هل يمكن لقراءة الآباء اليومية أن تحسن من تطور لغة الأطفال؟


بقلم: إيناس عيسى

كل يوم، يكشف لنا العلم أن القراءة أكثر بكثير من مجرد عادة جيدة ومجزية. فيمكنها تقوية الدماغ، وزيادة القدرة على التعاطف من خلال فهم أفضل لمشاعر ومعتقدات الآخرين، والمساعدة على منع التدهور المعرفي المرتبط بالعمر، وتقليل التوتر، والمساعدة على تخفيف أعراض الاكتئاب.

وفي حين أن الفوائد المذكورة أعلاه مرتبطة أكثر بالبالغين، إلا ان القراءة يمكن أن تفيد الأطفال أيضًا من خلال تحسين تطور لغتهم وفقًا لدراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة مارشال جوان سي إدواردز.

فوائد القراءة للأطفال

للقراءة بصوت عالٍ للأطفال فوائد كثيرة، ليس فقط للأطفال من خلال بناء مهاراتهم في القراءة والكتابة، ولكنها أيضًا تعزز العلاقة بين الوالدين والطفل من خلال التأثير الإيجابي في الأداء النفسي الاجتماعي للوالدين وسلوك الطفل. وتعد واحدة من أكثر الطرق فاعلية لتحسين اكتساب المفردات والصوتيات من خلال التعرض للغة غنية.

أظهرت الأبحاث السابقة دور بيئة القراءة المنزلية المحفزة في زيادة الشبكات المرتبطة بالمهارات اللغوية عالية المستوى في الدماغ، بما في ذلك المعالجة الدلالية والصور الذهنية. وفي حين أن البحث في هذا المجال راسخ فيما يتعلق بالأطفال الصغار، إلا أن فوائد القراءة للأطفال الرضع أقل ثباتًا على الرغم من أن تطور اللغة يبدأ منذ الولادة.

كيف يمكن للقراءة اليومية تحسين تطور اللغة؟

حقق الباحثون في الدراسة الحديثة في تدخل خارجي بسيط لتحسين تنمية لغة الرضع التعبيرية والاستقبالية. خلال الدراسة، تم إعطاء الآباء مجموعة من كتب الأطفال المختارة لدعم تطوير اللغة والتفاعل المبكر، وطُلب منهم قراءة كتاب واحد على الأقل يوميًّا. بعد ذلك، تم اختبار الأطفال من خلال اختبار لغة تعبيرية وتقبلية.

أظهرت النتائج أن الأطفال الذين تلقوا قراءة يومية متسقة، بدءًا من عمر أسبوعين، أظهروا درجات لغة محسّنة في وقت مبكر من عمر تسعة أشهر وحصلوا على درجات أعلى في مهارات استقبال اللغة والتعبير باستخدامها وكذلك المهارات اللغوية المُجمعة. يقول آدم فرانكس، أستاذ صحة الأسرة والمجتمع في مدرسة جوان سي إدواردز للطب والمؤلف المقابل للدراسة: «كتاب واحد كل يوم هو هدف سهل لتجربه العائلات الجديدة. إن رؤية تحسن ملموس في التحدث والفهم قبل بلوغ عام واحد أمر مثير للغاية».

في الختام، القراءة المنتظمة مفيدة للرضع في عمر تسعة أشهر لأنها تحسن تطور لغتهم. فتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية تحديد أهداف القراءة اليومية للأطفال لجني الفوائد المستقبلية.

 


مراجع: