفكر، ومواقفك تجاه العلم، وماذا تفعل، ومن تعرف. وحقيبتك ديناميكية وليست ثابتة؛ فيمكنك إضافة رأس المال العلمي وبنائه مع تقدمك في الحياة.

[تحديث المحرر: اطلع أيضًا على الحوارات المنشورة في يونية 2017؛ حيث تشاركنا أربعة فرق ومؤسسات تجربتها في الربط بين النظرية والممارسة فيما يتعلق برأس المال العلمي.]

 

الأساس النظري والتجريبي لرأس المال العلمي

 

يستمد مفهوم رأس المال العلمي من عمل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو، ولا سيما دراساته التي تركز في إعادة إنتاج التفاوتات الاجتماعية في المجتمع [1]. صاغ بورديو مفهوم رأس المال – الموارد الاجتماعية والثقافية والرمزية التي يمتلكها الأفراد بشكل مختلف والتي تسمح للفرد «بالتقدم» في الحياة. رأس المال العلمي شكل من أشكال رأس المال يجمع بين جميع الموارد الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالعلوم التي حددها بورديو. إنه يلخص التأثيرات المختلفة التي يختبرها الشباب في حياتهم والتي يمكن أن تؤثر في هويتهم العلمية ومشاركتهم في الأنشطة المتعلقة بالعلوم.

 

 

يُبنى عملنا التجريبي على رأس المال العلمي من مجموعة متزايدة من البيانات في تطلعات الطلاب ومواقفهم تجاه العلوم. بعد أول استبيان كبير على طلاب تتراوح أعمارهم بين 10–14 عامًا (ASPIRES)، حدد فريقنا أن الطلاب الذين ينتمون لأسر لديها مزيد من الموارد والخبرات المتعلقة بالعلوم (رأس مال علمي) كانوا أكثر عرضة لتطلعات إيجابية حول العلوم. صُمم مشروع «العلم المبادر» Enterprising Science لاستكشاف هذه العلاقة بشكل أكبر: لتطوير مفهوم رأس المال العلمي واختباره، وجمع البيانات حول كيفية توزيعه، والتحقيق في التدخلات داخل المدرسة وخارجها التي قد تدعم بناءه، وبالتالي زيادة التطلعات العلمية.

يتضمن مشروع «العلم المبادر» سلسلة من الاستبيانات السنوية إلى جانب برنامج بحثي نوعي. ويشمل الاستطلاع أسئلة حول مواقف الطلاب تجاه العلوم والمواد الأخرى في المدرسة، وماذا يفعلون خارج المدرسة، وأفكارهم حول ما قد يرغبون في عمله بمجرد الانتهاء من التعليم في سن السادسة عشر. الهدف من الاستبيان تحديد كيف يرى الطلاب أنفسهم، وإدراك كيف ينظر إليهم الآخرون (هويتهم العلمية). كذلك يوثق الاستبيان تطلعات الطلاب المتعلقة بالعلوم، والعوامل التي تؤثر في هذه التطلعات.  

شارك في الاستطلاع إجمالي 3658 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عامًا من 45 مدرسة في إنجلترا [2a]. مثلت المدارس التي أجري عليها الاستبيان مجموعة من الخصائص، متضمنةً مدارس المختلطة في الغالب ولكن بعضها للفتيات فقط وبعض الآخر للفتيان فقط، وكذلك نطاق من الحوكمة، بما في ذلك المدارس التي تديرها الدولة في الغالب وبعض المدارس الخاصة. تضمنت العينة انتشارًا جغرافيًّا للمدارس في جميع أنحاء إنجلترا، ومجموعة من مستويات تحصيل الطلاب في الاختبارات الوطنية، ونسبة من الطلاب المؤهلين للحصول على وجبات مدرسية مجانية، بالإضافة إلى مجموعة من الطلاب المستجيبين من مختلف السنوات الدراسية.

