كيف تنظم فعالية توعية علمية ناجحة؟


بقلم: إيناس عيسى

بينما تؤدي المؤسسات التعليمية التي تقدم تعليمًا علميًّا رسميًّا وغير رسمي دورًا رئيسيًّا في التواصل العلمي وإثراء الأشخاص المهتمين بالعلوم بالمعرفة، فإن هذا لا يعني أن هذه المؤسسات هي الأماكن الوحيدة التي يمكن القيام بذلك فيها. بمعنى آخر، لا يمكن حصر العلم داخل أربعة جدران.

لطالما كان التواصل العلمي إحدى الطرق لنشر المعرفة العلمية على نطاق واسع والوصول إلى جمهور بعيدًا عن المعامل ومراكز العلوم ومتاحفها. ففي حين أن الأنشطة والتجارب التي يحصل عليها الزائرون في المركز العلمي أو متحف العلوم قد تكون أكثر تخصصًا بفضل الأدوات المتاحة، يمكن أن تكون أنشطة وبرامج التوعية العلمية أسهل.

ماذا تقدم فعاليات التوعية العلمية؟

يمكن لفعاليات التوعية العلمية أن تعمل في كلا الاتجاهين: بالنسبة إلى المتعلمين، يمكن أن تعمل هذه الفعاليات كفرص غنية للمساعدة في تعريفهم بالعلوم من خلال ربط العلوم بحياتهم اليومية. من ناحية أخرى، يمكن لهذه الفعاليات أن تصقل مهارات التدريس لدى القائمين بالتواصل العلمي وتساعدهم على بناء الثقة في قدراتهم في تقديم المعرفة العلمية.

علاوة على ذلك، يمكن لهذه الفعاليات:

  1. زيادة إمكانية الوصول إلى المعلومات العلمية للجمهور العام؛
  1. تعزيز فهم أكبر للعلم والمنهج العلمي؛
  1. تزويد الجمهور برؤى أكبر حول القضايا المتعلقة بالعلوم من خلال التفاعل المباشر.

لا تشمل برامج التوعية العلمية التجارب فحسب؛ فيمكن أن تشمل عروض الأفلام ومناقشة الموضوعات العلمية المبسطة والمشاركة المباشرة في المشروعات والمعارض العلمية أيضًا.

موضوعات ذات صلة: طرق التواصل العلمي وأنواعه

 

 

مكونات برنامج التوعية العلمية الناجح

لا نجاح يأتي من فراغ؛ فتساعد بعض المكونات موصلي العلوم في الحصول على النتائج المرجوة. بالإضافة إلى معرفة الجمهور الذي ستخاطبه من أجل تحديد اللغة والمرئيات والاستعارات المناسبة لاستخدامها لزيادة المشاركة، تحتاج إلى:

  • وضع خطة واضحة ذات هدف محدد: سيساعد ذلك على تحديد الجدول الزمني لكل خطوة والفعالية بأكملها. قد يكون من المهم أيضًا التفكير في بعض متطلبات ما قبل النشاط، مثل توظيف المشاركين وتدريبهم، واختيار المكان المناسب، وتصميم حملة تسويقية لإحداث تأثير حقيقي.
  • معالجة مسألة مهمة متعلقة بالمجتمع: من شأن ذلك أن يساعد على زيادة اهتمام الجمهور ومشاركته. يمكن تقييمها بوسائل رسمية مثل سلسلة من ورش العمل والدراسات الاستقصائية، أو من خلال مناقشة غير رسمية. على سبيل المثال، نظرًا لأن قضايا البيئة وتغير المناخ أصبحت مؤخرًا مثيرة للقلق، فإن زيادة المعرفة العلمية المتعلقة بالقضايا البيئية من شأنها أن تساعد على تغيير السلوك في المجتمع وسيشعرون أنه وثيق الصلة بأنشطتهم اليومية.
  • جمع التقييمات قبل الحدث وبعده وتعليقات المشاركين: الملاحظات التي تحصل عليها بعد الحدث لها أهمية مساوية للاستعدادات. لذلك، للحصول على نتائج أفضل من الفعاليات الخاصة بك، سيكون من المهم تتبع مدى نجاح تحقيق أهداف الحدث للعمل على حل المشكلات وتعزيز ما تم بالفعل.

يجب أن تكون هذه التعليقات من جميع الأشخاص المعنيين: المنظمين والمشاركين والمتطوعين. سيكون هذا أمرًا بالغ الأهمية لتحديد ما يجب تحسينه بالإضافة إلى جمع البيانات المهمة حول اهتمامات المشاركين، من أجل تنظيم حدثك التالي بشكل أفضل وتخصيصه وفقًا لمعايير أوسع.

