يشق المتحور «دلتا» طريقه عبر الحشود!


بقلم: نور هاني

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، وهو المسبب للمرض المعروف باسم كوفيد-19، يشهد العالم متحورات جديدة وموجات متعددة من الفيروس، ما ترك علماء العالم في حيرة بشأن ما قد يحدث بعد ذلك.

في ديسمبر 2020، زحف متحور يسمى «دلتا» إلى ولاية ماهاراشترا الهندية. في البداية، لم يكن المتحور ذا أهمية لتلك الدرجة؛ ولكن، بعد بضعة أشهر، عندما وجد طريقه إلى نيودلهي، تحول الأمر إلى كارثة، وصولًا إلى 30.000 حالة يومية في أواخر أبريل 2021. قال أنوراج أجراوال، قائد معهد علم الجينوم والبيولوجيا التكاملية في نيودلهي: «فجأة ... أصبح مسيطرًا ليمحي الفيروس «ألفا» تمامًا». بعد انتشاره في جميع أنحاء العالم، صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه «متحور مقلق» في 11 مايو.

وحتى الآن، هناك أربعة متحورات مقلقة حددتها منظمة الصحة العالمية: ألفا (ب 1.1.7)، وبيتا (ب 1.351)، وجاما (ص 1)، ودلتا (ب 1.617.2). يحتوي متحور دلتا على طفرات متعددة، ولا يمكن فهم أي منها حقًا عندما يتعلق الأمر بوظيفته؛ قال ديبتي جورداساني، عالم الأوبئة السريرية في جامعة كوين ماري بلندن، إن ما يعرفه العلماء هو أن هذه الطفرات هي عامل في «السماح للفيروس بالارتباط بخلايا البشر ومساعدة الفيروس على الهروب من بعض الاستجابات المناعية».

 

 

يعمل العلماء والباحثون في جميع أنحاء العالم على اكتشاف ما يجعل هذا المتحور تحديدًا خطيرًا للغاية. «إنهم يركزون على مجموعة من تسع طفرات في بروز تشفير الجينات، وهو البروتين الذي يثبّت سطح الفيروس ويسمح له بغزو الخلايا البشرية. إحدى الطفرات المهمة، وتسمى P681R، تغير الحمض الأميني في بقعة مباشرة بجوار موقع انقسام الفيورين؛ حيث يقطع إنزيم بشري البروتين، وهي خطوة أساسية تمكن الفيروس من غزو الخلايا البشرية. وفي متحور ألفا، أدت الطفرة في ذلك الموقع إلى جعل الانقسام أكثر كفاءة؛ فأظهرت نسخة أولية نُشرت في أواخر مايو أن التغيير المختلف في دلتا يجعل انشقاق الفيورين أسهل. ويقترح الباحثون أن هذا يمكن أن يجعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال».

في الهند، كانت متحورات فيروس كورونا الأخرى أقل نجاحًا من دلتا، فما الذي يسبب هذا الاختلاف؟ هناك نوع آخر من الطفرات التي قد تؤدي إلى «إحباط» المناعة. «نعتقد أن طفرة 157/158 هي واحدة من الطفرات المميزة في دلتا، التي أعطته هذا النمط الظاهري للتهرب المناعي» حسب تريفور بيدفورد، عالم الأحياء الحاسوبية في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان.

لا يزال دلتا لغزًا كبيرًا لا نعرف عنه شيئًا. وقد يستغرق الأمر شهورًا حتى يفهم العلماء ويتعلمون مزيدًا عن هذا المتحور، لأنه يحتوي على عديد من الطفرات، كل منها مسئول عن دور مختلف تمامًا في تقويته. قال عالم الفيروسات ديفيد باور من معهد فرانسيس كريك: «يمتلك دلتا عديد من الطفرات في البروتين النووي القابس، على سبيل المثال، الذي له عديد من الوظائف، وكأنه بروتين سكين الجيش السويسري».

من الواضح الآن أنه لا أحد منا يستطيع أن يوقف أو يسيطر على فيروس كورونا أو متحوراته. ومع ذلك، فمن المهم حقًا أن نسرع ​​في أخذ التطعيم، خاصة في الأماكن التي يضرب فيها دلتا أكثر. فيسري اعتقاد بأنه يمكن التحكم في المتحور إلى حد كبير وأن التطعيم يوفر نوعًا من الحماية ضده. يقول كاتزوراكيس، عالم الفيروسات التطوري بجامعة أكسفورد: «أي شيء حدث مرتين على الأقل في التطور هو جزء من نمط، فلن أتفاجأ كثيرًا إذا رأينا تغيرات مماثلة خلال العام أو العامين القادمين».

المراجع

https://www.sciencemag.org/news/2021/06/delta-variant-triggers-dangerous-new-phase-pandemic

https://www.dw.com/en/fact-check-what-do-we-know-about-the-coronavirus-delta-variant/a-57949754