حُللت البيانات لتحديد المكونات الرئيسية، أو العناصر الأكثر تأثيرًا، لرأس المال العلمي ولمقارنة درجات الطلاب. نتيجة لهذه التحليلات، تمكنَّا من تحديد علاقة مميزة بين تطلعات الشباب ومقدار رأس المال العلمي لديهم. فوجدنا أن 5٪ فقط من الشباب المشاركين في الاستطلاع لديهم رأس مال علمي مرتفع، و 68٪ لديهم مستوى متوسط، وأكثر من ربع العينة (27٪) لديهم رأس مال علمي منخفض [2b]. وهناك أنماط واضحة لمن يكون هؤلاء الطلاب على الأرجح؛ فمن المرجح أن يكون أولئك الذين لديهم رأس مال علمي عالٍ من الفتيان، ومن أصول جنوب آسيوية، ومن خلفيات ذات امتيازات اجتماعية.

 

تطبيق رأس المال العلمي

 

يساعدنا رأس المال العلمي على تفسير سبب احتمال مشاركة بعض الشباب في العلوم بعد سن 16 عامًا، وقلة احتمال مشاركة بعض آخر. فيمكن أن يساعدنا على رؤية الأنماط في البيانات، وتحديد الطلاب الذين يُرجح اتباعهم مسار في العلوم، والحصول على مزيد من المؤهلات المتعلقة بالعلوم، والمضي قدمًا لمتابعة مهنة متعلقة بالعلوم. فمن المرجح أن يرغب الطلاب ذوو المستويات الأعلى من رأس المال العلمي في العمل في وظيفة ذات صلة بالعلوم في المستقبل مقارنة بأقرانهم الذين لديهم مستويات أقل من رأس المال العلمي.

ومع ذلك، فإن رأس المال العلمي ليس مؤشر لمن يطمح في العمل في مهنة مرتبطة بالعلوم فحسب، بل إنه يتعلق بأكثر من «خط أنابيب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات». العلم مفيد لعديد من الأدوار والمجالات خارج تلك التي تستخدمه بشكل مباشر، ومحو الأمية العلمية مهم لتحسين فرص الحياة ونجاح الشباب. رأس المال العلمي بناء واسع، ويمكن أن يساعدنا على معرفة من قد يرى العلم على أنه مهم لحياته والبحث عن فرص للتعلم والتحدث والتفاعل معه. يمكن أن يساعدنا مفهوم رأس المال العلمي على فهم لماذا لا يناسب العلم بعض الشباب. ويمكن أن يساعدنا أيضًا على التفكير بشكل خلاق وفعال حول ما يمكن أن نفعله لتحسين تفاعل الناس مع العلم.

 

  يمكن لرأس المال العلمي أن يساعدنا على فهم السبب وراء أن بعض الشباب لا يناسبهم العلم  

 

تظهر الأبحاث أن الطلاب ذوي رأس المال العلمي العالي هم أكثر عرضة لرؤية أنفسهم على أنهم يمتلكون «هوية علمية». وامتلاك هوية علمية ينطوي على رؤية المرء لنفسه على أنه شخص يتماهى مع العلم، ولكنه يتضمن أيضًا إدراك أن الآخرين قد يفكرون فيك على أنك «شخص علمي». مرة أخرى، ترتبط الهوية العلمية ارتباطًا وثيقًا برأس المال العلمي. فمن بين هؤلاء الطلاب ذوي رأس المال العلمي العالي، وافق 79.5٪ على عبارة «يفكر الآخرون بي كشخص علمي». وينطبق الشيء نفسه على 3.3٪ فقط من الطلاب ذوي رأس المال العلمي المنخفض.

إذًا ما الذي يؤثر في هذه الأنماط في التطلعات والهوية؟ وما هي أهم عناصر رأس المال العلمي وأكثرها تأثيرًا؟ من الدراسات الاستقصائية، حددنا المكونات الرئيسية الأكثر ارتباطًا بأنماط الطموحات والهوية، وبالتالي فهي الأكثر تأثيرًا في تحديد رأس المال العلمي (الصندوق 1). 

