الهروب من النسيان: كيف يعيد الدماغ تشغيل نفسه بعد التخدير العميق


بقلم: نور هاني

هل تساءلت يومًا عما يحدث لعقلك عندما تكون فاقدًا للوعي؟ هل تعرف كيف يعيد دماغك تشغيل نفسه بعد الغيبوبة أو النوم العميق نتيجة التخدير؟ حسنًا، فقد طرأت كثير من هذه الأسئلة في أذهان العلماء وأجريت دراسة للتحقيق وتتبع عملية استعادة الوعي بعد التخدير.

سمح اختراع التخدير الرائع بإجراء ملايين العمليات الجراحية الخالية من الألم على مدار عقود، ولكن ما الذي يجعل دماغنا ينام في نوم عميق وما الذي يحدث في أثناء عملية الاستيقاظ مرة أخرى؟https://www.bibalex.org/SCIplanet/en/Article/Details.aspx?ID=97 للإجابة على ذلك، شملت التجربة 30 شخصًا جميعهم أصحاء تم تخديرهم لمدة ثلاث ساعات. في أثناء هذه الفترة الزمنية، قاس العلماء نشاط الدماغ باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG) وقيس نشاط النوم والاستيقاظ قبل التجربة وبعدها.

أظهرت الدراسة أن أقسام الدماغ تعود إلى العمل واحدة تلو الأخرى وليس في الوقت نفسه. فتكون أول القدرات عودة إلى العمل هي حل المشكلات المجردة، التي يتم التعامل معها بواسطة قشرة الفص الجبهي. ومع ذلك، فإن مناطق أخرى من الدماغ تستغرق وقتًا أطول للعودة، مثل إدارة رد الفعل والوقت والانتباه. يقول أخصائي التخدير ماكس كيلز، من جامعة بنسلفانيا: «على الرغم من المفاجأة في البداية، إلا أنه من المنطقي من الناحية التطورية أن يحتاج الإدراك العالي إلى التعافي مبكرًا». فإذا كان شخص ما، على سبيل المثال، فاقدًا للوعي واستيقظ فجأة على تهديد، فإن قشرة الفص الجبهي ستساعده في وضع خطة عمل.

في أثناء فترة التجربة وبينما كانت المجموعة المكونة من 30 شخصًا نائمة، كانت مجموعة أخرى من 30 شخصًا يتمتعون بصحة جيدة ومستيقظين طوال الوقت. بعد التخدير لساعات، استيقظت المجموعة النائمة، وفحصت كلتا المجموعتين لقياس نشاط الدماغ. وبشكل مثير للدهشة، استعاد المشاركون وظيفتهم المعرفية إلى المستوى نفسه تقريبًا لمن ظلوا مستيقظين خلال التجربة بأكملها. علاوة على ذلك، لم تتأثر أنماط نومهم في الأيام التالية للتجربة.

«يشير هذا إلى أن دماغ الإنسان السليم قادر على الصمود، حتى مع التعرض الطويل للتخدير العميق. ومن الناحية السريرية، يشير هذا إلى أن بعض اضطرابات الإدراك التي نراها غالبًا لأيام أو حتى أسابيع في أثناء التعافي من التخدير والجراحة – مثل الهذيان – قد تُعزى إلى عوامل أخرى غير التأثيرات المستمرة لعقاقير التخدير على الدماغ»، هكذا قال مايكل أفيدان، كلية الطب بجامعة واشنطن.

إنه لأمر مدهش حقًا كيف يفاجئنا الدماغ البشري دائمًا بقدراته التي لا حصر لها. وما زال هناك دراسات عديدة أخرى متعلقة بالدماغ يجب إجراؤها؛ حيث توجد أسئلة لا حصر لها تحتاج إلى إجابة. إن فضولنا هو الذي يدفعنا إلى البحث عن إجابات، ربما لأسئلة لم نعتقد أبدًا أنها موجودة.

المراجع

https://labblog.uofmhealth.org/lab-report/escape-from-oblivion-how-brain-reboots-after-deep-anesthesia

https://www.sciencealert.com/here-s-how-the-brain-reboots-itself-after-the-deep-sleep-of-anesthesia

https://www.sciencedaily.com/releases/2021/05/210527112419.htm