يمكن جمع هذه التعليقات من خلال الاستطلاعات، خاصة إذا كان أحد أهداف الحدث تحسين المعرفة بموضوع علمي أو التدريب على مهارات معينة. سيساعدك هذا أيضًا في أثناء جمع التمويل للفعاليات المستقبلية.

  • الحصول على تمويل: قد تكون تكلفة هذه الأحداث باهظة الثمن، مما يعني أنك قد تحتاج إلى تمويل لإخراج أفكارك من رأسك وتجسيدها في برنامج أو نشاط حقيقي.

أولاً، تحتاج إلى إجراء البحث الخاص بك فيما يتعلق بمصادر التمويل المحتملة، مع مراعاة أنواع مختلفة منها، مثل المؤسسات الخاصة والشركات والبرامج الحكومية. يجب أن يتوافق بحثك مع جمهورك المستهدف وخطتك العامة لتجنب مزيد من القيود التي قد تؤثر في برنامجك بالكامل. أيضًا، تحتاج إلى وضع خطة بديلة في حالة عدم حصولك على تمويل كامل وكيفية إدارتك لذلك.

بعد ذلك، تحتاج إلى إعداد اقتراح يصف الإعداد وتصميم النشاط ويسلط الضوء على الميزات المبتكرة للمشروع المقترح مع ميزانية مفصلة للمشروع. ستحتاج أيضًا إلى تقديم المستندات التي تثبت مصداقية مؤسستك وقدرتها على تلقي الأموال وإدارتها.

  • استمتع! يجب أن يشعر موصلو العلوم دائمًا بالشغف والحماس لنشر المعرفة العلمية. في هذه الفعاليات، سيضمن نقل مثل هذا الشغف والإثارة للمتعلمين فعالية ناجحة.

موضوعات ذات صلة: السمات والتوصيات الرئيسية للتواصل العلمي الشامل

 

 

أمثلة لفعاليات وبرامج التوعية العلمية الناجحة

يجب أن تعمل برامج التوعية العملية من أجل تطوير المعرفة والقدرات العلمية للمشاركين، مع القوة العميقة للتعليم. من الأمثلة المثيرة للاهتمام لبرامج التوعية الناجحة:

  1. أكاديمية التشريح

من البرامج البحثية والتوعوية العلمية الملهمة «أكاديمية التشريح»، التي تهدف إلى تعزيز الحياة الصحية للأطفال وتشجيع متابعة التعليم العالي من خلال تدريس علم التشريح ومعلومات التغذية الأساسية.

صمم هذا لذوي الإعاقة وغير المعاقين، ويستند إلى التعلم النشط. يسمح هذا البرنامج للموجهين باكتساب مهارات تدريسية أفضل وتطويرها، مثل تقديم المحتوى، ومشاركة الطلاب، وإدارة الفصل، والمهنية.

  1. لنتحدث عن العلم

يهدف هذا البرنامج من جامعة أوتاوا إلى توصيل معرفة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات إلى المناطق الأصلية والنائية. نجح في الوصول إلى أكثر من 10.000 طالب من خلال برنامجين رئيسيين:

(1) رحلات توعية لمدة أسبوع إلى المجتمعات النائية ومجتمعات السكان الأصليين،

(2) برنامج إرشادي لمدة عام لطلاب المدارس الثانوية من السكان الأصليين.

لقد ساعد المتطوعين على تعلم استراتيجيات مختلفة لضمان تجربة تعليمية ناجحة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للطلاب المشاركين. إلى جانب تعليم الأطفال حول العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، تعمل أيضًا على إعادة إشعال شغف الطلاب بالعلوم، الذي تضاءل بسبب تجاربهم السلبية السابقة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

نظمت الدروس المدرجة في هذا البرنامج لتشمل مقدمة موجزة للموضوعات، لضمان حصول الطلاب على المعرفة الأساسية، يليها نشاط أو تجربة عملية، ومزيد من ورش العمل المتعمقة. تجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج يساعد الطلاب والمعلمين في المناطق النائية على الحصول على الأدوات المطلوبة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات نظرًا لافتقارهم إليها في هذه المناطق البعيدة.

تعد المعرفة العلمية من الأشياء الغنية التي يمكن تطويرها بطرق مختلفة، وتعد برامج وأحداث التوعية العلمية دليلًا حقيقيًّا على كيفية تشكيلها بوضوح، بطرق مفيدة للغاية لكل من المعلم والمتعلم.

 


مراجع