 

الصندوق 1. أبعاد رأس المال العلمي

 

  1. محو الأمية العلمية.
  1. المواقف والقيم والميول المتعلقة بالعلم.
  1. المعرفة حول قابلية نقل العلم (أن العلم «يفتح الأبواب» لعديد من المسارات المهنية).
  1. استهلاك وسائط العلوم.
  1. المشاركة في سياقات تعلم العلوم خارج المدرسة.
  1. مهارات العلوم والمعرفة والمؤهلات العائلية.
  1. معرفة ناس يؤدون أدوارًا متعلقة بالعلوم.
  1. الحديث عن العلم في الحياة اليومية. 

 

كما يظهر في الصندوق أعلاه الذي يوضح الأبعاد، فإن رأس المال العلمي ينبع في جزء كبير منه من المحادثات والأنشطة والتجارب التي تحدث «خارج» الفصل الدراسي. بمعنى آخر، يمكن أن تؤدي مساحات التعلم مثل المتاحف ومراكز العلوم دورًا مهمًّا في تشكيل رأس المال العلمي. ومع ذلك، على الرغم من الجهود العديدة لجعل المعارض والبرامج أكثر شمولاً، تظل أنماط المشاركة في أنشطة تعلم العلوم غير الرسمية غير متكافئة. فمن المرجح أن يكون زوار المتاحف والمراكز العلمية من المجموعات الاجتماعية الاقتصادية الأكثر ثراءً والخلفيات العرقية الأبرز [3] [4].  وبالفعل، أظهرت أبحاثنا أنه في حين تمتعت العائلات من مجموعات الأقليات العرقية بزيارة سهلة إلى المتحف، يمكن عمل أكثر بكثير لإنشاء بيئة أكثر ترحيبًا تعكس الخبرات والثقافة والسلوك وحتى خيارات الطعام للسكان الأكثر تنوعًا [5a]:

«بدرجة أكبر أو أقل، عانت جميع العائلات من بعض جوانب زيارتهم، ووصفوها بأنها مربكة إلى حدٍّ ما وفي بعض الأحيان ساحقة.» [5b]

تضمنت هذه الدراسة مع خمسة أزواج من الآباء والأطفال ملاحظات حول زيارة عائلية لمتحف علمي كبير، ومقابلات سابقة ولاحقة مع أولياء الأمور، ومجموعات تركيز ومقابلات مع الطلاب. تمت ملاحظة الآباء والأطفال (الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عامًا) في أثناء استكشافهم للمتحف وحددت ثلاثة أطر من خلال التحليل لوصف الزيارات: مرحة، وذات مغزى، ومربكة. في حين أن ثلاث عائلات فقط صنفت زياراتها بأنها «مرحة» و«يوم مميز بالخارج»، أظهرت جميع العائلات بعض المؤشرات على أن زيارتها كانت «مربكة». صُنفت زيارة عائلة واحدة على أنها «ذات مغزى» وحيث يمكن أن يحدث التعلم، على الرغم من أن جميع العائلات قد ذكرت ذلك على أنه دافع للحضور إلى المتحف. كان للعائلة التي تم ترميز زيارتها على أنها «ذات مغزى» رأس مال ثقافي/علمي موجود مسبقًا أكثر من العائلات الأخرى، وكانت أكثر قدرة على الاستفادة من ذلك في المتحف كجزء من زيارتهم (على سبيل المثال شرح الأشياء بعضهم لبعض، في أثناء التنقل داخل المتحف، أو «عمل ما يحلو لهم»، حسب وصفهم). توضح هذه الدراسة أهمية دعم العائلات للاستفادة من رأس مالهم العلمي داخل المتحف.

