هل يمكن أن تساعد ألعاب الفيديو على تعزيز ذكاء الأطفال؟


بقلم: إيناس عيسى

في الوقت الحاضر، من النادر رؤية طفل لا يحمل هاتفًا ذكيًّا أو جهازًا لوحيًّا، وعيناه ملتصقتان بالشاشة، منشغلًا تمامًا بما يشاهده. في الواقع، يستهلك وقت الشاشة جزءًا كبيرًا من وقت الأطفال.

بينما تبحث الدراسات المختلفة في تأثير وقت الشاشة على صحة الأطفال –مثل السمنة، والشعور بالتعب، والتوحد، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والاضطرابات المعرفية الأخرى– فإن إيجاد رابطًا بين عادات الشاشة –لعب ألعاب الفيديو، والتواصل الاجتماعي، ومشاهدة التلفزيون– والوظائف الإدراكية لم يسلط ما يكفي من الضوء عليه.

هذا ما توصلت إليه دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد وجامعة فريجي أمستردام.

دراسة الارتباط بين ألعاب الفيديو والذكاء

في الدراسة الأخيرة، قدر الباحثون تأثير أنواع مختلفة من وقت الشاشة، سواء قضيت في مشاهدة التلفزيون، أو التواصل الاجتماعي عبر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أو اللعب من خلال ألعاب الفيديو، على ذكاء الأطفال بمرور الوقت. فحللوا 9855 طفلاً بعمر 9–10 سنوات، وبعد عامين. خضع الأطفال لاختبارات لقياس قدراتهم المعرفية العامة. وسُئل آباؤهم أيضًا عن مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال في مشاهدة التلفزيون ومقاطع الفيديو ولعب ألعاب الفيديو والتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي.

 

 

ألعاب الفيديو لها تأثيرات أفضل من مشاهدة التلفزيون

أظهرت النتائج في بداية الدراسة أن الوقت الذي يقضيه المرء في التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفاز يرتبط ارتباطًا سلبيًّا بالذكاء وكذلك الألعاب. ومع ذلك، بعد عامين من قضاء وقت أعلى من المتوسط –أكثر من 2.5 ساعة يوميًّا– أثر لعب ألعاب الفيديو بشكل إيجابي في الذكاء أكثر من المتوسط. من ناحية أخرى، لم يكن للتواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون أي تأثير إيجابي أو سلبي.

يضيف هذا إلى نتائج البحث السابقة التي وثقت الفوائد المعرفية لألعاب الفيديو، وكيف يمكن أن تساعد الأطفال على التعلم بشكل أفضل.

الموضوعات ذات الصلة: هل يمكن لألعاب الفيديو الحركية تحسين مهارات القراءة؟

 

 

ألعاب الفيديو يمكن أن تعزز الذكاء

يقول توركل كلينجبيرج، أستاذ علم الأعصاب الإدراكي في قسم علم الأعصاب بمعهد كارولينسكا: «لم نفحص تأثيرات سلوك الشاشة في النشاط البدني، أو النوم، أو الرفاهية، أو الأداء المدرسي، لذلك لا يمكننا قول أي شيء عن ذلك. ولكن نتائجنا تدعم الادعاء بأن وقت الشاشة بشكل عام لا يضعف القدرات المعرفية للأطفال وأن ممارسة ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد على تعزيز الذكاء. وهذا يتفق مع عديد من الدراسات التجريبية حول ممارسة ألعاب الفيديو».

تسلط هذه النتائج الضوء على دور البيئة المحيطة في ذكاء الأطفال، وكيف تؤثر في وظائفهم المعرفية؛ حيث يوجد شيء يمكن أن يكون بمثابة تدريب معرفي. ويضيف توركل كلينجبيرج: «سنعرف من خلال دراسة تأثيرات العوامل البيئية الأخرى وكيف ترتبط التأثيرات المعرفية بنمو دماغ الطفولة».

 


مراجع