ممارسات وعناصر الاستدامة المختلفة في مراكز العلوم ومتاحفها


بقلم: إيناس عيسى

لا يمكن إنكار أن الحفاظ على مواردنا الطبيعية أصبح قضية ملحة يمكن لكل واحد منا المساهمة بنشاط فيها، بدءًا من إهدار كميات أقل من الطعام والمياه، وتجنب المنتجات غير الصديقة للبيئة، واختيار الأجهزة الموفرة للطاقة على غيرها. على نطاق أوسع، يمكن أن يكون للمراكز العلمية ومتاحف العلوم جهود استدامة ملحوظة. لتحقيق هذا الهدف، عملت عديد من المراكز والمتاحف العلمية على زيادة الوعي العام بالاستدامة من خلال تصميمها وهيكلها، فضلاً عن التجارب الغامرة والألعاب التفاعلية.

ميزات الاستدامة المختلفة

بينما تنظر بعض المراكز والمتاحف العلمية في معايير الاستدامة في أثناء وضع الأسس، فإن بعضًا آخر يشمل التجديد المستدام من خلال عملها، وتطبيق الإرشادات التالية خلال مراحلها المختلفة:

  • الإدارة المسؤولة للنفايات الناتجة عن التفريغ والهدم.
  • الاستخدام الأمثل للمواد للحدِّ من التأثير في البيئة قدر الإمكان.
  • تحسين العزل لتقليل استهلاك الطاقة.
  • الصيانة المستدامة بمجرد انتهاء العمل.
  • تنفيذ إجراءات إعادة التدوير وإعادة استخدام المواد.

العمارة المستدامة في مراكز العلوم ومتاحفها

يعزز مفهوم العمارة المستدامة بشكل أساسي ثلاث ممارسات:

  1. الاستخدام الفعال للطاقة في المباني لمنع تكاليف الطاقة غير الضرورية.
  2. الاستفادة من الموارد المحلية لعمليات النظام.
  3. التأكد من عدم وجود آثار بيئية سلبية.

في المراكز والمتاحف العلمية، أساس العمارة المستدامة يكون تصميم يتماشى مع الطبيعة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال اختيار الموقع المناسب واتجاه الهيكل للاستفادة من أشعة الشمس للإضاءة والتبريد.

علاوة على ذلك، يمكن لهذه الكيانات التحول إلى استخدام المواد المعاد تدويرها التي يتم شراؤها من الموردين المحليين لتقليل البصمة الكربونية من الشحن. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم العزل المناسب لتقليل الحاجة إلى التدفئة وتكييف الهواء قدر الإمكان.

خلال هذه العملية برمتها، تعد التقنيات الجديدة ضرورية؛ مثل أبراج التبريد التبخيري، وأنظمة إعادة تدوير المياه، والألواح الشمسية، والإدارة الذكية لدرجة الحرارة والرطوبة.

أمثلة على متاحف مستدامة

إلى جانب هيكلها الصديق للبيئة الذي يحارب تغير المناخ، تطبق المراكز والمتاحف المستدامة عناصر مختلفة تحمي البيئة؛ مثل مواقف الدراجات والحدائق العمودية واستجماع مياه الأمطار ومعالجتها.

فيما يلي 4 أمثلة على متاحف العلوم التي طبقت العمارة المستدامة في تصميمها:

1- أكاديمية كاليفورنيا للعلوم، سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة الأمريكية

يهدف هذا الكيان الذي افتتح للجمهور عام 2008 إلى أن يكون المتحف الأكثر صداقة للبيئة في العالم. ويتميز بعديد من الميزات المستدامة، مثل «السطح الحي» Living Roof، الذي تحيط به الألواح الشمسية، ويمكنه التقاط مياه العواصف الزائدة، وتوفير العزل لتقليل استهلاك الطاقة، وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين. يعد أيضًا موطنًا لقرابة 1.7 مليون نبات يمكن أن تعمل كملاذ للطيور والحشرات وغير ذلك.

2- متحف برادو، مدريد، أسبانيا

عمل هذا المتحف على تحقيق الاستدامة من خلال تطبيق نظام إضاءة LED جديد أكثر استدامة نتج عنه توفير سنوي للطاقة بنسبة 75٪ إلى جانب خفض انبعاثاته بمقدار 320 طنًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا. وقد عمل أيضًا في مشروعات لزيادة الوعي بتغير المناخ ودخل في شراكة عام 2019 مع الصندوق العالمي للحياة البرية (WWF) لتغيير أربعة أعمال فنية معروفة من مجموعتها. 

3- متحف بوسطن للأطفال، بوسطن، الولايات المتحدة الأمريكية

هذا المتحف مستدام من حيث التصميم والمحتوى. في التصميم، يتميز بميزات مثل استصلاح مياه الأمطار، والإضاءة الفعالة، والتدفئة والتبريد في الوقت الحقيقي، والتدبير المنزلي الأخضر. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي على سقف أخضر تبلغ مساحته 6400 قدم مربع مغطى بالنباتات والمواد العضوية. كما أنه يجمع مياه الأمطار ويقلل من تلوث الهواء.

لزيادة وعي الزائرين بالاستدامة، يشرح المتحف لهم ميزات التصميم المستدام هذه في جميع أنحاء المكان من خلال «المسار الأخضر» Green Trail وكيفية عملها؛ حيث تقترح كل محطة على المسار طرقًا مختلفة يمكن للأشخاص من خلالها تنفيذ هذه الميزات في منازلهم ومجتمعاتهم لجعلها خضراء أكثر.

4- متحف موزى MuSe، ترينتو، إيطاليا

يستخدم متحف العلوم هذا الذي افتتح في عام 2013 التكنولوجيا المتقدمة لتقليل تأثيره في البيئة من خلال استخدام مجموعة من مصادر الطاقة المتجددة بما في ذلك الطاقة الشمسية. يؤدي تصميمه أيضًا دورًا في توفير الطاقة؛ حيث صممت عناصر أخرى مثل النوافذ وسمك الجدار والستائر لزيادة أداء الطاقة في المبنى. علاوة على ذلك، يعيد المتحف استخدام مياه الأمطار في المراحيض والصوب الزجاجية والأكواريوم. كذلك يستخدم المتحف مواد من مصادر محلية حيثما أمكن لتقليل التلوث الناجم عن وسائل النقل ويمكن الوصول إليها بسهولة بالدراجة أو بواسطة وسائل النقل العام.

باختصار، الاستدامة كرسالة لها وجوه مختلفة يجب تحقيقها؛ ليست كلها على نطاق واسع، ومع ذلك يمكن للجميع التأثير بشكل إيجابي في البيئة.

 


مراجع