 

معالجة المفاهيم الخاطئة والتأثيرات في متاحف العلوم ومراكز العلوم

 

 مع توسع نطاق مناقشة مفهوم رأس المال العلمي واستخدامه، فلا محال من أن تنشأ اختلافات ومفاهيم الخاطئة وتكيفات. وملاحظة هذه التفسيرات المتنوعة مفيدة في مساعدتنا على تحسين المفهوم بشكل أكبر: بالفعل، نواصل استكشاف ما يعنيه رأس المال العلمي في عملنا وكيف يمكن استخدامه لإبلاغ السياسة والممارسة. ومع ذلك، من المهم معالجة المفاهيم الخاطئة. فيما يلي نستكشف بعض الأسئلة والاستفسارات الأكثر شيوعًا حول رأس المال العلمي، ونرد على توضيح ما يعنيه رأس المال العلمي لمراكز العلوم ومتاحفها.

 

المفهوم الخاطئ الأول: من السهل تقييم رأس المال العلمي

عندما نتحدث عن الأفراد باعتبارهم يمتلكون رأس مال علمي «مرتفع» أو «منخفض»، فإن المعنى الضمني هو أن رأس المال العلمي هو شيء يمكنك بسهولة تقييمه وقياسه. ولكن، في الواقع، ليس من السهل وضع درجة رقمية على مستوى رأس المال العلمي لشخص ما. فتعقيد مفهوم رأس المال العلمي لا يفسح المجال للقياس السهل أو السريع. لجمع البيانات التي نحتاج إليها، يحتوي استبيان رأس المال العلمي على أكثر من 80 سؤالًا (عنصرًا)، ويستغرق إكمال الطلاب له ما بين 20 و40 دقيقة. تحسب «الدرجات» من خلال التحليل الإحصائي للإجابات وتحديد العلاقة بين الإجابات لعناصر معينة. نظرًا للوقت الذي يستغرقه إكمال الاستبيان وتحليل الردود، فإن الاستبيان ليس الأداة الأكثر فائدة لإعداد المتحف؛ حيث يكون الجمهور أكثر انتقالية.

لذلك نوصي المؤسسات باستخدام مفهوم رأس المال العلمي كأداة انعكاسية: للتفكير في الطرق التي يقدمون بها تجارب لها صدى مع حياة الزائرين المتنوعة، ومراجعة الأسباب التي تجعل بعض الناس يشعرون وكأنهم في موطنهم في المتاحف، بينما لن يشعر آخرون بالراحة عند الزيارة.

مع ذلك، حددنا مجموعة أصغر من قرابة 14 عنصرًا لها أقوى علاقة إحصائية بالطموحات العلمية والهوية العلمية. قدمت هذه العناصر في ورقة بحثية حديثة إلى جانب مناقشة كيفية اختيارها وما الأهمية التي تحملها [6]. هذه العناصر هي التي لها أكبر تأثير في تحديد مؤشر رأس المال العلمي للطالب، وبالتالي فهي أقوى صلة بالنتائج مثل التطلعات العلمية والهوية العلمية. فنقترح أن هذه العناصر يمكن أن تمثل «عمودًا فقريًّا» مفيدًا لمفهوم رأس المال العلمي، وستتضمن أداة قياس أكثر قابلية للتطبيق إذا استخدمت بالاقتران مع التحليلات النوعية لتصورات الزائر.

مع هذا، لا نعتقد أنه سيكون من المجدي استخدام هذه المجموعة الفرعية من الأسئلة كجزء من، على سبيل المثال، «استطلاع رأي خروج» قصير. فلن يوفر مثل هذا النهج عمق التفاصيل اللازمة لفهم تصورات الزائر وتطلعاته واستجاباته لتجاربه غير الرسمية. وفي الواقع، نوصي بأن تكون أي مقاييس كمية لرأس المال العلمي مؤشرًا مسبقًا لمزيد من التحليلات النوعية وفهم الطرق التي يعمل بها رأس المال العلمي عمليًّا.

