طرق التعلم النشط هي الأفضل لمعالجة قضايا الاستدامة


بقلم: إيناس عيسى

ألقى الباحثون الضوء على أهمية التحول من مناهج التعلم التقليدية إلى أساليب أكثر ابتكارًا ونشاطًا تحوِّل التركيز من المعلم إلى المتعلم. وقد اختبر هذا النهج على المتعلمين من مختلف المستويات، من الصغار إلى المراهقين والطلبة الجامعيين؛ فأشارت النتائج إلى فعاليته.

دراسة حديثة من جامعة كاوناس للتكنولوجيا KTU، ليتوانيا، أجراها باحثون من جامعات أوروبية مختلفة، درست تأثير التعلم النشط على مستوى مؤسسات التعليم العالي لطلاب الهندسة. فأشارت إلى أن تطبيق أساليب التعلم النشط في التعليم الهندسي أصبح المعيار الجديد، ويُنظر إليه على أنه شرط أساسي لإعداد المهندسين المستقبليين الذين سيستفيدون منها في حياتهم المهنية، وكذلك في معالجة القضايا العالمية.

ما الذي يميز التعلم النشط عن التعلم التقليدي؟

في نهج التعلم النشط، يُتوقع من المعلمين ويُشَجَعون على تعريف طلابهم بمفاهيم التعلم القائم على المشكلات والتعلم القائم على المشروعات والتعلم القائم على التحديات؛ لاكتساب المهارات اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية وحلها. «غالبًا ما يركز التعلم القائم على التحدي على التحديات التي لها تأثير عالمي. وعادةً لا يعرف الطلاب الذين يقبلون التحدي ماذا سيكون الحل. فيمنعهم الميسر من التركيز على الحل في وقت مبكر جدًّا، ويشجعهم على تحليل التحدي من وجهات نظر متعددة ومن وجهات نظر علمية مختلفة» حسب قول فيلما سوكاكي، الباحثة في جامعة كاوناس للتكنولوجيا.

يعد نهج التعلم هذا مناسبًا لتعليم الاستدامة، إذ يدعو –وفقًا لعديد من العلماء– إلى بيئة تعليمية سياقية، وموجهة نحو المشكلات، وتأملية، ومتعددة التخصصات، وتعاونية، وتشاركية، وأخلاقية، وتمكينية. في هذه الدراسة الأخيرة، أجرى الباحثون مراجعة منهجية للأدبيات لاستكشاف أساليب التعلم النشط الثلاثة: التعلم القائم على المشروعات والتعلم القائم على المشكلات والتعلم القائم على التحديات وفقًا لإطار التحليل والتصميم والتطوير والتنفيذ والتقييم ADDIE.

وسلطوا الضوء على أنه على الرغم من أن هذا النهج فعال ومن شأنه أن يحسن المهارات الشاملة للمتعلمين، مثل العمل الجماعي والتواصل وحل النزاعات، إلا أن تطبيقه في الفصل الدراسي قد يمثل تحديًّا لكلا الجانبين: المعلمين والمتعلمين. «في ممارستي، لاحظت أنه في بعض الأحيان يتساءل الطلاب عن طرق التعلم المبتكرة ويعتبرونها نوعًا من «الألعاب». فنظرًا لأن هذه الفصول غالبًا ما تكون في بيئة مرحة ومليئة بأقلام الرصاص والملاحظات الملونة ولبنات البناء، فيصعب على الطلاب أخذها على محمل الجد. لذلك، من المهم جدًّا توصيل الأساليب والأهداف إلى المتعلمين بوضوح شديد» كما يقول الأستاذ الجامعي سول بترونيين من كلية العلوم الاجتماعية والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة كاوناس للتكنولوجيا، وهو مؤلف مشارك في الدراسة.

تبديل الأدوار: التحدي والمفتاح

يشير الباحثون إلى أن تنفيذ هذا النهج يتطلب نقلة نوعية يحتاج فيها كل من المعلمين والطلاب إلى تطبيق مهارات جديدة والاضطلاع بأدوار قد لا يطبقونها من قبل لأن المتعلم لم يعد مستمعًا سلبيًّا وبالمثل لم يعد المعلم المصدر الوحيد للمعرفة.

«يواجه كل من الطلاب والمعلمين صعوبات في قبول أدوارهم الجديدة –فلم يعد المعلم هو المزود الرئيسي للمعرفة، ولم يعد الطالب مستمعًا سلبيًّا يمتص المعرفة كإسفنجة» حسب قول سوكاكي التي أجرت المقابلات مع المعلمين الذين طبقوا النهج في فصولهم.

وذكرت أن كلاً من المعلمين والمتعلمين يواجهون شعورًا قويًّا بعدم اليقين فيما يتعلق بالموارد المطلوبة والحل الذي سيتم تنفيذه. لذلك، هناك حاجة إلى الاستشارات خلال المراحل الوسيطة لحل التحدي، ما يتطلب وقتًا ومهارات إضافية من المعلم الميسر. ومع ذلك، يعتقد اختصاصيو التوعية أن فوائد أساليب التعلم النشط تفوق التحديات.

 


مراجع