كيف يمكن أن يؤثر ربط الذكاء بالذكور في خيارات الأطفال المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؟


بقلم: إيناس عيسى

«العمل المكتبي أفضل للإناث والعمل الميداني أفضل للذكور...» تترسخ بعض هذه القوالب النمطية في أذهان الأطفال منذ سن مبكرة جدًّا، مما يدفع الصبيان للاعتقاد أن عليهم امتلاك أو اكتساب سمات معينة لأن الافتقار إليها قد يكون مشكلة. من ناحية أخرى، تنشأ الفتيات على أفكار معينة حول قدراتهن وما يناسبهن، بغض النظر عما يحببن أو يمتلكن حقًا.

على الرغم من أن التنميط قد يدفع الأطفال إلى السير مع التيار، إلا أنه قد يؤثر بشكل سيء في حياتهم الاجتماعية والعملية. ولا ترتبط هذه القوالب النمطية بمهن معينة فحسب، بل يمكن أيضًا أن تُعزى إلى سمات معينة، كما أظهرت دراسة جديدة بقيادة جامعة نانيانغ التكنولوجية، سنغافورة (NTU Singapore) بالتعاون مع جامعة نيويورك.

هل «الذكاء» فكرة ذكورية؟

شارك 389 من الآباء الصينيين السنغافوريين و342 من أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا في الدراسة التي تهدف إلى قياس مدى ربط الآباء وأطفالهم «الذكاء» بالذكور. كان التحقيق في العلاقة بين الآباء وآراء أبنائهم هدف آخر من الدراسة.

في حين أن نتائج الأبحاث السابقة حول القوالب النمطية بين الجنسين أوضحت كيف يمكن لفكرة الموهبة كصفة ذكورية أن تظهر في سن السادسة تقريبًا، لم يختبر تغير مستوى القوالب النمطية طوال فترة الطفولة. وعرفت كلمة «ذكاء» في الدراسة على أنها مستوى استثنائي من القدرة الفكرية. فأشارت النتائج إلى أن الأطفال يميلون إلى إدراك الذكاء كسمة ذكورية قدر ما يفعل والداهم، وهذا الاعتقاد يقوى مع بلوغهم سن الثانية عشرة. بالإضافة إلى ذلك، ازداد مستوى هذا الاعتقاد قوة بين الأطفال الذين كان لآبائهم الرأي نفسه.

موضوعات ذات صلة : العلاقة بين تعليم الرياضيات والتنمية المعرفية

 

 

التحقيق في الصورة النمطية «الذكاء يساوي الرجال»

قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الأستاذ المساعد سيتوه بيبي من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة NTU في سنغافورة، إن الدراسة التي تتخذ من سنغافورة مقرًا لها هي أول دراسة تحدد أن الميل إلى ربط الذكاء بالذكور يزداد قوة خلال سنوات الدراسة الابتدائية، حتى سن 13 عامًا. وتضيف أن هذه الآراء النمطية التي تقول إن الصبيان أذكى من البنات تدفعهن إلى الشك في قدراتهن وتحد من أفكارهن حول اهتماماتهن وما يمكنهن تحقيقه في الحياة.

هذا يسلط الضوء على مدى أهمية إشراك الآباء في السياسات والبرامج المدرسية للدفاع ضد هذا التنميط في سن مبكرة. والأهم من ذلك، أن هذا التنميط لا يؤثر فقط في الشك في قدرات الفتيات؛ بل يستخدم الآباء أيضًا أساليب تفسير مختلفة للبنات والأبناء. وهذا يلفت الانتباه إلى الحاجة إلى تصميم برامج لتدريب الآباء والمعلمين ليكونوا على دراية بموازنة سلوكهم في أثناء التفاعل مع الأطفال، وخاصة مع الفتيات. سيساعد ذلك أيضًا في سد الفجوة في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مدار سنوات الدراسة وفي أثناء ملاحقة مهنة فيها.

 


مراجع