 

  تكمن قيمة رأس المال العلمي في قدرته التوضيحية  

 

باختصار، بينما نأمل أن تقدم استبيانات رأس المال العلمي للممارسين والباحثين طريقة ملموسة لاستكشاف ومقارنة ورسم خريطة التغييرات في رأس المال العلمي بمرور الوقت (على سبيل المثال نتيجة للتدخل)، نلاحظ أن الاستبيانات أدوات غير حادة نسبيًّا. تكمن قيمة رأس المال العلمي في قدرته التوضيحية. بعبارة أخرى، يعد مفهوم رأس المال العلمي أكثر فائدة كأساس يمكن من خلاله التفكير، وتطوير البرامج، وتعديل الجلسات والمعارض، وهو طريقة تفكير يمكن للفرق اعتمادها.

 

الشكل رقم 2. سياقات رأس المال العلمي © Enterprising Science

 

المفهوم الخاطئ الثاني: رأس المال العلمي هو المعرفة العلمية

تعد المعرفة العلمية (المعرفة العلمية والمهارات العلمية وتقدير العلوم) جزءًا مهمًا من رأس المال العلمي، لكن رأس المال العلمي لا يمكن اختزاله في محو الأمية العلمية. يتضمن رأس المال العلمي أيضًا ممارسات أخرى، بما في ذلك الأشياء المتعلقة بالعلوم التي تفعلها، ومن تعرف له صلة بالعلوم، وما هي قيم عائلتك العلمية.

 

  يتضمن رأس المال العلمي أيضًا ممارسات أخرى، بما في ذلك الأشياء المتعلقة بالعلوم التي تفعلها،  

  ومن تعرف له صلة بالعلوم، وما هي قيم عائلتك العلمية.  

 

تتضح هذه النقطة عندما نتحدث إلى المعلمين حول دمج نهج رأس المال العلمي في تدريسهم. فبالفعل يعتمد كثير مما يفعله المعلمون الجيدون على محو الأمية العلمية. قد تتضمن الدروس كيفية تقييم المعلومات العلمية التي يواجهها الطلاب في وسائل الإعلام أو في المحلات التجارية في الإعلانات أو في المنزل.

غالبًا ما تتضمن برامج ومعارض المتاحف ومركز العلوم هذه العناصر أيضًا تقديم العلوم بطرق سياقية وذات صلة، وتمكين الزائرين من المناقشة والتساؤل واكتساب تقدير للموضوع.

إذًا ما الاختلاف في رأس المال العلمي؟ يوضح رأس المال العلمي أهمية جميع الأبعاد الأخرى التي يجب تناولها داخل معارض وبرامج المتاحف والمراكز العلمية. على سبيل المثال، من المهم أيضًا مناقشة وعرض قابلية نقل العلوم لمجموعة من الوظائف والمسارات المهنية. ويمكن للمتاحف والمراكز العلمية أن تؤدي دورًا رئيسيًّا في تقديم هذه الفكرة، وتشجيع الزوار على مناقشتها بشكل أكبر. يسلط رأس المال العلمي الضوء أيضًا على أهمية التحدث عن العلوم خارج المدرسة – مرة أخرى، فرصة أخرى لمراكز العلوم ومتاحفها للمساهمة في بناء المشاركة من خلال دعم الزوار لمناقشة العلوم مع الآخرين.

 

المفهوم الخاطئ الثالث: نهج رأس المال العلمي يتمحور ببساطة حول توفير مزيد من الخبرات  

يذكرنا مفهوم رأس المال العلمي بالنظر في التأثيرات المتنوعة التي تؤثر في مشاركة الشباب (أو عدم مشاركتهم) في العلم. ومن خلال احترام التنوع الواسع للتجارب الثقافية التي قد يمتلكها الأشخاص، ومن خلال البدء بهذه التجارب، يمكننا دعم مزيد من الأشخاص للشعور بالراحة في متاحفنا ومراكزنا العلمية.

 

  البدء من الخبرات الشخصية والمعيشية للمتعلمين وبناء صعودًا  

 

لا يقتصر نهج رأس المال العلمي على توفير مزيد من الخبرات، على الرغم من أن هذا عامل مهم. فيتعلق الأمر بالبدء من الخبرات الشخصية والمعيشية للمتعلمين والبناء صعودًا؛  حيث يتضمن سؤال المتعلمين عما يعرفونه، وكيف يفكرون، وماذا يفعلون، ثم ربط هذه التجارب بالعلوم المتعارف عليها. فيسأل عمن تتحدث بالعلم؟ وما الذي يعتقده ويعرفه والداك أو عائلتك عن العلوم؟ وماذا تفعل خارج المدرسة؟

على مدار العام الماضي، استخدمنا هذه الأفكار للعمل مع المعلمين لدعمهم في تضمين رأس المال العلمي في دروسهم الخاصة. ومن خلال تشجيع التفكير وتنفيذ تغييرات أو «تنقيحات» صغيرة نسبيًّا على دروسهم الحالية، فإننا ندعم المعلمين لبناء رأس مال علمي بين الشباب. نحن نشجع المعلمين على التفكير في استنباط المعرفة من المتعلمين، وتشجيع المتعلمين على مشاركة مصادر معارفهم الثقافية والمحلية الشخصية. على سبيل المثال، في درس حول العزل ، قد يستخدم المعلم معرفة الطلاب بمطاعم الوجبات الجاهزة المحلية لاستكشاف جودة العزل الحراري لمواد التغليف وبالتالي وضع محتوى العلوم في التجارب الشخصية والمحلية للشباب. أفاد المعلمون أنه بعد إجراء هذه التحولات في ممارساتهم، أصبح الطلاب أكثر اهتمامًا وانخراطًا في الدروس[7].

بالنسبة إلى ممارسة المتاحف والمراكز العلمية، تسلط النتائج التي توصلنا إليها من الفصل الدراسي الضوء على ضرورة تقديم مجموعة أكبر من الخبرات والخلفيات والموارد في مساحاتنا – في محتوى المعارض والبرامج، ولكن أيضًا في متاجرنا ومقاهينا وفي تكوين موظفينا. بالتالي قد يشمل نهج رأس المال العلمي التعاون والتطوير مع المجتمعات غير المهيمنة، وشراكات طويلة الأمد مع مجموعات الجمهور. وسيشمل أيضًا استخدام الخبرات السابقة للزوار كنقاط انطلاق للبرامج التعليمية؛ لاستنباط مساهماتهم وتقييمها، ومن ثم ربطها بالعلوم.

 

الخاتمة

 

تنتشر مناقشات وتطبيقات رأس المال العلمي وتتزايد – انظر أمثلة على الممارسة باستخدام أفكار رأس المال العلمي من جمعية العلوم البريطانية ومجموعة متحف العلوم، والتفكير المحدد حول رأس المال العلمي في الفيزياء والرياضيات.

عوائق أخرى غير نقص الاهتمام تحد من قدرة الطلاب على التماهي مع العلوم والشعور بالراحة إزاء المشاركة فيها

اكتسب المفهوم أيضًا اهتمامًا على مستوى السياسة. فعلى عكس عديد من المبادرات السابقة، يقر نهج رأس المال العلمي بأن عدم الاهتمام بالعلوم قد لا يكون السبب وراء اختيار الطلاب عدم متابعة العلم بعد التعليم الإلزامي. بدلاً من ذلك، يسلط رأس المال العلمي الضوء على القيود الأخرى – التصميم الحصري لتجارب التعلم– التي تحد من قدرة الطلاب على التماهي مع العلم والشعور بالراحة إزاء المشاركة فيه. تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن السياسة المستقبلية يجب أن تهدف إلى التدخلات التي تبني رأس المال العلمي للطلاب، وتغير بشكل كبير المجال أو السياقات التي يعمل فيها الطلاب من أجل تقييم الخلفيات والموارد والخبرات المتنوعة.

في جامعة كينجز كولدج لندن، نتقدم بهذا العمل في اتجاهات عديدة – لقد نظرنا في السلوكيات والخبرات داخل المتاحف [5c]، وفي فهم المعلمين وأدائهم لرأس المال العلمي [8]، واستخدام رأس المال العلمي كعدسة للنظر في الاختلافات في السلوكيات والإنصاف والوصول لمجموعات مختلفة من الطلاب [9]

ونأمل أن يزود هذا المفهوم صانعي السياسات والممارسين بإطار عمل مفيد للمساعدة في فهم الأشكال التي تشكل انخراط الشباب (والمقاومة المحتملة!) في العلم، ومشاركتهم وتعلمهم في فضاءات تعلم العلوم الرسمية وغير الرسمية. باختصار، نأمل أن يكون المفهوم منطقيًّا ويتوافق مع تجاربك الخاصة.

في المستقبل، نأمل أن نواصل العمل على الآثار المترتبة على رأس المال العلمي للممارسة –لا سيما فيما يتعلق بتحدي عدم المساواة في المشاركة والعمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ لضمان أن جميع الشباب يمكنهم الاستمتاع بفوائد المشاركة العلمية.

 

لمعرفة مزيد والبقاء على اتصال: www.kcl.ac.uk/enterprisingscience وEnterprisingSci. راجع كتيب Science Capital Made Clear (توضيح رأس المال العلمي) الخاص بنا.

 

المراجع

[1] Bourdieu, P. (1984). Distinction: A social critique of the judgement of taste. (R. Nice, trans.). London: Routledge and Kegan.

[2a] [2b] Archer, L., Dawson E., DeWitt, J., Seakins, A., & Wong, B.  (2015) 'Science capital': a conceptual, methodological, and empirical argument for extending Bourdieusian notions of capital beyond the arts. Journal of Research in Science Teaching, 52(7), pages 922–948.

[3] Dawson, E. (2014). “Not Designed for Us”: How Science museums and science centers socially exclude low-income, minority ethnic groups. Science Education, 98(6), 981–1008.

[4] Ipsos MORI. (2014). Public attitudes to science. London: Department for Business, Innovation and Skills.

[5a] [5b] [5c] Archer, L., Dawson, E., Seakins, A., & Wong, B. (2016a) Disorientating, fun or meaningful? Disadvantaged families’ experiences of a science museum visit. Cultural Studies of Science Education (online first)

[6] DeWitt, J., Archer, L., & Mau, A. (2016) Dimensions of science capital: exploring its potential for understanding students’ participation. International Journal of Science Education, (online first here)  

[7] Archer, L. et. al (forthcoming) Sociology of education - beyond the critical secretary?

[8] King, H., Nomikou, E., Archer, L., & Regan, E. (2015). Teachers’ Understanding and Operationalisation of ‘Science Capital’. International Journal of Science Education, 37(18), pages 2987-3014.

[9] Archer, L., Dawson, E., Seakins, A., DeWitt, J., Godec, S., & Whitby, C. (2016b) “I’m Being a Man Here”: Urban Boys’ Performances of Masculinity and Engagement with Science During a Science Museum Visit, Journal of the Learning Sciences, 25(3), pages 438-485

 


نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية في العدد رقم 25 (ديسمبر، 2016) من مجلة «سبوكس» Spokes الإلكترونية التي تصدرها رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite تحت عنوان: «رأس المال العلمي» Science Capital، ويمكنكم الاشتراك مجانًا في مجلة «سبوكس» من هنا.

قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون الرجوع إلى رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite.